«استعد لتجربة مرعبة» أفضل ألعاب الرعب المتاحة الآن في الجزء السابع

يمكن قراءة الجزء السادس من المقال هنا
Outlast
- المطور: Red Barrels.
- المنصّات: PS4، Xbox One، PC، Nintendo Switch.
تُعد Outlast واحدة من أكثر تجارب الرعب الخالصة التي تتميز بالعجز الكامل أمام المخاطر، فهي لعبة ذات منظور أول، تأخذك إلى مصحة عقلية مهجورة، في حين أنها مليئة بالحياة، ولكنها ليست حياة ترغب في مواجهتها. تدور أحداث اللعبة حول صحفي قرر، لسبب غير واضح، التسلّل إلى هذا المكان المنعزل في ظلمة الليل، على قمة جبل، حيث يبعد أميالًا عن أي مساعدة، ولا يحتاج تخيّل هذا السيناريو إلى الكثير من الجهد لإثارة الرعب النفسي قبل أن تبدأ الأحداث الحقيقية.
في Outlast، لا وجود للأسلحة، ولا إمكانية للقتال، كل ما لديك هو كاميرا فيديو تدعم وضع الرؤية الليلية، وهي آلية أصبحت رمزًا متلازمًا مع اللعبة. يتيح لك هذا النظام مشاهدة ما يختفي في ظلام دامس، لكنه يكشف أيضًا مشاهد مرعبة تزداد بشاعتها كلما تقدمت، الإضاءة الخضراء الحبيبية الناتجة عن العدسة تضيف طابعًا واقعيًا مرعبًا، وكأنك تشاهد وثائقيًا عن حدث حقيقي وليس مجرد لعبة فيديو.
تجمع اللعبة بين الاستكشاف والتخفي والهروب، فتجد نفسك تراقب الظلال تتحرك في نهاية الممرات، وتصغي لأنفاس متقطعة وصوت زحف خلف الجدران، مع تمنيات بعدم مواجهة الكائنات التي تصدر تلك الأصوات. فمع أن الرعب ليس مفاجئًا في معظم اللحظات، إلا أن التوتر الدائم الذي تولده البيئة يجعل كل زاوية، وكل باب مكسور، وكل غرفة تحتاج إلى بطارية جديدة تتحول إلى تجربة مخيفة.
تتعاون التفاصيل السمعية والبصرية بفعالية لتقديم إحساس خانق، منذ صوت ارتعاش الكاميرا، واهتزاز التركيز البصري، وحتى صدى خطواتك في رحلة الهروب بلا وجهة سوى البقاء على قيد الحياة، كل عنصر في اللعبة يذكّرك بضعفك، وأن المكان قوي أكثر منك بكثير.
لمن يرغب في تجربة الرعب مع الأصدقاء، قدمت Red Barrels لعبة Outlast Trials، وهي تجربة جماعية قاسية، تعرض مدى إتقان هذا العالم في تقديم رعب خالص سواء كان بشكل فردي أو ضمن مجموعة. تبقى Outlast واحدة من أكثر ألعاب الرعب تأثيرًا في العقد الأخير، تعرف الرعب بأنه ليس مجرد كائن يلاحقك، بل العجز التام، والظلام، والصوت القادم من أماكن غير مرئية، إنها تجربة قوية تناسب من يطلب رعبًا لا يُنسى، يبقى معك حتى بعد إطفاء الشاشة.
Silent Hill 2 Remake
- المطوّر: Bloober Team.
- المنصّات: PS5، PC.
تعود Silent Hill 2 – واحدة من أعظم ألعاب الرعب النفسي في تاريخ الصناعة – إلى الحياة من خلال ريميك ضخم، يقدّم تجديدًا بصريًا وسمعيًا بالكامل، ويحافظ على روحها الأصلية بينما يضخّم تأثيرها ليناسب الجيل الحديث. منذ الوهلة الأولى، يتضح أن هذا الريميك ليس مجرد تحديث تقني، ولكنه إعادة ولادة كاملة لكابوس نفسي ظلّ لعقود معيارًا للرعب القصصي في ألعاب الفيديو.
المدينة الضبابية التي تُعد رمز السلسلة أصبحت أكثر وحشة وكآبة من أي وقت مضى، الإضاءة الديناميكية، والانكسارات الضوئية، والضباب الكثيف الذي يبتلع المشهد كلها عناصر تُضاعف الشعور بالعزلة، وبناء التصميم الصوتي الذي أُعيد صياغته بدقة يُشكل بيئة خانقة، حيث يختلط صوت المطر مع الخطوات البعيدة والتنفس المتقطع، مما يجعل كل لحظة مليئة بالتوتر.
بينما يواجه James Sunderland الوحوش الأيقونية مثل Pyramid Head والممرضات المشوهات، فإن التهديد الأكبر لم يكن تلك الكائنات، بل الأشباح النفسية التي تطارده، والماضي المؤلم الذي يسعى للهروب منه، فالمدينة ليست موطنًا للوحوش، بل تجسيد للذنب والإنكار والحداد، وكل خطوة يتخذها James تُظهر الحقائق التي يُحاول دفنها.
القصة، التي تُعتبر عنصرًا قويًا في اللعبة، تدفع اللاعب في رحلة مؤلمة عبر ذهن رجل محطم نفسيًا بعد تلقيه رسالة غامضة من زوجته الراحلة، ومع تقدّم الأحداث، لا يجد James سوى المزيد من التذكيرات بتجاربه القاسية، وبمشاعر الذنب التي يخشى مواجهتها، المدينة تُظهر له أسوأ ما في داخله، والأماكن التي يطأها تصبح رموزًا لجروحه النفسية.
الريميك لا يُعيد تقديم الأحداث فحسب، بل يُبرزها ببناء بصري متقن يُظهر تفاصيل لم تكن ممكنة في حقبة PS2، والظلال، والانكسارات، وملمس الجدران، ووجوه الشخصيات تحمل الآن طابعًا واقعيًا مؤلمًا يضرب في جوهر التجربة النفسية، وكل مشهد مُصمم ليُربك الحواس ويصعّد مستويات القلق.
كلما عاش اللاعب في قصة Silent Hill 2، كلما ازدادت ثقل الحقائق، وكلما زاد صعوبة الاكتشاف. يمكن القول إن الرعب الحقيقي في اللعبة ليس ما تراه، بل ما تفهمه، وما يتركه كل مشهد، وكل وحش، وكل جملة في القلب والعقل.
إن Silent Hill 2 Remake ليست مجرد لعبة رعب، بل عمل فني ونفسي متكامل يُقدّم قصة تستحق الإصغاء والفهم، والدهشة وحتى الألم، وكلما تقدّمت فيها، زادت كثافة الظلام، وعمق الظلال، وقسوة الأسئلة، يُعيد هذا الريميك التأكيد على مكانة Silent Hill 2 كأحد أعظم ألعاب الرعب النفسي في تاريخ الألعاب، ويمنح الجيل الجديد فرصة لتجربة كابوس كلاسيكي بعناصر حديثة ورؤية أكثر نضجًا وألمًا.
Alan Wake 2
- المطوّر: Remedy Entertainment.
- المنصّات: PS5، PC، Xbox Series X.
بعد انتظار دام 13 عامًا، عاد الروائي المعذّب Alan Wake في جزء ثانٍ طال انتظاره، وكانت العودة تتناسب تمامًا مع مستوى الترقب بل وتجاوزته، كما جاء في مراجعات اللعبة “لن تجد شيئًا مشابهًا في هذا الجيل”، وهي جملة تلخص بوضوح مدى فرادة التجربة التي تقدّمها هذه اللعبة.
تأخذ Alan Wake 2 تجربة الرعب النفسي إلى مستوى جديد، جامعًا بين الرعب البصري والقصصي والسمعي في مزيج نادر الوجود، الأعداء المرعبون، والأجواء الخانقة المشبعة بالخطر، والإضاءة التي تُسقط الظلال بشكل يثير التوتر مع كل خطوة، تجعل اللاعب يشعر بأنه محاصر داخل كابوس حي لا ينتهي.
تعتمد اللعبة على أسلوب اللعب بمنظور الشخص الثالث، الذي يقدّم اشتباكات مشوقة مليئة بالتوتر، ولكن جوهر رعب اللعبة يكمن في القصة المعقدة، التي تنتقل بين بطليْن مختلفين، وتتشابك عبر خطوط زمنية متعددة، مستعيدة الأسلوب السردي المتقاطع الذي اشتهرت به Remedy في Control (2019)، هذا التشابك المعقد يخلق شعورًا دائمًا باللايقين، حيث لا يعرف اللاعب ما إذا كان ما يراه حقيقة أم انعكاسًا لعقل Alan المضطرب أو امتدادًا لـ”المكان المظلم” الذي يبتلعه ببطء.
القوى المرعبة التي يواجهها البطل ليست مجرد وحوش، بل تمثيلات لكوابيس داخلية، ورموز لشعور العجز والذنب والبحث اليائس عن الخلاص، والأجواء التي تُغلف اللعبة تقدم أحد أكثر أشكال الرعب نضجًا: رعب يعتمد على القلق النفسي العميق وليس فقط المفاجآت.
يظهر Alan Wake 2 بوضوح مدى التطور الهائل لاستوديو Remedy، سواء من حيث الإخراج السينمائي، أو جودة الحوار، أو الجرأة في بناء قصة تتجاوز المألوف، أو قدرة الفريق على صناعة لعبة رعب تعصر العقل قبل الأعصاب، إنها تجربة تؤكد مكانة Remedy كواحد من أفضل مبتكري ألعاب الرعب والسرد التفاعلي اليوم.
Alan Wake 2 ليست مجرد لعبة رعب، بل عمل نفسي–سينمائي متكامل، مليء بالأسرار والظلال والأفكار المخيفة، إنها لعبة تبقى معك حتى بعد إطفاء الشاشة، وتجعلك تفكر طويلاً فيما رأيته وما لم تره… مما يجعلها واحدة من أفضل ألعاب الرعب في الجيل الحالي دون أي مبالغة.
كاتب




