كتب: محمد مرزوق

بدأت جروبات “شاومينج” المشبوهة عبر تطبيق “تليجرام” في بث دعوات صريحة لتحريض طلاب الشهادة الإعدادية لعام 2025 على تصوير أوراق الامتحانات وإرسالها عبر منصاتها. هذه الدعوات، التي جاءت تحت شعار “يلا نبدأ.. ابعت امتحانك هنا”، أثارت حالة من الجدل والغضب في الأوساط التعليمية والمجتمعية، ودفعت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لإطلاق تصريحات عاجلة، محذرة من الانسياق وراء تلك الحملات التخريبية التي تستهدف ضرب المنظومة التعليمية في مصر.

2 مليون طالب تحت العدسة

وفقًا للإحصائيات الرسمية يؤدي أكثر من 2 مليون طالب وطالبة امتحانات الشهادة الإعدادية لهذا العام في مختلف محافظات الجمهورية. وقد شهدت لجان الامتحانات اليوم الأول حالة من الاستنفار الأمني والإداري، بعد الكشف عن بدء هذه الحملات الإلكترونية المشبوهة التي تسعى لتعكير صفو العملية الامتحانية.

صرح مصدر مسؤول في وزارة التربية والتعليم أن هذه الدعوات تهدف إلى تقويض الجهود المبذولة لتطوير التعليم ومكافحة الغش. وأضاف: “لن نسمح بأن يتحول مستقبل طلابنا إلى رهينة في أيدي مجموعات خارجة عن القانون”.

شاومينج: أساليب جديدة وخطط متطورة

تحولت “شاومينج” من مجرد صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى شبكات متطورة تعتمد على تقنيات التشفير والتواصل السري عبر تطبيقات مثل “تليجرام”. وتشير التقارير إلى أن هذه الشبكات تستغل الطلاب، وخاصة الفئات الصغيرة منهم، لبث الفوضى وضرب الثقة في النظام التعليمي.

إحدى الرسائل المسربة من جروبات شاومينج كشفت عن تعليمات واضحة تطالب الطلاب بالتصوير الفوري للامتحانات وإرسالها للحصول على الإجابات. هذه الرسائل، التي انتشرت بشكل واسع بين الطلاب، دفعت العديد من أولياء الأمور للتعبير عن قلقهم ومطالبة الجهات المعنية باتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الظاهرة المتكررة.

وزارة التعليم تتحرك: إجراءات حاسمة للردع

لم تقف وزارة التربية والتعليم مكتوفة الأيدي أمام هذه التحديات، حيث أعلنت عن حزمة من الإجراءات الصارمة لمكافحة الغش الإلكتروني. شملت هذه الإجراءات:

توفير مراقبين مدربين: تم تعزيز اللجان بمراقبين متخصصين في رصد أي محاولات غش إلكتروني.

التعاون مع وزارة الاتصالات: تم تشكيل فرق تقنية لمتابعة وتتبع الحسابات التي تروج لهذه الأنشطة التخريبية.

عقوبات مشددة: أعلنت الوزارة عن فرض غرامات تصل إلى 50 ألف جنيه مصري على كل من يثبت تورطه في تصوير أو نشر أوراق الامتحانات، مع إمكانية إحالة المخالفين إلى النيابة العامة.

أجهزة تشويش في اللجان: تم تركيب أجهزة تشويش على إشارات الهواتف المحمولة في العديد من اللجان الحساسة.

ردود فعل مجتمعية ودولية

تداولت وكالات الأنباء العربية والعالمية، مثل “رويترز” و”بي بي سي”، الخبر باعتباره مؤشرًا جديدًا على التحديات التي تواجهها الأنظمة التعليمية في ظل التطور التقني. وأشارت بعض التقارير إلى أن ظاهرة الغش الإلكتروني ليست مقتصرة على مصر وحدها، بل تمتد إلى دول أخرى، مما يستدعي تعاونًا دوليًا لمكافحة هذه الظاهرة.

على الصعيد المحلي أثار الخبر غضبًا واسعًا بين أولياء الأمور الذين أكدوا على أهمية توعية الطلاب بمخاطر الانسياق وراء هذه الدعوات التخريبية. وقال أحد أولياء الأمور: “يجب أن نغرس في أبنائنا قيم الأمانة والاجتهاد، فمستقبلهم لا يمكن أن يبنى على الغش والخداع”.

“شاومينج” في مرمى النيران القانونية

أكدت مصادر أمنية أن الأجهزة المعنية تعمل حاليًا على تتبع منشئي جروبات “شاومينج” عبر “تليجرام”، باستخدام تقنيات متطورة للتعرف على هوية القائمين عليها. وتم الإعلان عن ضبط عدد من المسؤولين عن تلك الجروبات خلال الأيام الماضية، في خطوة تهدف إلى الحد من انتشار هذه الظاهرة.

معركة مستمرة لإنقاذ التعليم

في الوقت الذي تسعى فيه مصر إلى تطوير منظومتها التعليمية وإعداد أجيال قادرة على المنافسة في سوق العمل العالمي، تمثل هذه الظواهر تحديًا كبيرًا يستدعي تضافر الجهود بين الجهات الحكومية والمجتمع المدني.

الرابط المختصر https://alhorianews.com/419t