اخبار الخليج

«خطوة جديدة في مشروع الغازات الصناعية بالسعودية»

تحتضن مدينة أوكساچون في نيوم مشروعًا جديدًا يعزز من استخدام الغازات الصناعية في السعودية، وذلك من خلال اتفاقية لتطوير منشأة متطورة تُعدّ ركيزة أساسية لقطاع الصناعة النظيفة في المنطقة، حيث يتماشى هذا الاستثمار الضخم مع خطط المملكة للتحول الصناعي السريع.

وحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) لقطاع الطاقة السعودي، فإن المشروع ناتج عن شراكة بين أوكساچون وشركة عبدالله هاشم للغازات والمعدات الصناعية، بهدف تطوير منشأة متكاملة لإنتاج وتوزيع الغازات في منطقة مُهيأة لجذب استثمارات صناعية نوعية.

ويمثل هذا التطور خطوة هامة لتعزيز سلسلة الإمداد الخاصة بقطاع الغازات الصناعية في السعودية، مع تسريع وتيرة الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، إلى جانب توفير مواد أساسية لمستأجري المنطقة الصناعية لعمليات التصنيع.

ويمهّد المشروع لإطلاق مرحلة جديدة من مشروعات القيمة المضافة المتعلقة بالغازات الصناعية في السعودية، حيث تتزامن أعمال البناء مع خطط المملكة لتطوير صناعات حديثة تعتمد على الطاقة النظيفة، وتوفر بيئة أعمال تنافسية على مستوى المنطقة.

حي أوكساچون الصناعي

تشمل الشراكة تأجير أرض استراتيجية داخل حي أوكساچون الصناعي، باستثمار يبلغ 600 مليون ريال (160 مليون دولار)، لتطوير منشأة تمتد مراحل تنفيذها من عام 2025 حتى 2028، ما يوفر أساسًا قويًا لتعزيز إنتاج الغازات الصناعية في السعودية ضمن منظومة صناعية متقدمة.

ومن المقرر بدء أعمال البناء في فبراير/شباط عام 2026، وستشمل البنية التحتية المتخصصة، والمكاتب، والمستودعات، ومرافق التوزيع، ما يمهد لانطلاق العمليات التشغيلية في 2026، وهي خطوة رئيسية لتعزيز إنتاج الغازات الصناعية محليًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويؤكد الرئيس التنفيذي لأوكساچون، فيشال وانشو، أن الشراكة تعكس جاهزية المدينة لاستقبال شركات صناعية عالمية، مشيرًا إلى أن تطوير سلسلة إمداد محلية للغازات الصناعية في السعودية يدعم التحول نحو التصنيع النظيف، ويوفر حلولًا مستدامة لمستأجري المنطقة الصناعية.

بدوره، أوضح الرئيس التنفيذي لمجموعة عبدالله هاشم، خالد عبدالله هاشم، أن الشركة تسعى لتزويد المستثمرين المحليين والدوليين بمنتجات عالية الجودة، مشيرًا إلى أن توسع القدرات الإنتاجية يعزز استدامة الغازات الصناعية في السعودية، ويمنح القطاع الصناعي خيارات تنافسية من حيث السعر والجودة.

ومع استمرار أوكساچون في جذب الشركات الصناعية الكبرى، فإن الطلب المتوقع على الغازات الصناعية في السعودية يرتفع تدريجيًا، مما يجعل المنشأة الجديدة عنصرًا أساسيًا لتلبية الاحتياجات المتزايدة للصناعات الثقيلة والحديثة داخل المنطقة.

وستساهم المنشأة في دعم مرونة سلاسل الإمداد عبر إنتاج الغازات محليًا، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، مما يقلل من الانبعاثات المرتبطة بالنقل، ويعزز القدرة التنافسية للمستأجرين، مع توفير مصادر مستقرة من الغازات الصناعية بأسعار ملائمة.

الأثر الصناعي والاقتصادي للمشروع

يمثل المشروع خطوة محورية في تطوير قدرات إنتاج الأوكسجين الأخضر، النيتروجين، الأرجون، والهيدروجين الأخضر، وهو ما يتماشى مع مشروعات تدعم مستهدفات المملكة للتحول في قطاع الطاقة، وتعزيز مستقبل الغازات الصناعية في السعودية ضمن منظومة التصنيع المستدام.

كما يجسد تطوير هذه القدرات ميزة استراتيجية للشركات العالمية الباحثة عن بيئة تصنيع منخفضة الانبعاثات، إذ يتيح المشروع حلولًا صناعية تناسب مشروعات المستثمرين، ويعزز اعتمادهم على منتجات الغازات الصناعية في السعودية بدلًا من الموردين الخارجيين.

وتدعم شركة عبدالله هاشم حاليًا أعمال البناء في شمال غربي المملكة عبر تزويد المقاولين بالغازات والمعدات اللازمة، في حين يمنحها المشروع الجديد قدرة أكبر على توسيع خدماتها للمستأجرين في أوكساچون، مما يعزز مساهمة الغازات الصناعية في مشروعات البنية التحتية.

وتشير التقديرات إلى أن تطوير منشأة إنتاج الغازات الصناعية سيعزز من تنافسية الصناعات الناشئة في أوكساچون، إذ يضمن توفير المنتجات الأساسية للمصنعين، مما يدعم التحول البيئي، ويقلل من الانبعاثات غير المباشرة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

يقدم المشروع قيمة إضافية للقطاع الصناعي من خلال خلق وظائف متخصصة، مما يمكّن الكفاءات المحلية من اكتساب مهارات جديدة، وهو ما يعزز بناء قاعدة بشرية مؤهلة، مما يزيد قدرة الغازات الصناعية في السعودية على دعم توسع الصناعات المحلية.

ومن المتوقع أن يسهم المشروع في زيادة الناتج المحلي الإجمالي عبر دعم نمو المشروعات الصناعية، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تستهدف بناء اقتصاد متنوع ومستدام، مع تعزيز حضور الغازات الصناعية في السعودية ضمن سلاسل القيمة العالمية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

اشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى