«مدرب ليفربول يؤكد قوته ويشير إلى عودة محمد صلاح»

صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، يلتقي ليفربول بقيادة آرني سلوت مع إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء.
- Author, توم روستنس.
- Role, صحفي في بي بي سي سبورت.
قبل 2 ساعة.
أفاد المدير الفني لفريق ليفربول، آرني سلوت، بأنه “ليس ضعيفاً”، مشيراً إلى أن أزمة محمد صلاح لم تُنقص من سلطته داخل الفريق، وجاءت هذه التصريحات قبل مواجهة فريقه مع إنتر ميلان الإيطالي.
استُبعد اللاعب المصري، البالغ من العمر 33 عامًا، من قائمة المباراة المرتقبة يوم الثلاثاء، بعد أن أدلى بتصريحات مثيرة قبل يومين، أشار فيها إلى أنه “تعرّض للطعن في الظهر” من قبل النادي، وأن علاقته مع سلوت قد انهارت.
أوضح سلوت أنه لا يرى الأمور بهذه الطريقة، مشيرًا إلى أنه “تفاجأ” بتصريحات صلاح، وتحدث مساء الاثنين في ميلانو، قائلاً إنه “لا يعلم إطلاقاً” ما إذا كان صلاح قد خاض آخر مباراة له مع ليفربول، لكنه أكد على إيمانه بإمكانية عودة أي لاعب.
وأشار إلى أن المحادثة مع صلاح لإبلاغه باستبعاده كانت “قصيرة”، قائلاً: “عادةً أكون هادئًا ومهذبًا، لكن ذلك لا يعني أنني ضعيف، إذا كان للاعب مطالب بهذا الحجم، فعلي أنا والنادي أن نرد، وقد رأيتم ردّنا – هو غير موجود هنا.”
كما أضاف: “لا أشعر بأن سلطتي قد تضررت، وهذا ليس ما أشعر به، بعد مباراة الغد سنراجع الوضع، وهناك دائماً إمكانية لعودة أي لاعب.”
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، محمد صلاح: “من الواضح جداً أنّ هناك من يريد أن يُلقى عليّ اللوم كاملاً”
أشار محمد صلاح في مقابلة صحفية إلى أنه “من الواضح جداً أنّ هناك من يريد أن يُلقى عليه اللوم بشكل كامل” بينما أكد آرني سلوت أنه لا يعرف إذا كان صلاح يقصده بذلك، موضحًا أسباب استبعاد اللاعب من المباريات الثلاث الماضية.
قال سلوت: “يصعب عليّ معرفة مَن كان يقصده، هذا ليس ما أشعر به، من حقه أن يشعر كما يريد، ولكن ليس من حقه معرض هذه المشاعر للإعلام.”
وأوضح أن صلاح كان “ملتزماً للغاية” و”يتمرّن بجد” قبل مباراة نهاية الأسبوع، مما جعل تصريحاته مفاجئه بالنسبة له، وأضاف: “نعم، كنا نتحدث، لكن هذا لا يعني أننا كنا نتفق دائماً.”
وأشار سلوت إلى أن الفريق عانى هذا الموسم، بقوله: “حاولت إيجاد حلول، وهذا هو عملي، جرّبنا عدة خيارات لكننا ظهرنا بصورة ضعيفة جداً، وبالتالي قررت الدفع بلاعب وسط إضافي.”
تفيد مصادر لبي بي سي سبورت أن قرار استبعاد محمد صلاح جاء بدعم كامل من المدرب آرني سلوت، ويُعتبر خطوة تخدم مصالح جميع الأطراف، نظراً لطبيعة تصريحات اللاعب وتوقيتها، ووفقاً للمعلومات، لن يتخذ النادي أية إجراءات تأديبية رسمية بحق صلاح.
من المقرر مغادرة صلاح للانضمام إلى المنتخب المصري في كأس الأمم الإفريقية يوم الاثنين المقبل، مما يعني أنه سيغيب عن مباراة ليفربول ضد برايتون يوم السبت (15:00 بتوقيت غرينتش).
سجل صلاح 250 هدفًا مع ليفربول منذ انضمامه من روما عام 2017، ولكنه سجل هذا الموسم خمسة أهداف فقط في 19 مباراة.
أعلن سلوت قائمة من 19 لاعباً لمواجهة إنتر ميلان، في ظل غياب المهاجمين كودي جاكبو وفيديريكو كييزا، ولاعب الارتكاز الدفاعي واتارو إندو.
