بقعة سوداء فى ثوب الدراما المصرية.. باحثة ثقافية توجه انتقاد حاد لمسلسل «نقطة سوده»

كتب: محمد عبد الغنى
علقت سميحة المناسترلى، الكاتبة والباحثة الثقافية، على مسلسل «نقطة سوده»، الذي عرض خلال الأسابيع الماضية، مشيرة إلى أنها لا تستطيع تصنيفه كعمل درامي، بل ممكن أن أصنفه كدراما “تطل علينا من خلال سحابة دخان”.

وتابعت المناسترلي أنها تشفق على كل الفنانين والعمال المتواجدين داخل موقع التصوير، بسبب استنشاق كم السجائر التى دخنها الممثلون أمام الكاميرات، موضحة أن مشاهد تعاطي البودرة أمام الكاميرات، والعنف، وممارسة السادية، والعقد النفسية، غير موفقة مطلقا، بل هي جريمة في حق المشاهد المراهق والشباب والأطفال، حيث أن القائمون على المسلسل يضعون الإدمان وممارسة العنف والقتل كحل دائم للهروب من أي مشاكل بصورة استفزازية مبالغ فيها .

وأضافت الكاتبة والباحثة الثقافية، أن محتوى المسلسل الذى تبلور في صراع وثأر وانتقام بين أسرتين، فهذا موضوع قد تم تناوله كثيرا وبصور عديدة ناجحة، أما المسلسل الذى نحن بصدده هنا، هو مضمون تم توسيعه و”مطه” بصورة جعلتنا نقع في مستنقع “التيه” بصورة كفيلة بإسقاط مجتمعات بل دول بأكملها.

فأصبحت المواقف هزيلة ملفقة، والشخصيات مهزوزة موتورة الأداء، أصبحوا في حيرة ما بين الإرتجال والنص الحقيقي، وكأن على المشاهد أن يعيد ترتيب قطع “البازل” مرة أخرى، حتى يقرأ المشهد ويستوعبه بصورة صحيحة – إنه مجهود لو تعلمون عظيم جدا على المشاهد-، مضيفة إلى أن اعتماده على الأكشن لإخفاء عوار النص المهلهل، الذي ارجعه في اعتقادي الخاص إلى تعدد المشاركين في الكتابة بلا تناغم أو دون تسلسل مدروس أو متقن.

وأوضحت المناسترلى، أن المسلسل من وجهة نظرها كمشاهد، أنتج كم كبير من الأحداث الهزيلة المفتعلة، وتحدث عن القتل والخيانة والغدر بين أفراد الأسرة الواحدة، وزنى المحارم بمنهج هازم لثقافتنا المجتمعية، وترابطنا الأسري، بل منهج شيطاني خالي من أي مشاعر انسانية أو أصولية، والتخلى عن لغة الإحترام، داعياً إلى اسقاط القدوة، وكأننا في غابة أو مستنقع من الموبقات، عن الإخراج والتصوير والإضاءة بالطبع دون المستوى .

واختتمت المناسترلي حديثها قائلة : «لا أدري كيف استكمل النجوم الكبار العمل والتصوير بمثل هذا الورق ؟! خاصة النجم القدير أحمد بدير وأحمد فهمي وفاء عامر وأحمد مجدي وناهد السباعي وسماح أنور وهدى الأتربي»، موضحة أن الفنانة سارة سلامة فعليها تغيير نمط الأداء والماكيير وهي قادرة على أداء أفضل، في النهاية وللأسف لايسعني سوى وصف المسلسل بأنه “بقعة سوداء فى ثوب الدراما المصرية “، وأتمنى دراما هادفة ناجحة فى رمضان المقبل .

الرابط المختصر https://alhorianews.com/rabf

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *