تقنية

«استعد للإثارة» أفضل ألعاب الرعب المتاحة الآن في الجزء الثامن

يمكن قراءة الجزء السابع من المقال هنا

Resident Evil 2 Remake

  • المطوّر: Capcom.
  • المنصّات: PS5، PS4، Xbox One، Xbox Series X، PC، Nintendo Switch.

يصعب تصور أن لعبة صدرت أول مرة عام 1998 على جهاز PS1 قد تعود بعد أكثر من 20 عامًا لتكون في طليعة أفضل ألعاب الرعب في العصر الحديث، ولكن عندما نتحدث عن Resident Evil 2 Remake، يصبح الأمر منطقيًا. فهذه النسخة لم تكن مجرد إعادة إصدار، بل كانت إعادة صياغة شاملة من الأساس، نجحت فيها Capcom في تقديم تجربة تحترم الماضي وتعيد تشكيله وفقاً لمعايير الرعب المعاصرة.

النتيجة كانت لعبة استثنائية تجمع بين حنين عشاق السلسلة وجودة التصميم الحديث، فالرؤية الجديدة لرعب مدينة Raccoon City ظهرت أكثر سوداوية وواقعية، مع تفاصيل بصرية وسمعية رائعة، مثل الإضاءة الخافتة وصوت صرير الأبواب وزحف الزومبي في الظلال، مما يمنح اللاعب شعورًا بالتوتر في كل خطوة من خطوات النجاة.

القصة الكلاسيكية التي تروي محاولة Leon Kennedy وClaire Redfield الهروب من المدينة الموبوءة تم سردها بدقة واحترام، مع إعادة تقديم الوحوش والمواجهات الأيقونية مثل Lickers وMr. X، بتصميم يبعث الرعب، مستفيدًا من التفاصيل الرسومية عالية الجودة التي تُظهر التحلل والدماء وحركة الأجساد بشكل واقعي ومفزع.

أما أسلوب اللعب، فقد ناله تحديث شامل، مع نظام تصويب حديث ودقيق، وتحكم سهل وسلس، وألغاز تم إعادة تصميمها بذكاء تجمع بين التحدي والمتعة، مما أعطى Resident Evil 2 هوية خاصة في مشهد ألعاب الرعب الحديث.

علاوة على ذلك، فإن مستوى العنف المرئي قد بلغ ذروة فنية غير مسبوقة، حيث ترى النتائج الرهيبة لكل طلقة تصيب جسد الزومبي، مما يعزز الشعور بالخطر ويُبرز قسوة العالم الذي تسعى للنجاة منه.

ببساطة، Resident Evil 2 Remake ليست مجرد نسخة محسّنة من لعبة قديمة، بل هي إحياء لأسطورة وإعادة صياغة لنمط الرعب بطريقة تجعلها ضرورية كما كانت النسخة الأصلية في عصرها، مما يثبت كيف يمكن للتطوير الواعي والمحترم أن ينقل لعبة كلاسيكية إلى مستوى جديد تمامًا، ويجعلها مستحقة لقب واحدة من أفضل ألعاب الرعب في التاريخ الحديث.

Alien: Isolation

  • المطوّر: Creative Assembly.
  • المنصّات: Xbox Series X، Xbox One، PS4، PC.

تُعتبر Alien: Isolation واحدة من أعظم تجارب الرعب التي تم إنتاجها على الإطلاق، ليس فقط في إطار سلسلة أفلام Alien، بل في تاريخ ألعاب الرعب ككل، فمع أنها تصدت لمجموعة من الألعاب التي استلهمت عناصر في السلسلة، إلا أن Isolation نجحت في التقاط جوهر الرعب الحقيقي من الفيلم الأصلي وإعادة تقديمه بشكل أعمق وأكثر توترًا.

تتقمص اللاعب شخصية Amanda Ripley، ابنة Ellen، التي تنطلق بحثًا عن والدتها المفقودة داخل محطة فضائية مهجورة، لكن ما تعثر عليه ليس مجرد آثار أو أدلة، بل نفس الكائن Xenomorph الذي طارد والدتها، وبذكاء اصطناعي يمثل قمة الإثارة في الرعب في تاريخ الألعاب. هذا الوحش لا يتبع نمطًا ثابتًا، ولا يتحرك وفق مسار محدد، بل يصطاد بشكل ديناميكي، ويستجيب للأصوات والروائح ويتغير سلوكه بناءً على تصرفات اللاعب.