“آمل أن يلعب مجدداً لصالح ليفربول”
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، أليسون يتحدّث إلى وسائل الإعلام في ملعب سان سيرو.
قال حارس مرمى ليفربول، أليسون، إن زملاء محمد صلاح “لديهم آراء مختلفة” حول تصريحاته الأخيرة، لكنه عبّر عن رغبته في عودة اللاعب المصري إلى الفريق.
أضاف: “هذه ليست وضعية تسعدنا، نحن جميعاً نحب مو على المستوى الشخصي، فوجئنا قليلاً بما حدث، لكننا ندرك أنها مسألة شخصية، لذا نتركها بينه وبين النادي، ما نعتقده لا يغير شيئاً، نريد له أن يتوصل إلى اتفاق يخدم مصلحته ومصلحة الفريق.”
تابع أليسون: “آمل أن يلعب مجدداً للنادي، نحن كزملاء وأصدقاء نتمنى الأفضل له، لكننا كلاعبي ليفربول نريد أيضاً الأفضل للفريق.”
عبر أليسون أيضاً عن دعمه لمدربه آرني سلوت، قائلاً: “نؤمن بأسلوب لعبه، وبقدرته على مساعدتنا في تغيير هذا الوضع لصالحنا.”
تحليل – سلوت يوجّه رسالة واضحة: أنا صاحب القرار
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، آرني سلوت يفرض إيقاعه وسط عاصفة تصريحات صلاح.
بعد مرور نحو 48 ساعة على تصريحات محمد صلاح، أتيحت الفرصة لآرني سلوت لتقديم روايته، ورغم أن الاثنين كان يوم عطلة رسمية في ميلانو، إلا أن قاعة المؤتمرات في سان سيرو كانت ممتلئة، في واحدة من أكثر المؤتمرات الصحفية ترقباً قبل أي مباراة مؤخراً.
بدأ سلوت حديثه بخفة ظل، ممازحًا أحد الصحفيين بسبب طرحه خمسة أسئلة دفعة واحدة، لكن التفاصيل بدأت تتكشف تدريجياً، واتضح سريعاً من يقود الدفة.
عندما سألته بي بي سي سبورت عما إذا كان يفهم تصريحات صلاح حين قال إنه “تم التخلي عنه”، أجاب سلوت: “عادةً أكون هادئاً ومهذباً، لكنني لست ضعيفاً، إذا قدّم لاعب مثل هذه التعليقات، فعليّ أنا والنادي أن نرد، وقد رأيتم ردّنا: هو غير موجود هنا.”
بدت هذه جملة حاسمة، وجاء الدعم لاحقاً من الحارس أليسون، الذي أكد أن الفريق يقف خلف المدرب الحائز سابقاً على الدوري الإنجليزي، حيث كان ذلك مهماً في ليلة طُرحت فيها على سلوت أسئلة حول ما إذا كانت سلطته قد تضررت جراء ما حدث.
نفى سلوت تماماً شعوره بأن سلطته تزعزعت، رغم اعترافه بأن تصريحات صلاح فاجأته عندما سمعها مساء السبت، ولم يدخل في التفاصيل، واكتفى بالقول إن حديثه مع صلاح كان قصيراً، لكنه قال ما يكفي لتوضيح الصورة دون تصعيد الأزمة.
الأهم أن الباب ما زال مفتوحًا أمام صلاح، رغم قول سلوت إنه ليس لديه “أي فكرة” عما إذا كان اللاعب قد خاض مباراته الأخيرة مع النادي، ويعزو النادي ذلك إلى أن صلاح هو من أثار موضوع مستقبله، حيث تشير المواقف الرسمية إلى ارتباط اللاعب بعقد مع النادي، وإن المدرب “مؤمن تماماً” بإمكانية عودة أي لاعب إلى الفريق.
بعد عشر دقائق من الأسئلة التي دارت حصرياً حول صلاح، تدخل مسؤول الإعلام المرافق لسلوت بحزم طالباً الانتقال إلى أسئلة المباراة نفسها.
ومع ذلك، وبصرف النظر عن أداء ليفربول أمام إنتر ميلان يوم الثلاثاء، يبدو واضحاً أن هذه القصة ستظل تتصدر العناوين حتى تتضح نهايتها بالكامل.



