وجه الكاتب والمحلل السياسي عماد جاد، مستشار رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية رسالة مفتوحة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، خاطب فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيراً إلى مجموعة من التحديات التي تواجه مصر، ومقدماً عدداً من الاقتراحات التي رأى أنها ضرورية للحفاظ على الهوية الوطنية واستقرار الدولة.
وأكد جاد أن رسالته تأتي من منطلق “الخوف على مصر ومستقبلها”، مشدداً على أهمية بناء التوافق الوطني، وقف السياسات التي وصفها بالخاطئة، وإعادة الثقة بين الدولة والمواطنين.
كما دعا إلى تشكيل حكومة كفاءات وطنية، وإعطاء المجال للأحزاب المدنية الحقيقية لتكون سنداً للدولة، إضافة إلى تعزيز دور البرلمان كسلطة رقابية مستقلة.
وفيما يلي نص الرسالة كما نشرها عماد جاد عبر صفحته الرسمية:
“التاريخ الحقيقي يكتب بعد مغادرة كرسي السلطة، والمهللون للحكام هم أول من يوجه لهم الاتهامات بل والبلاغات ضدهم وضد أسرهم بعد الرحيل عن الكرسي، مبارك نموذجاً.
صدقني لا مصلحة شخصية لي، فقط وكما وسبق وأبلغت سيادتك في يوليو عام ٢٠١١ نحن نعشق مصر ونريدها دولة مزدهرة، متقدمة ومستقرة.
اقتراحاتي هذه من قلب وعقل يعشق تراب وطنه ويحترم مؤسسات الدولة والدافع هو الخوف على بلدي من قادم الأيام.
الرجاء ملاحظة الآتي:
١- كل من يصرخ اليوم تبريراً لقرارات حكومية خاطئة، سبق وتهللوا لمثلها قبلك، وبعد رحيل أولياء النعم عن الكرسي هاجموهم بشدة وحملوهم ذنوباً كثيرة، وسوف يفعلون نفس الأمر مع من سيخلفك في المنصب ويكررون تجاهك ما قالوه عن سابقيك كاذبون.
٢- مصر مصرية نريد الحفاظ على هويتها الوطنية ووقف الزحف السلفي الإخواني على المجال العام وقد اختبرنا خطورتهم بعد ٢٠١١، ما يجري هو تهيئة الأرضية لهم في المستقبل القريب.
٣- إذا استمرت سياسات التديين العام ونشر الدروشة في المجتمع فإن النتيجة المنطقية هي تفسخ المجتمع ووضعه على طريق ما نشاهده اليوم في سوريا، وفي مقدمة ذلك قرارات واقتراحات وزير التعليم وافتتاح كتاتيب في عصر الذكاء الاصطناعي.
٤- إن هذه المخاوف حقيقية وإذا تحققت فسوف يكون ذلك نهاية مصر المصرية المتنوعة الفريدة ويمكن أن يفتح الباب لتدخلات خارجية لتقسيم البلد وهو ما نرفضه لكن مقاومة هذا السيناريو يكون عبر بناء التوافق الوطني وكسب الرضاء العام واستعادة الشعبية التي تمتعت بها في ٢٠١٢ – ٢٠١٣.
٥- سيدي الرئيس نريد مصر التي نعرفها وتربينا على أرضها، فوجه بوقف عمليات القبض العشوائي وافتح المجال العام، وقدر من احترام التعددية والتنوع.
٦- سيدي الرئيس أوقف الأفكار التقليدية والتي تتمثل في رعاية الدولة لأحزاب سياسية هشة لا طائل من ورائها، فالحزب الوطني كان حزباً قوياً ومدعوماً من مؤسسات الدولة وعندما غضب الشعب تلاشى في دقائق.
٧- افتح المجال العام واترك الحرية للأحزاب الحقيقية – مثل المصريين الأحرار الذي تم تدميره عمداً – فالأحزاب المدنية هي سند الدولة ومؤسساتها وظهير الجيش عند الخطر.
٨- سيدي الرئيس شكل في أسرع وقت حكومة كفاءات مصرية برئيس وزراء سياسي ووزراء من كفاءات مصرية تهجر البلد حالياً إلى أوروبا وأمريكا بحثاً عن الحرية والأمل في غد أفضل بعيداً عن التمييز الجاري في بلادنا من وزراء وبيروقراطية عفنة يعشعش فيها التطرف ويسودها الفساد.
فتشكيل حكومة كفاءات وطنية سوف يرفع عن كاهل مؤسسة الرئاسة عبء تحمل تبعات قرارات خاطئة أو غير مناسبة ومن ثم تتحمل الحكومة جماعياً أو فردياً مسؤولية ما تتخذ من قرارات ولتتفرغ سيادتكم لقضايا السياسة الخارجية والأمن القومي في بيئة إقليمية شديدة الاضطراب فككت دولاً قديمة مثل سوريا.
٩- نريد برلمان قوي مستقل يمارس مهام الرقابة والتشريع، لا مكان فيه لفاسد أو منتهك للقانون.
١٠- أخرج مؤسسات الدولة السيادية من الاقتصاد تماماً وامنح الحرية للقطاع الخاص.”