تقنية

«استعدوا للدهشة» أبرز الابتكارات التقنية المرتقبة في معرض CES 2026

تقترب لاس فيغاس من التحول إلى مركز عالمي للابتكارات التكنولوجية مع اقتراب معرض الإلكترونيات الاستهلاكية CES 2026.

تتنافس سامسونغ، إل جي، وسوني على عرض أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والتجارب البصرية.

AMD تكشف عن تقنية العرض FSR Redstone، وتواجه تحديات إنفيديا مع تحسينات في توليد الأشعة.

تعمل كوالكوم على تعزيز وجودها في الحواسيب من خلال شريحة Snapdragon X2 Elite المحدثة.

على الرغم من تأجيلات مشروع «بالي»، لا تزال سامسونغ تطور روبوتها المنزلي ليصبح أكثر تفاعلًا وفهمًا.

شركات التكنولوجيا تتسابق إلى المنصة

تستعد سامسونغ، إل جي، إنتل، سوني، ولينوفو لبدء المؤتمر بسلسلة من المؤتمرات الصحفية، التي تعكس تنافسها المستمر على ريادة المستقبل، حيث ستبدأ سامسونغ بـ«النظرة الأولى» بقيادة المدير التنفيذي TM Roh، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي وتجربة المستخدم، بينما ستعرض إل جي رؤيتها لما تصفه بـ«الذكاء الودود»، وتخطط إنتل للكشف عن جيل جديد من معالجات Core Ultra 3 المبنية على دقة تصنيع 2 نانومتر.

تعكس هذه الندوات ليس فقط إنجازات الشركات، بل تعبر أيضًا عن رؤى متنوعة حول كيفية ظهور «الذكاء الاصطناعي القابل للعيش معه»، من رقاقات الحوسبة إلى الروبوتات المنزلية.

رقائق جديدة تعيد تعريف الحوسبة

تركز الأضواء على إعلان AMD عن تقنيتها الجديدة FSR Redstone، المتوقعة لمنافسة DLSS من إنفيديا، مع تحسينات في توليد الإطارات وإعادة توليد الأشعة لتقديم تجربة ألعاب أكثر واقعية، كما تستعد للكشف عن معالجات Ryzen 9850X3D و9000G المعتمدة على معمارية Zen 5، في إطار السباق المستمر بين عمالقة المعالجات.

في المقابل، تعتمد إنتل على سلسلة Panther Lake لتثبيت مفهوم “الكمبيوتر المدعوم بالذكاء الاصطناعي”، مع وعد بزيادة تصل إلى خمسين في المئة في الأداء العام، بهدف دمج قدرات التعلم الآلي داخل الأجهزة المحمولة الراقية، بينما تسعى كوالكوم لتعزيز وجودها في مجال الحواسيب باستخدام نسخة محدثة من شرائح Snapdragon X2 Elite.

شاشات أكثر إشراقًا وتنافس جديد في عالم التلفزيونات

سيكون الجيل القادم من الشاشات محور اهتمام الزوار، حيث تمهد سوني لتقديم تقنية «True RGB» المعتمدة على مصابيح LED الصغيرة الملونة بالأحمر والأخضر والأزرق، ما يمنح دقة ألوان أعلى وسطوعًا استثنائيًا دون عيوب احتراق OLED، بينما تعمل سامسونغ على تطوير معيار HDR10+ Advanced كاستجابة لـ Dolby Vision 2، مع وعد بذكاء بصري يتعرف على أنواع المحتوى ويحدث مواءمة ديناميكية للصورة.

يمثل هذا التطور المستمر في تقنيات العرض تجسيدًا لرغبة الصناعة في تقديم تجربة بصرية أقرب إلى الإدراك البشري، حيث يبدو أن معركة البِتّات والبيكسلات تقترب أكثر من حدود العين البشرية.

عودة «بالي»: حلم الروبوت المساعد المؤجل

قبل ست سنوات، أدهشت سامسونغ الجمهور بروبوتها الكروي Ballie، الذي وُلد ليكون رفيقًا منزليًا ذكيًا، ورغم الوعود المتكررة بإطلاقه التجاري، لا يزال المنتج غائبًا عن الأسواق، ليصبح «بالي» رمزًا مصغرًا لصعوبة تحويل الوعود التقنية إلى واقع ملموس، حتى بالنسبة لشركة بحجم سامسونغ.

ورغم الإخفاق في تحقيق الإطلاق الموعود لعام 2025، تشير التقارير إلى أن الشركة لم تتخل عن مشروعها، حيث تم تزويد «بالي» بمنصة Gemini من غوغل ليصبح أكثر قدرة على التعلم والتفاعل، ولكن يبقى السؤال المهم ليس متى سيصدر، بل ما إذا كان السوق مستعدًا بالفعل لاقتناء روبوت شخصي بهذه الوظائف والتكلفة.

الروبوتات الذكية تكتسب قدرة على الفهم المكاني

إلى جانب «بالي»، ستحتل الروبوتات المنزلية والعاملة مكانًا بارزًا في CES 2026، حيث تكشف ابتكارات مثل Roborock Saros Z70 الذي يحتوي على ذراع قابضة، وDreame X50 القادر على صعود الدرج، أن المسألة لم تعد مجرد تنظيف، بل فهم كامل للبيئة المحيطة، وهذا التحول مدفوع بما يعرف بـ«نماذج العالم» في الذكاء الاصطناعي، التي تمنح الروبوتات إدراكًا مستمرًا للمكان والزمان والحركة.

عندما يصبح الروبوت قادرًا على تفسير الفضاء الذي يتحرك فيه بنفس طريقة الإنسان، يمكن أن نصدّق فعلاً أن الذكاء الاصطناعي قد انتقل من حواسيب المكتب إلى عالمنا المادي، ليعيش معنا لا من أجلنا فقط.

بين الطموح والواقع: ما الذي ننتظره من CES 2026؟

إذا كان CES هو المرآة السنوية لأحدث التقنيات، فإن نسخة 2026 تبدو مرشحة لتكون انعكاسًا لمرحلة نضج جديدة، حيث لم يعد يكفي أن تظهر الشركة جهازًا فريدًا، بل يجب أن تثبت جدواه وقابليته للعيش في الحياة اليومية، ومع مرور الوقت، أصبح الجمهور أكثر وعيًا لما يعتبره «ابتكارًا حقيقيًا».

ربما لا نرى «بالي» يتجول في منازلنا قريبًا، لكن المؤكد أن روح المحاولة لم تمت، فكل مؤتمر CES ليس مجرد استعراض لتقنيات جديدة، بل هو تمرين جماعي على تخيل الغد من جديد، مهما بدا بعيدًا عن الواقع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى