مع الإعلان عن مشروع البحث الثوري الذي يقوده الدكتور مجدي يعقوب، شهدت الأوساط الطبية والجمهور العام تفاعلاً غير مسبوق، حيث أعرب العديد من المتابعين عن إعجابهم البالغ بالأمل الذي قد يجلبه هذا الاكتشاف لملايين مرضى القلب حول العالم.
وانتشرت تعليقات على منصات التواصل الاجتماعي تعكس بين الحين والآخر مزيجًا من التفاؤل، ما يؤكد أن الآمال تظل معلقة على هذا الابتكار العلمي الذي قد يكون بداية لحل جذري لمعاناة طويلة الأمد.
اختراع الدكتور مجدي يعقوب الجديد
شهدت الأوساط الطبية والعلمية طفرة كبيرة بعد الإعلان عن دراسة رائدة يقودها الدكتور مجدي يعقوب، تهدف إلى تطوير صمامات قلب تنمو بشكل طبيعي داخل الجسم وتستمر مدى الحياة.
وحسب تقارير صحفية بريطانية، يتضمن البحث استخدام تقنية مبتكرة لزرع صمامات قلبية تتفاعل مع خلايا الجسم، مما يسمح لها بالنمو لتصبح جزءًا حيًا من الأنسجة، في خطوة نوعية نحو علاج أمراض القلب بشكل أكثر فاعلية.
على الرغم من أن جراحة استبدال صمامات القلب قد تم تنفيذها منذ أكثر من ستين عامًا، إلا أن التحديات لا تزال قائمة، حيث يواجه المرضى الذين يحصلون على صمامات ميكانيكية ضرورة تناول أدوية مميعة للدم بشكل مستمر، بينما الصمامات البيولوجية، والتي غالبًا ما تكون مستخلصة من أنسجة حيوانية، لا تدوم أكثر من 10 إلى 15 عامًا.
تعتبر هذه المشكلة أكثر صعوبة للأطفال المصابين بأمراض خلقية في القلب، حيث أن الصمامات المزروعة لا تنمو مع أجسامهم، مما يضطرهم إلى الخضوع لعمليات استبدال متكررة، مما يجعل الحل الذي يقدمه البحث الجديد خطوة هامة نحو تحسين حياة هؤلاء المرضى.
يعتمد النهج الجديد الذي طوره فريق يعقوب في معهد هارفيلد والكلية الإمبريالية للعلوم والتكنولوجيا والطب على استخدام “صمام بوليمري نانوي”، وهو صمام مصنوع من مادة قابلة للتحلل.
ويعمل هذا الهيكل كـ “مفاعل حيوي” داخل الجسم، مما يعزز التفاعل الطبيعي مع الخلايا ويسهم في نمو الصمام بشكل طبيعي.
تامر حسني يشيد بانجازات طبيب القلب
تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع الأخبار المتعلقة بتطوير صمامات قلب تنمو بشكل طبيعي داخل الجسم، حيث أعرب العديد منهم عن إعجابهم الكبير بهذا الاكتشاف الطبي الثوري.
كان من أبرز المعبرين عن فرحتهم بانجاز مجدي الفنان تامر حسني، حيث اعتبر إياه رمزاً حقيقياً للإنسانية والنجاح، وقال حسني: “للي ميعرفش أولاً، وأنا طفل كان عندنا درس في العربي اسمه مجدي يعقوب عشان كان أول طبيب في العالم يعمل عملية زرع قلب، وكانت تقريباً سنة 1980، يعني الراجل ده أسطورة في عالم الطب من سنين كتيرة مش من دلوقتي”.
وتابع: “ثانياً، هذا الرجل الملاك وهب كل حياته لخدمة البشرية، يعني إيه كل حياته لحظة بلحظة لخدمة البشرية، لخدمة ولادنا، لخدمة الإنسانية، لخدمة الطب وكل دكاترة المستقبل”.
وأضاف: “النهاردة، دكتور مجدي يعقوب بيحقق كمان إعجاز طبي جديد بعد 45 سنة من أول إنجاز، يعني بصراحة الراجل ده أعظم رمز في العالم للنجاح وفضل ينجح ويتحدى نفسه لحد ما حقق معجزة طبية مفيش ولا دكتور في العالم عملها إلا دكتورنا المصري العربي”.
واختتم حديثه قائلاً: “حاجة تشرف أوي، حاجة عظيمة أوي، الراجل ده لازم يبقى في شوارع وميادين بإسمه، لازم يبقى ليه تمثال، لازم يتعمله أكبر تكريم إنساني في تاريخ مصر والعالم. كل الشرف والفخر بأنك مصري عربي”.
فرحة عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي
وقال أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي: “في عز الدوشة والصراعات الضيقة والخناقات والجدالات العقيمة اللي إحنا عايشين فيها، بيقدر السير مجدي يعقوب وفريقه الأفاضل إنهم يبتكروا صمامات قلب تدوم مدى الحياة، وده خبر يهم كل مرضى القلب وكل البشر تقريبًا في العالم.”
