تصدرت شخصية هنا الزاهد في إقامة جبرية التريند، حيث تعد الدراما التلفزيونية من أبرز الوسائل التي تتناول قضايا اجتماعية ونفسية تؤثر في السلوك البشري، ومن بين الأعمال الحديثة التي أظهرت تأثير الأمراض النفسية على الشخصيات هي المسلسل المصري إقامة جبرية، الذي يُعرض عبر منصة “Watch It”.
المسلسل، الذي تلعب فيه الفنانة هنا الزاهد دور البطلة، يسلط الضوء على شخصية فتاة تعاني من اضطراب نفسي يدفعها لارتكاب جرائم قتل ضد من يحبونها.
شخصية هنا الزاهد في إقامة جبرية
وفي هذا التقرير، سنناقش طبيعة الاضطراب النفسي الذي تعاني منه البطلة “سلمى” من خلال الرأي النفسي، بالإضافة إلى الرأي القانوني، كما سنستعرض تأثير هذا التناول الدرامي على المشاهدين.
دور هنا الزاهد في مسلسل إقامة جبرية
تجسد هنا الزاهد في المسلسل شخصية “سلمى”، فتاة صيدلانية تعيش مع معاناة نفسية شديدة تؤثر بشكل سلبي على حياتها وتصرفاتها.
شخصية سلمى تظهر في حالة من الاضطراب النفسي المستمر، مما يجعلها تتصرف بشكل متهور، إلى حد ارتكاب جرائم قتل ضد الأشخاص الذين يحبونها.
تسعى سلمى في المسلسل للحصول على العلاج على يد شخصية الفنانة صابرين، وهو ما يكشف عن تفاعلها مع محيطها الاجتماعي ومحاولة تغيير مصيرها، فالشخصية التي تقدمها الزاهد هي شخصية مثيرة للجدل، وتطرح تساؤلات حول العلاقة بين المرض النفسي والجرائم العنيفة.
الرأي النفسي
أكد الدكتور حمدي أبو سنة، الخبير النفسي، في تصريحات خاصة لـ«الحرية» أن الاضطرابات النفسية التي قد تؤدي إلى تصرفات عنيفة مثل القتل أو الانتقام تشمل مجموعة متنوعة من الأمراض النفسية.
وأضاف أبو سنة أن هناك حالات نفسية محددة تتسم بتقلبات شديدة في المزاج والسلوك، وقد تؤدي إلى سلوكيات عدوانية إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
وفيما يلي عرض لأبرز الاضطرابات النفسية التي قد تقود إلى التصرفات العنيفة كما شرحها الخبير النفسي:
اضطراب الشخصية الحدية (BPD)
اضطراب الشخصية الحدية يتسم بتقلبات حادة في المزاج والعلاقات الشخصية، حيث يعاني المصابون بهذا الاضطراب من شعور بالهجر أو الرفض، مما يؤدي بهم إلى تصرفات عنيفة.
ويوضح الدكتور أبو سنة أن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب قد يندفعون إلى ردود فعل شديدة على مشاعر الغضب أو الإحساس بالظلم، وقد يتسبب ذلك في تصرفات مدمرة مثل القتل، خاصة عندما يشعرون أن من حولهم قد تخلوا عنهم أو خانهم.
الاضطراب المعادي للمجتمع (ASPD)
من أبرز الاضطرابات النفسية التي يمكن أن تؤدي إلى سلوكيات عنيفة هو اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، ويتسم هذا الاضطراب بتجاهل القيم الأخلاقية والاجتماعية، حيث يفتقر الشخص المصاب إلى الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين.
وفي حالات مثل هذه، قد يتسبب الاندفاع العاطفي والرغبة في السيطرة في ارتكاب جرائم مثل القتل أو الانتقام، خاصة إذا شعر الشخص أن هناك فرصة لاستعادة السيطرة على حياته أو إثبات قوته.
الاضطراب الوجداني الشديد (الاكتئاب والهوس)
الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب العميق أو الهوس قد يصبحون عرضة لتصرفات عنيفة بسبب تأثير هذه الحالات على المزاج. في بعض الأحيان، قد يؤدي الاكتئاب الشديد إلى التصرفات العدوانية، بينما يمكن لحالة الهوس أن تسهم في الاندفاعات المتهورة.
ووفقًا للدكتور أبو سنة، قد يسهم الغضب العارم أو مشاعر العجز الناتجة عن هذه الحالات في اتخاذ قرارات مدمرة وغير عقلانية، مثل القتل أو الإيذاء الجسدي.
الاضطراب الفصامي (Schizophrenia)
الفصام هو اضطراب ذهاني يعاني فيه الشخص من أوهام وهلوسات قد تؤثر بشكل كبير على إدراك الواقع، الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب قد يعتقدون أنهم مهددون أو مضطهدون، مما يجعلهم يتصرفون بطريقة دفاعية وعنيفة.
قد يؤدي الفصام إلى ارتكاب جرائم دون وعي حقيقي بالأضرار التي يتم إلحاقها بالآخرين، خصوصًا إذا كان الشخص يعتقد أن هذه الأفعال هي رد فعل ضروري لحماية نفسه.
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة قد يطورون مشاعر عميقة من الغضب والانتقام نتيجة لتجارب صادمة في حياتهم، مثل الاعتداءات أو الحروب، هذه المشاعر قد تدفعهم إلى اتخاذ قرارات متهورة وعنيفة، كطريقة للتعامل مع الألم النفسي الناتج عن الصدمة.
الاضطراب العاطفي السلوكي
هذا النوع من الاضطرابات يرتبط بمشاعر من الغضب الشديد أو الظلم، وقد يدفع الشخص إلى التصرفات العنيفة كوسيلة للتعبير عن استيائه أو للتعويض عن مشاعر من العزلة أو الغضب، ففي مثل هذه الحالات، قد يكون العنف وسيلة للتعامل مع الإحساس بالظلم أو التهميش.
اقرأ أيضًا: مسلسل إقامة جبرية.. هل أنقذت هنا الزاهد نفسها أم أن الطبيبة كانت تخطط لإدانتها؟
الرأي القانوني
من الناحية القانونية، يوضح المحامي أحمد عصام، الأستاذ بكلية الحقوق جامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لـ«الحرية»، أن قانون العقوبات المصري يعترف بحالات إعفاء المتهمين من المسؤولية الجنائية إذا كانوا يعانون من اضطراب نفسي خلال ارتكاب الجريمة.
ووفقًا للمادة 62 من قانون العقوبات، يتم إعفاء الشخص الذي يعاني من مرض نفسي أو عقلي يؤثر على إدراكه أو اختياره وقت ارتكاب الجريمة من المسؤولية الجنائية.
التطبيق القانوني للمرض النفسي في الجرائم
وأوضح المحامي أن المحكمة في هذه الحالات لا بد أن تعين خبيرًا نفسيًا لفحص المتهم وتحديد ما إذا كان يعاني من اضطراب نفسي أفقده القدرة على الإدراك أو الاختيار وقت ارتكاب الجريمة.
وإذا تم إثبات أن المرض النفسي قد أثر على الإدراك أو الاختيار، فإن المتهم قد يعفى من العقوبة بشكل كامل إذا كان المرض قد أدى إلى فقدان تام للإدراك، أما إذا كان المرض قد أثر على الإدراك جزئيًا أو قلل من قدرة الشخص على الاختيار، يمكن أن يُحكم عليه بعقوبة مخففة.
مسؤولية الشخص المصاب بالمرض النفسي جزئيًا
وأشار المحامي إلى أنه إذا كانت الحالة النفسية للمتهم قد أدت إلى انخفاض في قدرته على الإدراك أو الاختيار وقت ارتكاب الجريمة، فالمحكمة تأخذ هذه الظروف في الحسبان عند تحديد العقوبة.
وقد يُخفف الحكم بناءً على هذه الظروف، مع ضرورة أخذ الخبير النفسي في الاعتبار لتحديد التأثير الذي كان للمرض على الشخص وقت ارتكاب الجريمة.
تعيين خبير نفسي لتقييم الحالة
ومن النقاط المهمة التي أشار إليها المحامي عصام هي ضرورة تعيين خبير نفسي لتقييم الحالة النفسية للمتهم، هذا التقييم ضروري لتحديد ما إذا كان المتهم يعاني من مرض نفسي يمنعه من اتخاذ قرارات عقلانية أو إذا كان لديه القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ وقت ارتكاب الجريمة.
وهذا التقييم يعتبر أمرًا أساسيًا في تحقيق العدالة الجنائية، حيث يساعد المحكمة في اتخاذ القرار الصحيح بشأن المساءلة الجنائية.
مسلسل إقامة جبرية
وجدير بالذكر أن مسلسل إقامة جبرية يُعرض بمعدل حلقتين كل أسبوع، وهو من إخراج أحمد سمير فرج، تأليف أحمد عادل، ويشارك في بطولته كل من هنا الزاهد، محمد الشرنوبي، عايدة رياض، صابرين، بالإضافة إلى ظهور خاص من أحمد حاتم، وغيرهم من الفنانين.
اقرأ المزيد: مسلسل إقامة جبرية يكشف الوجه الآخر للعلاقات السامة.. وخبير نفسي يوضح كيف نتجنبها| خاص