لذلك، كل لحظة في اللعبة تتحول إلى معركة صامتة للبقاء، حيث:

  • تمسك بأنفاسك وأنت تحتمي داخل خزانة.
  • تنتظر مرور خطواته الثقيلة فوق الأرض المعدنية.
  • تتجمد في مكانك عندما تسمع صرير الذيل خلفك.
  • تصرخ عند اكتشافه لك قبل أن تصل إلى ملاذ آمن.

الجو العام للعبة مُصاغ بإتقان مذهل، حيث الإضاءة الخافتة، أصوات الأجهزة المعطلة، فراغ ممرات Sevastopol، جميعها تجعل اللاعب يشعر أنه عالق داخل كابوس فضائي لا ينتهي، ورغم طول اللعبة، فإن مستوى التوتر لا ينخفض، بل يستمر في التصاعد وبوتيرة خانقة.

قد يكون الإنجاز الأكبر هو قدرة اللعبة على إعادة إحياء الرعب والتشويق لـ Xenomorph، الذي بات شبه مبتذل لكثرة ظهوره، ولكن هنا، يعود إلى عرشه كأحد أكثر المخلوقات رعبًا في الخيال العلمي، حيث نجحت اللعبة في جعله غير متوقع، لا يُهزم، ولا يرحم.

Layers of Fear

  • المطوّر: Bloober Team.
  • المنصّات: PS4، Xbox One، Nintendo Switch، PC.

قلة من ألعاب الرعب يمكنها أن تجعلك تشك في نفسك خارج حدود الشاشة، ولكن Layers of Fear تُعد واحدة من تلك التجارب النادرة التي تعبث بعقلك وأعصابك. تبدأ اللعبة بأسلوب مألوف للغاية: منزل ضخم، فارغ، غارق في الظلال، وصدى خطواتك يتردد بين الجدران كأنه يحاول محادثتك. تعود إلى المنزل في دور رسام مجهول الاسم، لتكتشف تدريجيًا أن هذا المنزل ليس مجرد مكان، بل هو انعكاس لذهن محطم فقد السيطرة تمامًا، ومع مرور الوقت، يتضح أن الجنون الذي وقع فيه الفنان يسيطر على القصة وعالم اللعبة نفسه.

ففي هذا العالم، يمكن أن يختفي الباب الذي دخلت منه، وتظهر ممرات جديدة لم تكن موجودة قبل ثوانٍ، بحيث تلتف الجدران وتتمدد كما لو كانت كائن حي يتنفس مع نوبات الهلوسة التي يعاني منها البطل، هذا النوع من الرعب الإدراكي يجعل اللاعب يشعر وكأنه جزء من عقل مضطرب، لتطرح اللعبة عليك تساؤلات مثل:

  • هل كان هذا المكتب دائمًا هنا؟
  • هل كان هذا الممر بهذا الطول؟
  • هل تغيّر موضع الغرفة أم أنك تتخيّل؟

كل شيء يبدو واقعيًا بشكل يكفي لجعلك تصدق ما تراه، ولكنه يتغير بسرعة، مما يكسر اليقين ويزرع الشك والخوف الداخلي بدلاً من الاقتصار على القفزات المفاجئة أو الوحوش التقليدية.

ومع تقدم اللاعب في القصة، تبدأ طبقات الجنون، كما يشير العنوان، في الانكشاف واحدة تلو الأخرى، وتظهر الحقيقة المُظلمة التي دفعت الفنان إلى هذا الانهيار، وهي لوحة مهووس بها، مصنوعة من مواد غير تقليدية. وكلما اقتربت من إنهاء العمل الفني، يصبح المنزل نفسه أكثر تشوهًا ورعبًا، كأنه يتآكل تحت وطأة الذنب والهوس.

