الاقتصاد

«أسعار الذهب اليوم في صنعاء وعدن تسجل ارتفاعًا مفاجئًا بـ 200 ألف ريال للجرام»

في مفاجأة صادمة تُعيد تعريف الرفاهية في اليمن، ارتفعت أسعار الذهب إلى 200 ألف ريال للجرام الواحد، ما يعادل راتب شهرين كاملين للموظف العادي! وسط هذا الجنون السعري، تتكشف فجوة مرعبة قدرها 8 آلاف ريال بين البيع والشراء، مما يعني استغلالاً واضحاً يحقق للتجار أرباحاً تكفي لإطعام أسرة كاملة لمدة أسبوع من بيع جرام واحد فقط. الخبراء يحذرون: هذا الاستقرار المؤقت قد ينتهي خلال ساعات، وما نشهده اليوم قد يكون آخر فرصة قبل ارتفاع جديد يدفع بالأسعار لمستويات فلكية!

مفارقات الأسعار المتزايدة

الأرقام تتحدث بوضوح مدمر: بينما يحتاج المواطن اليمني لراتب شهرين لشراء جرام ذهب عيار 21، يحقق التجار هوامش ربح خيالية تصل إلى 4% من سعر الجرام. “كنت أشتري الجرام بـ 50 ألف ريال قبل سنوات، اليوم أصبح 200 ألف – كأنني أشتري سيارة!” تقول فاطمة السلامي بمرارة، بينما تؤجل أم محمد من صنعاء شراء الذهب لعرس ابنتها منذ سنتين، ويحاول علي الحرازي، تاجر صغير، توفير أسعار أفضل رغم الضغوط الهائلة.

أسباب أزمة أسعار الذهب

جذور هذا الجنون تمتد عميقاً في أزمة اقتصادية حادة حولت الذهب من مجوهرات للزينة إلى ملاذ أخير للنجاة من انهيار العملة، فمنذ 2015، أصبح اليمنيون يلجؤون للذهب كما لجأ أجدادهم أيام الحروب – طوق نجاة اقتصادي في محيط من عدم الاستقرار. الدكتور أحمد الشامي، خبير اقتصادي، يؤكد: “الذهب سيبقى الاستثمار الأكثر أماناً في اليمن طالما استمرت الأزمة”، مقارنة بالسعر العالمي البالغ 4,199 دولار للأوقية – الأعلى في التاريخ – نجد أن السوق اليمني يعكس هذا الجنون العالمي مضاعفاً.

تأثير الأسعار على الحياة اليومية

الحياة اليومية للأسر اليمنية تتغير بشكل جذري تحت وطأة هذه الأسعار الخيالية، حفلات الزفاف تُؤجل، والأمهات يبحثن عن بدائل للذهب التقليدي، بينما يتحول المعدن الأصفر تدريجياً إلى رمز طبقي يفصل بين القادرين وغير القادرين. السيناريو الأسوأ يتوقع مضاعفة الأسعار مع مزيد من التدهور الاقتصادي، بينما يحذر الخبراء من ظهور سوق سوداء تستغل حاجة الناس، رنين آلات الحساب في محلات الذهب وهمهمات المساومة اليائسة تملأ الأسواق، بينما تعكس وجوه الزبائن قلقًا متزايدًا من مستقبل غير مؤكد.

مستقبل الذهب في اليمن

مع استمرار هذا الجنون السعري وتوقعات بارتفاعات جديدة، يبقى السؤال المصيري: هل سيصبح الذهب حكراً على الأثرياء في اليمن؟ أم ستجد الحكومة والمجتمع حلولاً عاجلة لكسر هذا الاحتكار المدمر؟ الوقت ينفد، والأسعار في صعود مستمر، والشعب ينتظر معجزة اقتصادية تعيد الذهب إلى متناول الجميع قبل أن يصبح مجرد حلم بعيد المنال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى