خروج آلان داي من آبل وانضمامه إلى ميتا يعزز نقل الخبرات التصميمية، مغادرة المصممين البارزين تشير إلى اتجاه آبل لمراجعة أسلوبها في الإدارة الإبداعية، والخلاف حول واجهة Liquid Glass يعكس تباينًا في رؤية مستقبل التفاعل البصري، كما تفضل المواهب المنسحبة من آبل العمل مع ميتا للتمتع بحرية إبداعية أكبر، رحيل العقول الإبداعية يضع آبل أمام تحدي الحفاظ على بريقها التصميمي.
في السنوات الأخيرة، تكررت قصص مغادرة كبار المصممين في شركة آبل، الأسماء اللامعة التي صنعت بعضًا من أكثر منتجات الشركة إثارة للجدل، من أجهزة iPhone Air إلى واجهة Liquid Glass، تخرج واحدًا تلو الآخر نحو شركات أخرى، حيث كان أحدثها انتقال المصمم آلان داي إلى ميتا، وهذا يثير التساؤلات حول ما يجري خلف جدران الشركة التي لطالما اعتُبرت معقل الإبداع البصري في عالم التقنية.
رحيل آلان داي… زلزلة في قلب تصميم آبل
وفقًا لتقرير CNBC، قرر آلان داي، رئيس قسم واجهات المستخدم في آبل، إنهاء مسيرة امتدت لما يقارب عقدين من الزمن داخل قسم يُعتبر من أكثر أقسام الشركة محافظة على أسرارها البصرية، ومن المفارقات أن وجهته الجديدة هي ميتا، المنافسة المباشرة في مجالات الواقع الممتد والذكاء الاصطناعي البصري، يعني مثل هذا القرار انتقال خبرات نادرة في التصميم البيئي والواجهات التفاعلية إلى يد خصم طموح يبحث عن لغة بصرية جديدة.
تداعيات متسارعة داخل مجتمع التصميم
يأتي رحيل داي بعد مغادرة المصمم عبيدور شودري، صاحب فكرة iPhone Air، نحو شركة ناشئة متخصصة في الذكاء الاصطناعي، لم يعد هذا التتابع مجرد حركة وظيفية فردية، بل يُعد إشارة إلى اتجاه أوسع يشمل إعادة تقييم أسلوب آبل في الإدارة الإبداعية، حيث أصبح الانضباط الصارم يفرض سقفًا على الأفكار الحرة التي لطالما شكلت روح تصميم آبل.
Liquid Glass… جمال مثير للجدل
واجهة Liquid Glass، التي تمثل آخر إنجازات فريق التصميم قبل هذه الموجة من المغادرين، أثارت انقسامًا واضحًا بين المستخدمين والمصممين، تقنيًا هي محاولة لدمج الواقعية المادية مع واجهة رقمية شفافة وسائلة، لكنها أيضًا تمثل نقطة اختلاف داخل الفريق، بين من يرى فيها مستقبل التفاعل البصري ومن يعتبرها تراجعًا عن مبدأ البساطة النقية الذي ميّز نظام iOS في بداياته، الرحيل المفاجئ لقادتها يوحي بأن الخلاف لم يكن تقنيًا فحسب، بل فلسفيًا في جوهره.
بين طموح ميتا وتردد آبل
من اللافت أن الوجهة المفضلة لمعظم المنشقين عن آبل هي ميتا، الشركة التي تخوض سباقًا تقنيًا شرسًا لإعادة تعريف مفهوم الوجود الرقمي عبر منتجات الواقع الافتراضي والمعزز، وبينما تنغمس آبل في تحسين أجهزتها الحالية، تبدو ميتا أكثر جرأة في خوض المجهول، ما يمنح المصممين شعورًا بالحرية الإبداعية، هذا التحول يعكس معركة هادئة بين فلسفتين: الأولى تركز على الإتقان المتناهي، والثانية تراهن على التجريب بلا قيود.
هل تفقد آبل بريقها الإبداعي؟
تكرار رحيل العقول المصممة لا يعني مباشرة أن آبل تنهار إبداعيًا، لكنها إشارة إلى أن نموذجها الداخلي يحتاج إلى مراجعة، الشركة التي قدّمت للعالم تفاصيل غير متوقعة في تصميم الأجهزة والواجهات تواجه اليوم تحديًا في الحفاظ على تلك الروح في عالم يتغير بسرعة أكبر من وتيرة قراراتها، ربما آن الأوان لتعريف حدود الجرأة التي ميزتها يومًا، قبل أن يتحول إبداعها إلى أسطورة تروى عن الماضي بلا واقع يُنتظر منه الجديد.
خروج آلان داي ورفاقه ليس مجرد تبديل أسماء في بطاقات العمل، بل مؤشر على تحولات أعمق في ثقافة التصميم داخل وادي السيليكون، في زمن أصبحت فيه الهوية البصرية جزءًا من الإستراتيجية التقنية، يبدو أن السؤال الحقيقي لم يعد: من يغادر آبل؟ بل: من سيصوغ ملامح الجيل القادم من الجمال التقني؟