تتميز اللعبة أيضًا بجودة بصرية مذهلة، حيث اللوحات المتحركة، الدمى المحروقة، الأصوات الخافتة، والانحرافات المفاجئة في البيئة مصممة بعناية لإغراق اللاعب في شعور بالعجز والضياع، ليست مجرد لعبة رعب، بل رحلة داخل عقل متفكك تتكشف فيها الرهبة ليس من العالم الخارجي، بل من داخل الإنسان نفسه.

لذا تُعتبر Layers of Fear واحدة من أفضل ألعاب الرعب النفسي على الإطلاق، تجربة تترك أثرًا عميقًا في الذاكرة، وتجعلك تطفئ الشاشة وتظل تفكر لثوانٍ فيما إذا كان هناك شيء قد تغيّر في الغرفة، أم أن عقلك يلعب بك؟

Resident Evil 7

  • المطوّر: Capcom.
  • المنصّات: PS4، PS5، Xbox Series X، Xbox One، Nintendo Switch، PC.

عندما أعلنت Capcom عن Resident Evil 7، كان الكثيرون يشعرون بالقلق، فقد كانت السلسلة قد انحرفت في الأجزاء الأخيرة نحو الأكشن المبالغ فيه، والخوف الأكبر كان من أن تتحول اللعبة إلى محاولة تحديث قسرية تفقد هويةResident Evil الأصلية، لكن المفاجأة كانت أن اللعبة ظهرت كنقطة تحول عظيمة في تاريخ السلسلة، وبداية عصر جديد من الرعب الخالص الذي يعيد مفهوم البقاء إلى صميم التجربة.

منذ البداية، يتضح أن RE7 تستلهم أفضل ما قدمته أفلام الرعب في العقدين الماضيين، من أجواء The Texas Chainsaw Massacre إلى رعب المنازل المهجورة. ودمجت اللعبة هذا الإرث السينمائي بشكل ذكي ضمن إطار Resident Evil التقليدي، لتقدم تجربة حديثة ومبتكرة دون أن تفقد جذورها.

القصة الرئيسية تمت كتابتها بإتقان، حيث يسعى Ethan Winters للبحث عن زوجته المفقودة ليجد نفسه في منزل عائلة آل Baker، التي أصبحت الأكثر شهرة في عالم الرعب. هذه العائلة ليست مجرد خصوم، بل تمثل رعبًا نفسيًا وجسديًا، حيث يعكس كل فرد منهم شكلًا مختلفًا من الجنون والتهديد، من Jack الذي لا يموت، إلى Marguerite المتحولة، ولعب Lucas في التقنيات النفسية وصناعة الفخاخ. ذكاء اللعبة يكمن في أنهم لا يشبهون وحوش السلسلة التقليدية، بل هم بشر، مما يزيد الرعب واقعية.

التحول إلى منظور الشخص الأول كان قرارًا ثوريًا، حيث لم يقدم فقط إمكانية اللعب في الواقع الافتراضي، بل جعل الرعب قريبًا بشكل خانق، مما جعل كل مطاردة وصرخة وظهور مفاجئ أكثر تأثيرًا على اللاعب. رؤية Jack وهو ينقض عليك بينما أنت عاجز تمامًا، أو سماع خطواته الثقيلة وراءك دون القدرة على تحديد موقعه، هي لحظات محفورة في ذاكرة كل من لعب اللعبة. ورغم التغييرات الكبيرة في منظور اللعب والأجواء، ظلت روح Resident Evil واضحة تمامًا، حيث:

  • غرف الحفظ لا تزال ملاذًا صغيرًا لكنها ليست آمنة بالكامل.
  • الذخيرة شحيحة، مما يجبرك على التفكير والتخطيط.
  • الزعماء يجمعون بين الرعب الجسدي والنقاط الضعيفة الواضحة التي تعيدنا إلى جذور السلسلة.
  • الألغاز ذكية وتكسر رتابة الرعب كما اعتدنا في الأجزاء الأولى.

وقد نجحت اللعبة في تحقيق توازن بين الرعب النفسي والجسدي، وبين الاستكشاف والبقاء، مقدمة ما يشبه ولادة جديدة للسلسلة التي كانت بحاجة ماسة لإعادة تعريف هويتها.

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى