بين القلق العالمي والإجراءات الصينية المشددة، يعود فيروس HMPV، وهو فيروس الجهاز التنفسي الميتابنيومو البشري، إلى الواجهة مع موجة انتشار جديدة تضرب شمال الصين، مثيرة مخاوف من احتمالية تحوله إلى تهديد صحي عالمي، ومع اكتظاظ المستشفيات بالأطفال المصابين وأعراض مشابهة لنزلات البرد والإنفلونزا، تتوالى التساؤلات: هل نحن أمام أزمة جديدة أم مجرد فزع موسمي؟
أستاذ فيروسات: فيروس HMPV موسمى وليس جديدًا
أجاب عن ذلك الدكتور فايد عطية، أستاذ الفيروسات الطبية والمناعة، حيث أكد أن فيروس HMPV ليس فيروسًا جديدًا، حيث تم اكتشافه لأول مرة في عام 2001 بهولندا، ويُسجل إصابات سنوية حول العالم، منها ما تم رصده العام الماضي في الولايات المتحدة وإنجلترا وشرق آسيا، موضحًا أن الفيروس عاد للظهور بشكل ملحوظ في الصين مؤخرًا، نتيجة عوامل مثل انخفاض درجات الحرارة وتحورات جينية ساهمت في زيادة انتشاره.
وأشار “عطية”، في حديثه مع “الدستور”، إلى أن الفيروس يشبه في تأثيره الفيروسات التنفسية الأخرى، مثل الفيروس المخلوي والإنفلونزا، وأن أعراضه تشمل: الزكام، ارتفاعا طفيفا في درجة الحرارة، والسعال، ومعظم الحالات تكون خفيفة ويمكن التعامل معها منزليًا، مضيفًا: “رغم زيادة الإصابات، لم يصل الوضع إلى مستوى الجائحة، والتحذيرات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي تضخم الأمر دون مبرر علمي، فالفيروس موسمي وانتشاره محدود”.
وفيما يتعلق بعدم وجود لقاح أو علاج محدد للفيروس، أوضح أن السبب يعود إلى عدم خطورة الفيروس الكبيرة، حيث لا تسبب معظم الإصابات مضاعفات خطيرة، مما لم يستدعِ تطوير لقاح أو دواء مضاد له حتى الآن، ومع ذلك شدد على ضرورة الترقب والرصد المستمر للوضع، خاصة إذا استمرت الإصابات في الارتفاع.
أما عن التعامل مع الأعراض، فنصح قائلًا: “لا يُنصح بإجراء تحاليل مثل الـPCR لكل من تظهر عليه أعراض تنفسية، لأن الأعراض تتشابه مع الإنفلونزا ونزلات البرد، والأفضل هو الراحة، واستشارة الطبيب عند الضرورة، واستخدام الأدوية المخففة للأعراض، كما أن العزل المنزلي ضروري للحد من انتشار العدوى”.
ودعا إلى عدم التهويل أو التهوين في التعامل مع الفيروس، مشددًا على أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية مثل ارتداء الكمامات، وتجنب الأماكن المزدحمة، وغسل اليدين بانتظام، واستخدام المطهرات، مؤكدًا أهمية متابعة الوضع العالمي والتنسيق مع منظمة الصحة العالمية لمراقبة أي طفرات جديدة قد تطرأ على الفيروس.
وختم بقوله: “فيروس HMPV يشبه الفيروسات التنفسية الموسمية الأخرى، وأغلب الحالات تتعافى خلال 5 إلى 7 أيام، وهو أقل خطورة من كورونا، لذا يجب التعامل معه بعقلانية ودون إثارة للذعر”.