كتب: محمد مرزوق

انتشرت صباح اليوم الاثنين، على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الغش الإلكتروني صور لأسئلة امتحانات الشهادة الإعدادية في عدد من المحافظات المصرية، وذلك في خطوة مفاجئة هزت الرأي العام التعليمي.

وتضمنت التسريبات مواد اللغة العربية في محافظة القاهرة، والجبر والإحصاء في الجيزة، والهندسة في القليوبية والفيوم، والعلوم في كفر الشيخ. وتم تداول الأسئلة بعد مرور خمس دقائق فقط من بدء الامتحانات، مما أثار موجة من الغضب والجدل حول نزاهة العملية الامتحانية.

الأرقام تكشف الكارثة

وفقًا لتقارير إعلامية موثوقة شاركت أكثر من 250 صفحة غش إلكتروني هذه التسريبات، حيث تخطت المشاهدات على بعض المنصات حاجز 500 ألف مشاهدة خلال ساعة واحدة. وأكدت مصادر من داخل وزارة التربية والتعليم أن هناك محاولات لتحديد المسؤولين عن هذه الاختراقات، والتي يُعتقد أنها بدأت من داخل لجان الامتحانات أو مراكز توزيع الأسئلة.

تحركات عاجلة من القيادات التعليمية

لم تقف الأجهزة التعليمية مكتوفة الأيدي أمام هذا الحدث الجلل، فقد حرصت القيادات المسؤولة على النزول إلى الميدان ومتابعة سير الامتحانات داخل مراكز توزيع الأسئلة، للتأكد من التزام الجميع بالإجراءات التنظيمية الصارمة.

وأكد الدكتور أحمد محمود، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، في تصريحات خاصة لإحدى القنوات الإخبارية، أن الوزارة بصدد اتخاذ خطوات تصعيدية حازمة، بما في ذلك التعاون مع الأجهزة الأمنية لتعقب المسؤولين عن التسريبات.

منع الأجهزة الإلكترونية داخل اللجان

وفي محاولة لتعزيز النزاهة، شددت الوزارة على ضرورة منع دخول أي أجهزة إلكترونية، سواء مع الطلاب أو المراقبين داخل اللجان، لضمان القضاء على أي محاولات غش محتملة. وأكدت التعليمات على إخضاع جميع العاملين داخل لجان الامتحانات لإجراءات تفتيش دقيقة قبل دخولهم اللجان.

عقوبات صارمة تنتظر المخالفين

وفقًا للمادة (30) من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، فإن تسريب الامتحانات يُعد جريمة يعاقب عليها القانون بعقوبات تصل إلى الحبس لمدة خمس سنوات وغرامة مالية قد تصل إلى 100 ألف جنيه.

وقد أكد مصدر قضائي بارز أن الوزارة ستتقدم ببلاغات رسمية ضد الصفحات الإلكترونية المتورطة في نشر هذه التسريبات، لضمان عدم تكرار مثل هذه الممارسات في المستقبل.

“الثقة في التعليم” تحت المجهر

بينما تستمر جهود الإصلاح داخل المنظومة التعليمية، يثير هذا الحادث تساؤلات عميقة حول قدرة الوزارة على التصدي لهذه التحديات المتكررة. وقالت إحدى أولياء الأمور في محافظة الجيزة: “كيف يمكننا أن نثق في النظام التعليمي إذا كانت هذه الاختراقات تتكرر سنويًا؟ يجب محاسبة المسؤولين لضمان عدالة الامتحانات”.

محاولات الإصلاح مستمرة

لم تقتصر جهود الوزارة على التصدي للتسريبات فحسب، بل تضمنت أيضًا برامج تدريبية للمراقبين لتوعيتهم بآليات التعامل مع محاولات الغش، بالإضافة إلى إدخال تقنيات مراقبة إلكترونية في بعض اللجان الحساسة، كجزء من خطة طويلة الأمد لضبط العملية الامتحانية.

الرابط المختصر https://alhorianews.com/p07b