أكد الدكتور عمار علي حسن الكاتب والمحلل السياسي في الذكرى الرابعة عشرة لـ 25 يناير أن مصر بعد مرور ، شهدت تحولات عميقة على كافة الأصعدة، حيث تبين أن المطالب الأساسية التي رفعتها الثورة، مثل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، لم تتحقق بشكل فعّال.
وأوضح حسن في تصريحات خاصة لـ «الحرية» بمناسة مرور 14 عامًا على ثورة 25 يناير أن النظام الحالي لم ينجح في تحقيق تطلعات الشعب المصري التي تعهدت بها الثورة، بل على العكس، شهدت البلاد المزيد من القيود على الحريات العامة وحقوق التعبير.
وأشار حسن إلى أن النظام السياسي أصبح أكثر قمعًا في السنوات الأخيرة، إذ قييد الحريات في العديد من المؤسسات مثل وسائل الإعلام والأزهر الشريف والبنك المركزي والجامعات والقضاء، ما أدى إلى تراجع الاستقلالية والشفافية في تلك المجالات.
وفيما يتعلق بالعدالة الاجتماعية، ذكر الكاتب أن التفاوت الطبقي ازداد بشكل غير مسبوق في العقد الأخير، حيث أفرزت السياسات الاقتصادية طبقة جديدة من الأثرياء في وقت قياسي، بينما تزايدت نسبة الفقراء الذين يعيشون تحت خط الفقر، مؤكدًا أن هذه السياسات أدت إلى تباطؤ شديد في النمو الاقتصادي وزيادة في نسبة البطالة.
أما عن الكرامة المصرية، فبيّن عمار أنها تأثرت بشكل سلبي جراء تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، لافتًا إلى أن الدولة لم تلتزم بالمبادئ التي ينص عليها الدستور والقانون لضمان الكرامة الإنسانية، ما أدى إلى حدوث انتهاكات مستمرة لهذه الحقوق.
وأكد عمار أنه بالرغم من المحاولات الحكومية لتقديم مساعدات وإعانات، إلا أن هذه الإجراءات لم تكن كافية لتخفيف المعاناة الاقتصادية للمواطنين، مشيرًا إلى أنه مع تزايد الديون الخارجية وتخلي الدولة عن العديد من الأصول، لم تشهد مصر تغيرًا حقيقيًا في مسارها الاقتصادي الذي من المفترض أن يكون قادرًا على تحقيق التنمية المستدامة.
أما عن العيش الي كان أهم مطالب الثور، فأشار عمار إلى أن هذا المطلب لم يتحقق بشكل فعلي، حيث حيث تمت الاستدانة بشكل واسع، ما أثر على قوة الدولة المصرية في تحقيق الكفاية.