«تكنولوجيا تصوير جديدة تكشف عن لحظات انفجار النجوم بتفاصيل مذهلة»

Published On 9/12/20259/12/2025
|
آخر تحديث: 21:37 (توقيت مكة)آخر تحديث: 21:37 (توقيت مكة)
انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي
share2
لطالما اعتدنا أن نجعل من النجوم نقاطا في السماء، لا تكشف لنا عن تفاصيلها، لكن فريقا دوليا من الفلكيين قد غير هذه القاعدة، حيث تمكنوا من التقاط صور عالية الدقة لمستعرَّين في الأيام الأولى لانفجارهما، وهي فترة كانت حتى وقت قريب صعبة الرصد المباشر، ونتيجة ذلك لم تكن مجرد صور رائعة فحسب، بل أدلة جديدة تُظهر أن انفجار المستعرات ليس مجرد “دفعة واحدة” بسيطة، بل يمكن أن يكون سلسلة من القذوفات المتداخلة، أو حتى قذفا متأخرا بعد أسابيع، كما أوضح بيان صحفي رسمي صادر عن جامعة ولاية جورجيا الأميركية.
المستعر هو واحد من حالات الانفجار “الجزئي” للنجوم، الذي يحدث في نظام نجمي ثنائي (حيث يدور نجمان حول بعضهما البعض)، ويحدث عندما يقوم قزم أبيض، وهو نجم كثيف وصغير، بجذب غازات من نجم مرافق، ومع تراكم هذه المادة على سطح القزم الأبيض، تشتعل تفاعلات نووية تؤدي إلى توهج مفاجئ، تتمثل المشكلة القديمة في أن المقذوفات في بدايتها كانت صغيرة جدا، لذا كانت النجوم المتفجرة تبدو كما لو كانت “نقطة واحدة”، مما جعل الفلكيين لا يرون شكل القذف، بل يستنتجونه من الأطياف الضوئية أو من صور متأخرة بعد أن تتوسع البنية.
ظاهرة التداخل
لكن فريقا بحثيا بقيادة علماء من جامعة ولاية جورجيا اعتمد على ظاهرة “التداخل الضوئي” باستخدام مصفوفة “تشارا” في كاليفورنيا، وهي تقنية تجمع بين ضوء عدة تلسكوبات لتعمل كما لو كانت تلسكوبا واحدا بقدرة فصل هائلة، وهذه هي جوهر الفكرة التي حققت تصوير ظلال الثقوب السوداء بطريقة مماثلة، ثم تم تعزيز الصور بقياسات طيفية متعددة الأطوال الموجية لتتبع بصمات الغاز المقذوف ومطابقتها مع البنى المرئية في الصور، وبحسب الدراسة التي نُشرت في دورية “نيتشر أسترونومي”، فقد تم التقاط صور المستعر “في 1674 هرقل” بعد نحو يومين إلى 3 أيام فقط من اكتشافه.
ما يقوله المستعر
كشفت الصور عن تدفقين غازيين متعامدين تقريبا في المستعر “في 1674 هرقل”، مما يشير مباشرة إلى أن الانفجار يُدار عبر قذوفات أو تدفقات متعددة تتفاعل، وليس من خلال قذف واحد متجانس، والأكثر أهمية أن الدراسة تربط تفاعل هذه التدفقات بظهور أشعة غاما (عالية الطاقة)، ما يدل على أن التصادمات كانت قوية بما يكفي لتُسرع الجسيمات وتولد إشعاعا عالي الطاقة، أما في حالة المستعر “في 1405 ذات الكرسي”، الذي رصدته الدراسة أيضا، فتشير الصور إلى أن القذف الأكبر للمادة المتراكمة على سطح النجم لم يحدث فور بدء الانفجار، بل تأخر لأكثر من 50 يومًا بينما كان المستعر يرتفع ببطء نحو ذروته، هذه البيانات الجديدة تمنح الفلكيين، لأول مرة، “فيلما” يوضح كيفية خروج المادة في الساعات والأيام الحاسمة من حدث المستعر، وهي الفترة التي يُعتقد أنها تصنع الصدمات الداخلية المسؤولة عن أشعة غاما، مما يساعد العلماء على فهم أفضل لانفجارات النجوم، سواء في حالة المستعرات أو ربما في بناء تصورات أدق حول المستعرات العظمى.




