أكد الكاتب وائل عباس أن فشل جماعة الإخوان المسلمين في إدارة شؤون البلاد لم يكن مفاجئًا، بل كان نتيجة واضحة للسياسات الخاطئة التي انتهجوها.
وأوضح عباس، في حوار خاص لـ”الحرية”، أن التململ الشعبي بدأ يظهر منذ اللحظات الأولى لحكم الجماعة، ليس فقط بين المواطنين العاديين، بل امتد إلى الأوساط الثقافية والفنية.
وأضاف: “كنت أتوقع أن تستمر تجربة الإخوان لفترة أطول قبل أن تواجه هذا الفشل، لكن عوامل عديدة ساهمت في تسريع نهايتها. الجماعة اعتمدت بشكل كبير على تنظيمها القوي وإمكاناتها المادية والبشرية، لكنها لم تكن مستعدة لتحقيق تطلعات الشعب”.
وأشار عباس إلى أن الإخوان تصوروا أنهم الأكثر كفاءة بسبب تنظيمهم وانتشارهم، إلا أن افتقارهم لرؤية سياسية شاملة جعلهم غير قادرين على مواجهة التحديات الحقيقية التي كانت تواجه البلاد.
قال الكاتب وائل عباس إن جماعة الإخوان المسلمين لم تكن جزءًا أصيلًا من ثورة 25 يناير، بل استغلت الحراك الشعبي لتحقيق أهدافها السياسية.
وتابع عباس، أن الثورة انطلقت من جهود قادتها أطراف يسارية وليبرالية وشعب مؤمن بالحياة المدنية، بينما اكتفت جماعة الإخوان بالانتهازية واستغلال اللحظة لصالحها.
وأشار عباس إلى أن مشاركة الإخوان في الثورة لم تكن بهدف تحقيق تغيير حقيقي. وقال: “في المظاهرات، كنا نهتف لإسقاط مبارك، بينما كان الإخوان يشوشون على الهتافات بشعارات دينية مثل ‘الله أكبر ولله الحمد’. هذا يعكس طبيعتهم الإصلاحية التي تختلف عن أهداف الثورة”.
وأوضح أن الجماعة وصلت إلى السلطة مستفيدة من تنظيمها القوي وإمكاناتها البشرية، لكنها افتقرت إلى رؤية سياسية واضحة تتيح لها قيادة البلاد في تلك المرحلة الحرجة.