شهدت إذاعة القرآن الكريم خلال الشهر الماضي تغييرات بارزة تحت قيادة الكاتب أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، بهدف تحقيق التوازن بين الهوية الدينية للإذاعة ومتطلبات التطوير الإعلامي.
وجاءت هذه التحولات ضمن خطة لتحديث المحتوى وتحسين تجربة المستمعين، مع مراعاة طبيعة الإذاعة ودورها الأساسي في المجتمع.
إعادة تنظيم البرامج
أصدر المسلماني قرارًا بنقل أربعة برامج رئيسية من إذاعة القرآن الكريم إلى إذاعات أخرى مثل البرنامج العام وصوت العرب، بهدف تنويع الخريطة البرامجية وتجنب التكرار.
شملت البرامج المنقولة “خاطرة دعوية” للدكتور محمد مختار جمعة، و”دقيقة طبية” للدكتور حسام موافي، بالإضافة إلى برنامجي “ومضة تفسيرية” و”دقيقة فقهية”.
هذا القرار أثار اهتمامًا واسعًا بين المستمعين وأُعتبر خطوة نحو تقديم محتوى أكثر تخصصًا على الإذاعات المختلفة.
إيقاف الإعلانات
في خطوة حاسمة قررت الهيئة وقف بث الإعلانات على إذاعة القرآن الكريم بشكل نهائي اعتبارًا من يناير 2025، ونقل هذه الإعلانات إلى إذاعات أخرى.
جاء القرار استجابة لشكاوى الجمهور من عدم توافق الإعلانات مع طبيعة الإذاعة الدينية. ورغم التخوفات بشأن تأثير هذا القرار على العوائد المالية، أكدت الهيئة أنها تعمل على خطط بديلة لتأمين الاستقرار المالي، بالتعاون مع وزارة المالية لتعويض أي خسائر محتملة.
تطوير الأداء الإداري والتنفيذي
ضمن خطة التطوير، أصدرت الهيئة عدة قرارات شملت تكليف الإعلامي أسامة كمال بقيادة فريق لتحسين الرعاية الطبية لموظفي الهيئة، وتعيين مجدي لاشين، الرئيس السابق للتلفزيون المصري، كأمين عام للهيئة. بالإضافة إلى ذلك، تم البدء في دراسة لإلغاء الحد الأقصى للمتعاملين بنظام القطعة بالإذاعة المصرية، بهدف تحسين بيئة العمل للكوادر الإعلامية.
الاستجابة للجمهور
حظيت هذه التغييرات بإشادة كبيرة من جمهور إذاعة القرآن الكريم، خاصة قرار وقف الإعلانات الذي طالما طالب به المستمعون. كما عبّر كثيرون عن تطلعهم لرؤية تطور ملحوظ في محتوى الإذاعة بما يحافظ على هويتها الدينية ويجذب أجيالًا جديدة من المستمعين.
تأتي هذه القرارات في إطار رؤية شاملة لتطوير إذاعة القرآن الكريم ضمن منظومة الإعلام الوطني.
وبينما تسعى الهيئة الوطنية للإعلام للحفاظ على مكانة الإذاعة، تبقى التحديات قائمة لتحقيق التوازن بين التطوير والحفاظ على القيم التي تمثلها الإذاعة.