مستقبل سعر الدولار .. نجيب ساويرس .. في الوقت الذي كان فيه خبراء اقتصاديون يتوقعون وصول سعر الدولار إلى مستوى 60 جنيهًا خلال العام الجاري، استبعد العديد من المصرفيين والمحللين الماليين أن يحدث ذلك، مشيرين إلى أن الأسوأ من سيناريوهات الضغوط التي تم محاكاتها على سعر الصرف لم يُتوقع أن يتجاوز الدولار الـ60 جنيهًا في عام 2025.
توقعات سعر الدولار في مصر: إجماع على استبعاد تجاوز 60 جنيهًا
من خلال تقاريرنا التي شملت آراء مجموعة من المصرفيين والمحللين، تتضح توقعات سعر الدولار في مصر خلال العام الحالي، حيث أجمعت الآراء على أن الدولار لن يتجاوز حاجز الـ60 جنيهًا. وفي تصريحات خاصة لمصادر مصرفية، أشار نائب رئيس أحد البنوك الخاصة الكبرى إلى أن نتائج اختبارات الضغط التي أجراها البنك على أسعار الصرف أظهرت أنه حتى في أسوأ السيناريوهات الاقتصادية، من غير المرجح أن يصل الدولار إلى هذا الرقم. وتستند هذه التوقعات إلى تحسن تدفقات النقد الأجنبي التي يتوقع أن تشهدها البلاد، فضلاً عن وجود عوامل اقتصادية أخرى تدعم استقرار الجنيه المصري.
الزيادة الكبيرة في سعر الدولار خلال 2024
يُذكر أنه على مدار العام الماضي، شهد سعر الدولار زيادة بنسبة 66.5%، حيث ارتفع من 30.94 جنيه إلى حوالي 50.5 جنيه في تعاملات البنوك الحالية بعد قرار البنك المركزي بتحرير سعر الصرف في مارس 2024. وكان هدف هذا القرار القضاء على السوق السوداء للدولار وسد فجوة التمويل الأجنبي التي كانت تؤثر على الاقتصاد المصري.
توقعات نجيب ساويرس
أكد رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس أن الزيادة الطفيفة في سعر الدولار أمام الجنيه المصري، من 49.5 إلى 50.5 جنيه، ليست مثيرة للقلق، مشيرًا إلى أن القلق الحقيقي ينشأ عند ارتفاع العملة الأمريكية إلى مستويات تتجاوز 60 أو 70 جنيهًا.
وفي مقابلة مع قناة “العربية Business”، شدد ساويرس على أهمية تسريع عمليات الخصخصة في الاقتصاد المصري، مشيرًا إلى ضرورة تبني نماذج ناجحة مثل مشروع رأس الحكمة، وأكد أهمية تحويل ودائع دول الخليج في البنك المركزي إلى استثمارات وأصول داخلية لتعزيز الاقتصاد المحلي.
سيناريوهات الضغوط المالية لعام 2025
قال محمد عبد العال، الخبير المصرفي، إن التوقعات تشير إلى أن سعر صرف الدولار خلال النصف الأول من 2025 سيتراوح بين 50 و52 جنيهًا، ومن المتوقع أن يشهد تحسنًا طفيفًا في النصف الثاني ليصل إلى نطاق بين 49 و52 جنيهًا. وأشار إلى أن انخفاض الالتزامات الخارجية على مصر خلال 2025، بجانب زيادة تدفقات التحويلات من المصريين العاملين في الخارج، من أبرز العوامل التي ستدعم الجنيه المصري وتقلل من ضغط الدولار.
الالتزامات الخارجية لمصر في 2025
من المتوقع أن تسدد مصر في عام 2025 نحو 22.4 مليار دولار كخدمة لدينها (أقساط وفوائد القروض)، وهو ما يعد أقل بكثير من الالتزامات التي تم سدادها في عام 2024 والتي وصلت إلى حوالي 38.7 مليار دولار، مما سيخفف من العبء على الاقتصاد المصري في المستقبل القريب.
تحسن التحويلات من المصريين في الخارج
شهدت التحويلات المالية من المصريين العاملين في الخارج ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 36.4% في أول 8 أشهر من 2024، ليصل إجمالي التحويلات إلى حوالي 18.1 مليار دولار، مقارنة بـ 13.3 مليار دولار في نفس الفترة من عام 2023. هذا التحسن يعد مؤشرًا إيجابيًا على أن التدفقات النقدية الأجنبية ستساهم في تعزيز احتياطيات مصر من العملة الصعبة.
ما تأثير رفع أسعار الفائدة الأمريكية على الدولار؟
وفي ضوء زيادة أسعار الفائدة في الولايات المتحدة نتيجة لارتفاع التضخم، أوضح الخبراء أن هذا قد يعزز من قوة الدولار في مواجهة العديد من العملات الناشئة، بما في ذلك الجنيه المصري. كما أوضح بنك أوف أميركا أن الاحتياطي الفيدرالي من غير المرجح أن يخفض أسعار الفائدة في 2025، مما قد يساهم في استقرار الدولار على المدى القصير.
ما هي السيناريوهات المتوقعه لأسعار الدولار الفترة المقبلة ؟
السيناريوهات الحالية تشير إلى أن سعر الدولار مقابل الجنيه لن يتجاوز الـ60 جنيهًا هذا العام، بل ربما يواصل التذبذب ضمن نطاق يتراوح بين 50 و52 جنيهًا في النصف الأول من 2025، مع تحسن تدريجي في النصف الثاني من العام. تبقى العوامل المحلية والعالمية المؤثرة على السوق، مثل الالتزامات الخارجية وزيادة التحويلات المالية، هي المحرك الرئيسي لتوقعات أسعار الصرف في الفترة المقبلة.