«ترمب يكشف عن صفقة F-35 مع الرياض: تعزيز العلاقات مع حليف استراتيجي»

أعرب معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الأستاذ جاسم محمد البديوي، عن إدانته واستنكاره الشديدين للتصريحات الصادرة عن بعض المسؤولين الإيرانيين تجاه دول مجلس التعاون، مؤكداً رفض المجلس القاطع لهذه الادعاءات التي تتنافى مع مبادئ حسن الجوار والقوانين الدولية.
وأكد البديوي في بيان رسمي أن مثل هذه التصريحات لا تخدم مسار العلاقات الدبلوماسية في المنطقة، وتتعارض مع المواثيق الدولية، بما فيها ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وشدد على أن دول مجلس التعاون الخليجي تقف صفاً واحداً في مواجهة أي مساس بسيادتها أو أمنها، معتبراً أن أمن دول المجلس كلٌ لا يتجزأ.
سياق العلاقات الخليجية الإيرانية وخلفيات التوتر
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة محاولات حثيثة لتعزيز الاستقرار وبناء جسور الثقة، تاريخياً، اتسمت العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران بمراحل من المد والجزر، حيث تظل قضايا السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية حجر الزاوية في الموقف الخليجي الموحد، ولطالما دعت دول المجلس الجانب الإيراني إلى ترجمة الأقوال إلى أفعال ملموسة تساهم في خفض التوتر، وحل الخلافات العالقة عبر الحوار المباشر والطرق السلمية وفقاً للقانون الدولي.
وتشكل التصريحات المستفزة عائقاً أمام الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تصفير المشاكل الإقليمية، خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية التي يواجهها الشرق الأوسط، ويؤكد المراقبون أن تكرار مثل هذه المواقف من الجانب الإيراني يعيد التذكير بضرورة الالتزام بالاتفاقيات الدولية واحترام الحدود السيادية للدول المجاورة لضمان استدامة أي تقارب سياسي.
الأهمية الاستراتيجية وتأثير التصريحات على استقرار المنطقة
يكتسب هذا الموقف الخليجي أهمية بالغة نظراً للموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به منطقة الخليج العربي كمصدر رئيسي للطاقة في العالم وممر حيوي للتجارة الدولية، إن أي توتر سياسي أو تصعيد إعلامي في هذه المنطقة الحساسة لا ينعكس فقط على العلاقات الثنائية، بل يلقي بظلاله على الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
ومن هذا المنطلق، يرى المحللون أن دعوة الأمين العام لمجلس التعاون تأتي في سياق الحفاظ على المكتسبات التنموية لدول الخليج وحماية أمن الممرات المائية وإمدادات الطاقة العالمية، إن استقرار العلاقة بين ضفتي الخليج يعد مطلباً دولياً ملحاً، مما يجعل من التصريحات غير المسؤولة خطوة للوراء قد تعرقل مساعي التنمية الاقتصادية والتعاون الإقليمي المشترك الذي تطمح إليه شعوب المنطقة.
واختتم البديوي موقفه بتجديد الدعوة للقيادة الإيرانية بضرورة احترام الأسس والمبادئ الأساسية للعلاقات الدولية، والابتعاد عن لغة التصعيد التي لا تخدم مصالح شعوب المنطقة، مؤكداً أن مجلس التعاون سيظل ثابتاً في مواقفه الموحدة تجاه أي تهديد يمس أمن واستقرار دوله الأعضاء.



