الاقتصاد

«ارتفاع سعر الذهب مع تجاوز عيار 21 حاجز 5600 جنيه اليوم الاثنين»

كتبت – ماري نادي

 

يشهد سوق الذهب في مصر اهتمامًا متزايدًا، مع استمرار التغيرات المرتبطة بالاقتصاد العالمي، إذ يتفاعل المعدن النفيس مع تحركات الدولار ومؤشرات التضخم العالمية، مما يجعل أسعار الذهب عرضة للتقلب وفقًا لهذه المتغيرات، وقد سجل سعر جرام الذهب عيار 21 بدون مصنعية نحو 5600 جنيه في التداولات المحلية، مما يعكس حالة من الحذر لدى المتعاملين في ظل قراءة المشهد الاقتصادي وتوقعاته المتباينة.

تأثير الفائدة العالمية على أسعار الذهب

تشير التطورات الحالية إلى أن أسعار الذهب في مصر تتأثر بوضوح بمؤشرات الفائدة العالمية، إذ يلعب قرار الفيدرالي الأمريكي بشأن الإبقاء على الفائدة أو خفضها دورًا محوريًا في تحديد شهية المستثمرين تجاه الذهب، فكلما ارتفعت الفائدة تراجع الإقبال على المعدن الأصفر، نظرًا لكونه أصلًا لا يدر عائدًا مباشرًا، مما يدفع المتعاملين إلى الاتجاه نحو أدوات مالية ذات عائد، وبالتالي ترتفع تكلفة الفرصة البديلة للذهب، ويظهر هذا الاتجاه بوضوح في الأسواق العالمية التي تعكس مباشرة تحركات الدولار والفائدة.

تغيرات الأسعار المحلية

في السوق المحلي، تتغير الأسعار بشكل لحظي نتيجة ارتباطها بالأسعار العالمية، وحركة سعر الصرف، وقد وصلت أسعار الذهب اليوم إلى مستويات متباينة بين الأعيرة المختلفة، حيث سجل عيار 24 مستوى مرتفعًا نسبيًا مقارنة ببقية الأعيرة، بينما جاء عيار 18 عند مستوى أقل، ويتأثر كل عيار بدرجة نقائه والطلب عليه داخل السوق، كما سجل الجنيه الذهب قيمة مرتفعة تعكس استمرار الطلب عليه كوعاء ادخاري مفضل لدى شرائح واسعة من المصريين الذين يرون فيه وسيلة للحفاظ على القيمة في فترات عدم اليقين الاقتصادي.

العلاقة بين الدولار والذهب

تظهر العلاقة العكسية بين الدولار والذهب كعامل رئيسي في تفسير الاتجاهات السعرية الأخيرة، فارتفاع الدولار يؤدي غالبًا إلى تراجع الذهب عالميًا، إذ تصبح حيازته أكثر تكلفة بالنسبة للمستثمرين الذين يستخدمون عملات أخرى، ومع بقاء توقعات خفض الفائدة الأمريكية بعيدة نسبيًا في الوقت الحالي، تستمر الضغوط السلبية على الذهب، مما يجعله يتحرك في نطاقات محدودة مع ميل هبوطي عالمي، بينما يبقى المشهد المحلي أكثر خصوصية بسبب تأثيرات سعر الصرف وتغيرات السوق الداخلية.

الذهب كملاذ آمن

يظل الذهب، رغم التغيرات، ملاذًا آمنًا للأفراد الذين يبحثون عن حماية قيمة مدخراتهم، ورغم أن ارتفاع الفائدة عالميًا يقلل من جاذبيته الاستثمارية، إلا أن الظروف الاقتصادية المتقلبة تجعل الكثيرين ينظرون إليه كأحد الخيارات التي توفر قدرًا من الأمان، ومع استمرار متابعة الأسواق العالمية والمحلية، يبقى الذهب في مصر مرهونًا بمزيج من العوامل الخارجية والداخلية التي تحدد مساره خلال الفترة المقبلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى