حسام بدراوي يكتب: الأيام الأولى لـ ترامب

حسام بدراوي يكتب: الأيام الأولى لـ ترامب

الأيام السابقة لتولي دونالد ترامب الحكم للولايات المتحدة الأمريكية تدل على أن ولايته الثانية ستكون زلزالا لا نعرف بعد أثره وتأثيره.

وعلي قدر تشاؤمي على قدر تفاؤلي فهو غير متوقع ولا يبالي وليس له سقف ولا حدود، ويجلس علي كرسي حكم أقوى بلد في العالم.

ستيفن ميلر، المستشار الرئيسي للسياسات الداخلية للرئيس المنتخب دونالد ترامب، قدّم إحاطة لقيادات الحزب الجمهوري في مجلس النواب ومجلس الشيوخ بعد ظهر يوم الأحد حول الأوامر التنفيذية التي تخطط الإدارة القادمة لإصدارها في الأيام المقبلة.

حجم الأوامر التنفيذية التي وصفها ميلر للنواب الجمهوريين ومساعديهم كان مذهلاً، على الرغم من أن ترامب تحدث عن العديد منها خلال حملته الانتخابية على مدى أشهر. تشمل هذه الأوامر مجالات الهجرة، وسياسات الطاقة، وإعادة هيكلة العمليات الحكومية الفيدرالية.

لم يقدم ميلر تفاصيل كبيرة للمشرعين والمساعدين الأربعين المشاركين في المكالمة. وقال مسؤولو الإدارة القادمة إن العديد من هذه الأوامر لا تزال “أهدافاً متحركة” ولم يتم الانتهاء منها بعد.

ولكن هذه هي النقاط التي ناقشها ميلر:

إصلاح الحكومة:

• يخطط ترامب لإصدار أمر تنفيذي يوفر آلية لإزالة الموظفين المتمردين.

• إعادة كتابة قواعد التوظيف الفيدرالية.

• إصدار أمر تنفيذي متعلق بما يسمى “وزارة كفاءة الحكومة”.

• إصلاح القواعد الخاصة بالموظفين الفيدراليين ضمن الفئة F.

• تقليص تأثير سياسات التنوع والمساواة والشمول (DEI) في القطاع الخاص.

• إلغاء الأوامر المتعلقة بالتنوع والمساواة والجندر التي أصدرها الرئيس بايدن.

الطاقة:

• وقف الإنفاق على “الصفقة الخضراء الجديدة” والأولويات المناخية الأخرى لإدارة بايدن.

• تسريع بناء خطوط الأنابيب.

• إصدار أوامر تتعلق بتصاريح مشاريع الطاقة، وخاصة الفحم والغاز الطبيعي ومشاريع الصخر الزيتي.


• فتح المجال للتنقيب البحري.

• إلغاء القواعد المتعلقة بالمركبات الكهربائية.

• فتح ملجأ الحياة البرية الوطني في القطب الشمالي للتنقيب وتسريع تطوير إنتاج الطاقة من ألاسكا.

• إعلان حالة طوارئ وطنية تتعلق بالطاقة.

الهجرة والحدود:

• تصنيف كارتلات المخدرات كـ”منظمات إرهابية أجنبية”، وهي خطوة دراماتيكية لم يتخذها ترامب في فترته الأولى.

• إعلان حالة طوارئ على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، مما سيسمح لترامب بنشر القوات العسكرية على الحدود.

• تشديد إنفاذ قوانين الهجرة الداخلية.

• التحرك نحو إعادة العمل بسياسة “ابقَ في المكسيك”.

• إنهاء سياسة “الإمساك والإفراج”.

• تقييد دخول الولايات المتحدة بشكل عام.

مرة أخرى، نؤكد أن ميلر لم يقدم الكثير من التفاصيل خلال هذه المكالمة، لكن هذه قائمة شاملة إلى حد كبير لما تدرسه وتخطط له إدارة ترامب القادمة.