واستكمل: “الطبيعي لشخص وصل لسن التسعين يكون حملًا على المجتمع وغير قادر على إضافة شيء بسبب عامل السن، لكن مجدي يعقوب اليوم صنع المستحيل في الطب في سن التسعين: توصل لأول صمامة قلب دائمة غير محتاجة للاستبدال كل فترة علشان يدي أمل لكل مرضى القلب في العالم.”
وأضاف: “العالم المصري صاحب الـ 46 ألف بحث طبي أخذهم مرجعًا له، وطبيب القلب مجدي يعقوب صاحب التسعين عام تواصل مع فريقه لأحد أعظم الاختراعات في أواخر أيامه.”
وقال آخر: “البروفيسور العالمي المصري مجدي يعقوب يبتكر صمامات قلب طبيعية تدوم مدى الحياة. أنت متخيل أن أمريكا بتقدمها وكل التكنولوجيا بتاعتها معرفتش توصل للي هو عمله ده؟ ده فخر العرب الحقيقي واللي يستحق نتكلم عنه ويبقى تريند، كل الحب يا أسطورة ومثلي الأعلى”.
وأشار آخر: “في ظني، أفضل عالم مصري في تاريخ مصر الحديث هو بروفيسور مجدي يعقوب. تجاوز الألف بحث وأبحاثه تم الاستشهاد منها لأكثر من 46 ألف بحث. دكتور مجدي مثال مخلص للعمل في صمت والتفاني في العمل والبحث العلمي، والأجمل من ده إنه بينقل علمه وخبرته لمصر بدون النظر لأي نجاحات أخرى كان ممكن يحصل عليها في بيئة أخرى. لكنه نموذج نقي ومخلص”.
محطات في حياة مجدي يعقوب
- وُلد في 16 نوفمبر 1935 في مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، مصر، لعائلة قبطية أرثوذكسية، وتنحدر أصوله من المنيا.
- درس الطب في جامعة القاهرة، حيث بدأ شغفه الكبير بعلم الطب والجراحة، ثم انتقل إلى شيكاغو لاستكمال تعليمه وتطوير مهاراته.
- في عام 1962، انتقل مجدي يعقوب إلى بريطانيا للعمل في مستشفى الصدر بلندن، حيث بدأ رحلة طويلة في مجال جراحة القلب.
- في عام 1969، أصبح أخصائي جراحات القلب والرئتين في مستشفى هارفيلد، واستمر في العمل هناك حتى عام 2001.
- في عام 1980، أجرى عملية نقل قلب للمريض دريك موريس، الذي أصبح أطول مريض نقل قلب أوروبي على قيد الحياة حتى وفاته في 2005.
- في عام 1983، أجرى عملية زرع قلب لرجل إنجليزي يدعى جون مكافيرتي، الذي دخل موسوعة غينيس كأطول شخص يعيش بقلب مزروع لمدة 33 عامًا حتى وفاته في 2016.
- منحته الملكة إليزابيث الثانية لقب “فارس” في عام 1992 تقديرًا لجهوده الكبيرة في مجال جراحة القلب. كما حصل على جائزة فخر بريطانيا في 2007، ووسام الاستحقاق البريطاني في 2014.
- في عام 2001، قرر مجدي يعقوب اعتزال إجراء العمليات الجراحية وهو في سن الـ65، لكنه استمر في عمله كاستشاري ومُنظر لعمليات نقل الأعضاء.
- في عام 2006، عاد مجدي يعقوب للعمل بعد اعتزاله ليقود عملية معقدة لإزالة قلب مزروع من مريضة بعد شفاء قلبها الطبيعي.
- قام فريق مجدي يعقوب في بريطانيا بتطوير صمامات قلب باستخدام الخلايا الجذعية، وهو اكتشاف يعد ثورة في مجال الطب، حيث سيتم استخدام أجزاء من القلب المزروعة صناعيًا في غضون ثلاثة أعوام.
- في عام 2009، أسس الدكتور مجدي يعقوب مركزًا لجراحة القلب في مدينة أسوان بصعيد مصر، حيث يقدم العديد من العمليات بالمجان. كما قام بزيارة مصر عدة مرات لإجراء عمليات قلب مفتوح للمحتاجين.
- في عام 2011، منح الرئيس السابق محمد حسني مبارك مجدي يعقوب وسام قلادة النيل العظمى تقديرًا لجهوده المخلصة في مجال جراحة القلب.
- حصل مجدي على زمالة كلية الجراحين الملكية في لندن، وكرّمه العديد من الجامعات الكبرى حول العالم، بما في ذلك جامعة برونيل، جامعة كارديف، وجامعة لوفبرا البريطانية.
- شارك مجدي يعقوب في العديد من الأبحاث العلمية التي تم الاستشهاد بها في أكثر من 46 ألف بحث، ما يجعله أحد أبرز علماء القلب في التاريخ الحديث.
اقرأ أيضًا: الدكتور إبراهيم كامل يشيد بإنجاز السير مجدي يعقوب في تطوير صمامات قلبية تنمو داخل الجسم