كتب: محمد مرزوق
التقى أمس عبد الصادق الشوربجي، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، بأعضاء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية القومية المنتخبين عن الصحفيين، ليضع خارطة طريق جديدة للنهوض بقطاع الصحافة المصرية.
التحديات الراهنة
شهد اللقاء، الذي استمر لأكثر من ساعتين ونصف أجواء مفعمة بالاحترام المتبادل والرغبة الحقيقية في مواجهة التحديات التي تعرقل مسيرة المؤسسات الصحفية القومية. بحضور علاء ثابت، وكيل الهيئة الوطنية للصحافة، ومروة السيسي، الأمين العام للهيئة، وأعضاء مجالس الإدارات، وناقش الشوربجي التحديات الراهنة واستعرض خطة عمل طموحة للنهوض بالمؤسسات.
المحاور الرئيسية للإصلاح
أكد عبد الصادق الشوربجي على عدة محاور رئيسية تمثل حجر الزاوية في عملية الإصلاح:
تسوية المديونيات المتراكمة:
أوضح الشوربجي أن جهودًا مكثفة بُذلت لتسوية ديون المؤسسات الصحفية لدى محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية، مع إعادة إعلانات الأوت دور كأحد مصادر الدخل الأساسية.
استغلال الأصول بشكل أمثل:
أُطلقت خطة شاملة لاستثمار أصول المؤسسات الصحفية بما يتناسب مع ظروف كل مؤسسة، بهدف تحقيق أقصى استفادة مالية ومهنية.
زيادة العلاوات وتحسين أوضاع العاملين:
شدد على أن تحسين مستوى دخل العاملين يُعد أولوية قصوى، مشيرًا إلى أن زيادة العلاوة جاءت استجابة لضغوط الحياة وليس لتحقيق مكاسب سياسية.
تحقيق الاستقلال المالي:
تم وضع جميع المؤسسات الصحفية على طريق الاستقلال المالي باستثناء مؤسستين جارٍ العمل على توفيق أوضاعهما.
إيمان الحكومة بدور الصحافة: أشار إلى دعم الحكومة، بقيادة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، للمؤسسات الصحفية لإيمانها بدورها الحيوي في الحفاظ على استقرار الدولة وتنميتها.
تحديات متراكمة وإصرار على المواجهة
أكد الشوربجي أن إرث المشاكل المتراكمة داخل المؤسسات يفوق القدرات الحالية، إلا أن الهيئة نجحت في تحقيق استقرار نسبي، ما أنقذ المؤسسات من مصير مظلم كان يهدد بفقدان دورها التنويري في المجتمع.
وشدد على أن الهيئة لن تتخلى عن دعم المؤسسات، خاصةً العاملين، وناشد الجميع بالتكاتف والابتعاد عن الصراعات الداخلية، مطالبًا بمجالس إدارة تتحمل مسؤولياتها وتقدم أداءً يليق بتاريخ الصحافة المصرية.
ملف تعيين المؤقتين
وفيما يخص العاملين أعلن الشوربجي أن ملف تعيين المؤقتين على رأس أولوياته، وأن إجراءات التنفيذ باتت وشيكة بعد توفير الدعم اللازم. كما أشار إلى خطة لتحديث المطابع وتطوير مهارات الصحفيين والعاملين، بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة للعمل وتحقيق إيرادات دائمة من خلال تعاقدات استراتيجية.
تقييم دوري للعمل بالمؤسسات
وأوضح رئيس الهيئة أن العمل داخل المؤسسات الصحفية سيخضع لتقييم دوري، مع إحالة أي أخطاء للجهات الرقابية المختصة، مؤكدًا أن رؤساء مجالس الإدارات يتحملون مسؤولية إدارة ملفاتهم بحرية كاملة مع التزام الهيئة بدور إشرافي.
في ختام اللقاء، وجه أعضاء مجالس إدارات الصحف القومية المنتخبون الشكر والتقدير للشوربجي على تفهمه لمطالب العاملين وإصراره على مواجهة التحديات. وأشادوا بالجهود التي يبذلها لدفع المؤسسات نحو مستقبل أكثر استقرارًا وإشراقًا.
إعادة بناء القطاع
يمثل هذا اللقاء نقطة تحول في مسار الصحافة القومية، حيث يعكس التزام الهيئة الوطنية للصحافة بإعادة بناء القطاع على أسس متينة، تتسم بالشفافية والاستدامة. وتبقى أعين العاملين في المؤسسات الصحفية والمجتمع مترقبةً لثمار هذه الجهود الطموحة في المستقبل القريب.