سجلت أسعار النفط استقرارًا في التعاملات اليوم الأربعاء، وسط ترقب للأسواق بشأن تأثير إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب حالة الطوارئ الوطنية في مجال الطاقة.
جاء هذا الإعلان في اليوم الأول من توليه منصبه، مما أثار تساؤلات حول سياسات ترامب المحتملة في ما يتعلق بإمدادات النفط العالمية والمواقف الأميركية من قطاع الطاقة، مما يضيف مزيدًا من الغموض على المشهد الاقتصادي العالمي.
وفي هذا السياق، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار ثلاثة سنتات لتسجل 79.26 دولارًا للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي لشهر مارس آذار تسعة سنتات لتصل إلى 75.74 دولارًا للبرميل، وذلك في الساعة 0120 بتوقيت غرينتش، وفقًا لبيانات وكالة “رويترز”.
في خطوة مثيرة للجدل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الاثنين عن خطة شاملة تهدف إلى تعزيز إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة. شملت الخطة إعلان حالة الطوارئ الوطنية في مجال الطاقة، وهو ما يهدف إلى تسريع إصدار التصاريح اللازمة لمشاريع الطاقة.
كما تضمنت الخطة إلغاء بعض الحمايات البيئية التي كانت قد تم فرضها في السنوات السابقة. علاوة على ذلك، أعلن ترامب عن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، مما أثار ردود فعل متفاوتة على المستوى المحلي والدولي. هذه التحركات تركز على تعزيز استقلالية أميركا في مجال الطاقة، لكنها تثير مخاوف بشأن التأثيرات البيئية والمناخية لهذه السياسات.
أشار المحللون في مورغان ستانلي في مذكرة حديثة إلى أن سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتعزيز إنتاج النفط والغاز من غير المرجح أن تحفز الاستثمار في الأمد القريب أو تؤدي إلى تغيرات كبيرة في نمو الإنتاج الأميركي. وأوضحوا أن هذه السياسات قد تساهم في تخفيف التراجع المحتمل في الطلب على المنتجات المكررة، لكنها لن تحدث تحولًا كبيرًا في الإنتاج أو أسواق النفط بشكل عام.
كما طرح المحللون تساؤلات حول تأثير وعد ترامب بإعادة ملء الاحتياطي الاستراتيجي للنفط على الطلب. حيث كانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن قد بدأت بالفعل بشراء النفط لتخزينه في الاحتياطي الطارئ، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت سياسة ترامب ستحدث أي تغييرات ملموسة في هذا السياق.
في الوقت نفسه، استمر المستثمرون في اتخاذ موقف حذر بسبب عدم وضوح سياسة ترامب التجارية. فقد أعلن الرئيس الأميركي أنه يدرس فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك بدءًا من الأول من فبراير، بدلًا من تنفيذ ذلك في اليوم الأول من توليه منصبه كما كان قد وعد في حملته الانتخابية.
من جانب آخر، أضاف ترامب أن إدارته قد “تتوقف” عن شراء النفط من فنزويلا، التي تُعد من أكبر موردي النفط إلى الولايات المتحدة، مما يضيف المزيد من الغموض حول اتجاهات السوق.
وفي ذات الوقت، تأثرت عمليات النفط والغاز في ولاية نورث داكوتا بعاصفة شتوية نادرة، حيث انخفض الإنتاج بما يتراوح بين 130 إلى 160 ألف برميل يوميًا بسبب الطقس البارد القارس والتحديات التشغيلية المرتبطة به. ومع ذلك، ظل تأثير العاصفة محدودًا في ولاية تكساس، حيث كانت هناك انقطاعات ضئيلة في تدفقات الغاز والكهرباء، في حين كانت مخزونات البنزين وفيرة بالرغم من إغلاق العديد من الطرق.