يُعتبر عيد الغطاس من الأعياد السيدية الكبرى في الكنيسة الأرثوذكسية، حيث يُحيي ذكرى معمودية السيد المسيح في نهر الأردن. يُحتفل به سنويًا في 19 يناير، الموافق 11 طوبة في التقويم القبطي. ويُعرف هذا العيد أيضًا بعيد “الظهور الإلهي”، حيث يظهر فيه سر الثالوث الأقدس. في هذا المقال، سنتعرف على الطقوس الكنسية المختلفة والاحتفالات الشعبية التي تقام في هذا اليوم المبارك.
ما هو عيد الغطاس؟
عيد الغطاس هو العيد الذي يُحتفل به في الكنيسة الأرثوذكسية لتذكر معمودية السيد المسيح في نهر الأردن على يد القديس يوحنا المعمدان. في هذا اليوم، يظهر سر الثالوث المقدس بشكل واضح: الابن في شخص المسيح، والروح القدس في هيئة حمامة، وصوت من السماء يعلن “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت” (مت 3: 17).
البرمون (الاستعداد للعيد)
يُسبق عيد الغطاس بيوم يُسمى “البرمون”، وهي كلمة يونانية تعني “الاستعداد”. يُحتفل بالبرمون في الأيام التي تسبق العيد، وتختلف الأيام بناءً على موعد العيد في التقويم. على سبيل المثال، إذا كان العيد في يوم الأحد، يكون البرمون في يومي السبت والجمعة، وإذا كان في يوم الإثنين، يمتد البرمون إلى أيام الأحد والسبت والجمعة. هذا اليوم يتميز بالصوم والاحتشاد في الكنائس.
الطقوس الكنسية في عيد الغطاس
تبدأ الاحتفالات بعيد الغطاس بقداس “البرامون” في ليلة العيد، حيث يتم إقامة طقس “اللقان” وهو طقس مباركة المياه تذكيرًا بمعمودية المسيح. الكاهن يبارك المياه ويُرش بها الشعب ليحصلوا على البركة. وبعد ذلك، يُقام القداس الإلهي الذي يشهد رفع البخور.
المظاهر الشعبية والرموز المرتبطة بالعيد
في مصر، يشهد عيد الغطاس العديد من المظاهر الشعبية المميزة. من بين أبرز هذه المظاهر، تناول الأقباط “القلقاس” و”القصب”. يُعتبر القلقاس رمزًا للمعمودية حيث يحتوي على مادة سامة تزول بالماء، وهذا يشير إلى تطهير الإنسان من الخطايا. أما القصب، فيرمز إلى النمو الروحي والحياة المستقيمة.
الاحتفالات في الكنائس
تُقام الصلوات والقداسات في مختلف الكنائس المصرية، حيث يترأس قداسة البابا تواضروس الثاني قداس عيد الغطاس مساء 18 يناير بالكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية. يتم الاحتفال بالعيد في الأيام من 11 إلى 13 طوبة (19 – 21 يناير)، ويتم أداء الصلوات بالطقس الفرايحي الذي يمنع الصوم الانقطاعي في هذه الأيام.
خلاصة القول
عيد الغطاس هو أحد الأعياد الكبرى التي تحتفل بها الكنيسة الأرثوذكسية، ويتميز بطقوسه الكنسية الفريدة التي تذكر المؤمنين بمعمودية السيد المسيح وتظهر أهمية تطهير الإنسان من الخطايا. يعكس هذا العيد أيضًا الروحانية والتطهير الروحي الذي يسعى الأقباط لتحقيقه من خلال الطقوس والصوم والاحتفالات.