والآن نحن في انتظار ما سيفعله ترامب مع منطقة الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا

مع تولي دونالد ترامب الرئاسة في 20 يناير 2025، من المتوقع أن تتبنى إدارته سياسات مؤثرة في منطقة الشرق الأوسط، تشمل عدة محاور رئيسية:

كتب صديقي د. أيمن أبو المجد وأثني عليه :

الانتخابات الأمريكية الأخيرة لم تكن مجرد انتخابات بل كانت ثورة حقيقية بكل ما تحمل الكلمة من معاني !

والشعب الامريكي عبر فيها عن خطورة ما كان يحدث في مجتمعه (وبالتالي ينتقل إلي كل مجتمعات العالم بما فيها نحن) من تدمير من الداخل و لذلك جاء فوز ترامپ باكتساح تام !

وبالتالي رأينا حتي من قبل أن يستلم مقاليد الحكم وفي الحال تغيرات شاملة و مهولة في أمور كثيرة تهمنا نحن و تؤثر علينا!

قبل هذه الانتخابات كان نتنياهو يتصرف و كأنه أقوى رئيس دولة في العالم ، لا يبالي بأحد (ماعدا مصر و التي تعتبر أهم عندهم حتي من أمريكا شخصيا) فإسرائيل كانت تهين أي دولة وأي رئيس دولة ومن خلال سيطرتهم علي نظام الحكم في أمريكا كانوا في قمة نشوتهم و جبروتهم.

وبالطبع كان ترامپ يراقب ذلك و يغضب منه ويرفضه الي اقصي الدرجات فهو يتناقض تماما مع نظرته لوضع أمريكا المفروض في نظره Make America Great Again !، وبالطبع لم يعجبه أبدا الإهانات المتكررة عندما كان يحضر نتنياهو لأمريكا في عهد أوباما ثم بايدن ليخطب في الكونجرس بدون أن يقابل أحدهما مما يمثل قمة الإهانة للدولة.

وقد رأينا مؤخرا كيف نشر ترامب على موقعه في السوشيال ميديا ليس مجرد انتقاد لنتنياهو بل شتائم له فيما يمثل إنذار واضح بما قادم ! ثم رأينا كيف أنه في الحال بدأ الحديث عن الوصول لاتفاقية لوقف الحرب في غزه ! و أن نتنياهو في مأزق ( صوري ) أمام المتطرفين في حكومته الرافضة لذلك !

صوري لان نتنياهو لم يكن أبدا عنده تصور لكيفية إنهاء الحرب لكن الآن يستطيع أن يقول لحكومته إن ترامپ المتهور و الذي لا يتحكم أحد فيه يصمم على ذلك ولكنه يقدر على الوقوف أمامه وبالطبع لن يختلف معه أحد في حكومته حيث يعرفون جميعا أن أمريكا هي كل شئ لإسرائيل وأنهم لابد أن ينفذون أوامرها فورا !

كذلك من أيام قليلة كان إيلون ماسك وهو يعد حاليا أقوى وأهم شريك لترامپ يخطب أمام مجموعة من مناصرين إسرائيل في أمريكا حيث تحدث عن أهمية عودة الرهائن فقاموا بالتصفيق الحاد له ثم أخذ يتحدث عن أهمية ضمان الرخاء والحياة الكريمة لشعب غزة كضمان للسلام علي المدي الطويل مما أسكت جمع الحضور الذين أدركوا انهم أمام تغيير كبير قادم لا محالة ! للتذكرة.

مع بداية غزو غزة اجتمعت إسرائيل بجميع وسائل الاعلام لفرض رقابة علي تصوير ما يحدث من مجازر هناك ولاستمرار عملية غسيل المخ العالم لتصوير الفلسطيينين على أنهم المعتدين الإرهابين وأن إسرائيل تقود عملية الدفاع عن الغرب من العرب الإرهابيين.

وبالطبع استجاب الجميع لطلباتهم ماعدا ماسك الذي عاد لأمريكا بعد أن استدعوه لزيارة إسرائيل فكان التغيير الوحيد فيه أنه توقف عن مهاجمة إسرائيل ولكنه رفض فرض رقابه على تويتر فأصبح أهم نافذة يري منها العالم حقيقة ما يحدث في غزة من إبادة مروعة لم يشهد مثلها العالم منذ الحرب العالمية الثانية.

وتعتبر هولوكوست اليهود هم أبطاله و ليس ضحيته مما يعتبر تغير خطير وتاريخي ظهرت أثاره فورا في مدي تزايد مشاعر الكراهية ضدهم في أمريكا بين جموع الشعب حيث بدأو في نشر أسماء اليهود المسيطرين علي المال و الاعلام و الصحافة و يلومونهم علي جميع مشاكل أمريكا بما فيها إنتشار حرائق كاليفورنيا .

هناك موجة قوية جدا وفي تزايد مضطرد في أمريكا ضد اليهود ستقلب الموازين في المستقبل القريب و ليس البعيد . هذا بالنسبة للبعد السياسي ، أما بالنسبة للبعد الاجتماعي وهو لا يقل أهمية أبدا نظرا لما كان يحدث من تدمير شامل لمؤسسة الاسرة و النشر الهستيري للشذوذ في المجتمعات مع ما كان يحدث من منع المظاهر الدينية عندهم.

فلقد ظهرت بوادر التغير بعد يومين من فوز ترامپ حيث كان ممنوع عندهم أن يذكر لاعبي المباريات الرياضية أي كلام عن الدين و لكن مع أول مباراة أخذوا يصلون قبل المباراة بل و لأول مرة قامت مراسلة الملعب قبل المباراة بإلقاء بعض المواعظ الدينية في رسالة واضحة أن التغيير قادم و لن يستطيع أحد ان يعترض أو يوقفه كما كان يحدث من قبل.

كذلك وعد ترامب بأنه لن يسمح لاي مدرسة بتلقين التلامذة والتأثير علي ميولهم الجنسية grooming كما كان يحدث في عهد الديمقراطيين أوباما و بايدن وانه سيعاقب أي مدرسة تقوم بذلك و يغلقها .

كذلك غير وزيرة الصحة التي كان كانت من المتحولين و التي كانت تقوم بدور كبير فيما يحدث من تلقين التلامذة جنسيا ! بالطبع الوزير القادم رافض لكل تلك الممارسات والتي كانت تدريجيا تتسرب الي مجتمعنا و كانت تمثل خطر حقيقي علي تماسك كيان الاسره ركيزة المجتمع .

كما سمعنا بالأمس أن ترامپ قرر تعيين 3 سفراء لهيوليود بهدف التنقية و التطور من بينهم الممثل الشهير ميل جيبسون الذي كان مكروه ومستبعد تماما لمناصرته للفلسطينين وهجومه علي اليهود !

من الجانب الاقتصادي ترامپ رجل بناء و مفاوضات و اقتصاد و ليس رجل حروب و هو سيوقف حرب روسيا و اوكرانيا و و سيقوم بتحسين العلاقات مع الصين و ستتوقف العمليات العسكرية في البحر الاحمر و بالتالي تعود الملاحة فيها و سيتحسن بالتالي الوضع عندنا سياحيا و اقتصاديا و يجب ألا ننسي ابدا ان مصر دولة كبري و هامة و محورية بل و محبوبة حول العالم واكبر تقصير مننا ان ننسي ذلك بدلا من أن نقوم بتنميته و رعايته و جني ثماره .

الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني:

لعب ترامب دورًا حاسمًا في التوسط لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، مما أدى إلى تبادل الأسرى والسجناء. هذا الاتفاق، الذي تزامن مع فوزه الانتخابي، يهدف إلى إنهاء الصراع المستمر وتخفيف التوترات في المنطقة. 

العلاقات مع إيران:

يُتوقع أن تتبنى إدارة ترامب موقفًا أكثر صرامة تجاه إيران وبرنامجها النووي. السيناتور ليندسي غراهام دعا إلى اتخاذ إجراءات عسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني، مشيرًا إلى ضعف احتمالات النجاح عبر الدبلوماسية. هذا التوجه قد يؤدي إلى تصاعد التوترات في المنطقة. 

التطبيع العربي-الإسرائيلي:

تسعى إدارة ترامب إلى توسيع اتفاقيات أبراهام لتشمل دولًا عربية وإسلامية إضافية، مع التركيز على تحقيق اتفاق تطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية. هذا الجهد يهدف إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي ومواجهة النفوذ الإيراني. 

السياسة الخارجية والنهج الدبلوماسي:

من المتوقع أن تتبنى إدارة ترامب نهجًا دبلوماسيًا يعتمد على “العصا الغليظة”، مع التركيز على إبرام صفقات سلام وتعزيز الإنفاق العسكري للحلفاء. هذا النهج قد يؤدي إلى إعادة تشكيل العلاقات الدولية والتأثير على التوازنات في الشرق الأوسط.

مكافحة الإرهاب:

تعتزم الإدارة تصنيف الجماعات الإرهابية، مثل حماس وحزب الله، كمنظمات إرهابية أجنبية، واتخاذ خطوات لمنعها من السيطرة على مناطق مثل غزة. هذا التوجه يعكس التزام الإدارة بمكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي. 

بشكل عام، تشير التوقعات إلى أن إدارة ترامب ستسعى إلى إعادة تشكيل سياساتها في الشرق الأوسط، مع التركيز على تعزيز التحالفات التقليدية، ومواجهة التهديدات الأمنية، ودفع عجلة التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل.

أما تجاه مصر

مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير 2025، من المتوقع أن تشهد السياسات الأمريكية تجاه مصر عدة تطورات، بناءً على المعطيات التالية:

العلاقات الثنائية:

تاريخيًا، تميزت العلاقات بين مصر والولايات المتحدة بالقوة والاستمرارية، بغض النظر عن تغير الإدارات الأمريكية. تحت إدارة ترامب السابقة، شهدت العلاقات تقاربًا ملحوظًا، خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب والتعاون الأمني. من المتوقع أن يستمر هذا النهج، مع تعزيز التعاون في القضايا الإقليمية والأمنية. 

المساعدات العسكرية والاقتصادية:

تُقدم الولايات المتحدة لمصر مساعدات عسكرية سنوية بقيمة 1.3 مليار دولار. في ظل إدارة ترامب، قد يتم استعادة هذه المساعدات بالكامل دون شروط، مع التركيز على تعزيز التعاون الدفاعي والتجاري بين البلدين. 

السياسات الاقتصادية:

السياسات الاقتصادية لترامب، التي تركز على الحماية التجارية وفرض تعريفات جمركية، قد تؤثر على الاقتصاد المصري. من المحتمل أن تؤدي هذه السياسات إلى تقلبات في قيمة الدولار، مما يستدعي من مصر تنويع احتياطياتها النقدية وفتح أسواق تصديرية جديدة لمواجهة التحديات المحتملة. 

القضايا الإقليمية:

من المتوقع أن تتعاون إدارة ترامب مع مصر في معالجة القضايا الإقليمية، مثل دور إيران ووكلائها، وأمن البحر الأحمر، والتوترات في أفريقيا، بما في ذلك ليبيا والسودان. هذا التعاون يعكس الاعتراف بالدور المحوري لمصر في تحقيق الاستقرار الإقليمي.

حقوق الإنسان والديمقراطية:

بينما ركزت الإدارات الديمقراطية على قضايا حقوق الإنسان في تعاملها مع مصر، من المتوقع أن تركز إدارة ترامب على الشراكات الأمنية والاقتصادية، مع تقليل التركيز على هذه القضايا، هذا التوجه قد يؤدي إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجالات متعددة.

بشكل عام، تشير التوقعات إلى أن إدارة ترامب ستسعى إلى تعزيز العلاقات مع مصر، مع التركيز على التعاون الأمني والاقتصادي، مع مراعاة التحديات الإقليمية والدولية.

لا ننسى أن مصر دولة ذات تأثير حتى في لحظات ضعفها.

الرابط المختصر https://alhorianews.com/wjuh

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *