كتب: محمد مرزوق
قصف الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الأحد عدة مواقع في قطاع غزة، رغم دخول الوقت المعلن لتطبيق وقف إطلاق النار، وفق ما أعلنته قناتي القاهرة الإخبارية وسكاي نيوز العربية.
وأعلنت إسرائيل في بيان رسمي: “نهاجم الآن أهدافًا في قطاع غزة”، في خطوة أثارت انتقادات واسعة وصفتها بـ”الضربة لجهود التهدئة الدولية”.
القصف على الأرض: أرقام وشهادات
أفادت مصادر فلسطينية أن القصف الإسرائيلي استهدف مناطق عدة شمال ووسط قطاع غزة، بالإضافة إلى غارات عنيفة على مدينة رفح جنوب القطاع، مما أسفر عن سقوط عدة إصابات، بعضها وُصف بالخطير. وتداولت وكالات أنباء دولية صورًا تظهر تصاعد أعمدة الدخان من المناطق المستهدفة.
ووفقًا لتقارير ميدانية، بلغت حصيلة الإصابات الأولية 12 شخصًا، بينهم أطفال ونساء، فيما لا تزال فرق الإنقاذ تعمل على إخلاء المنازل المدمرة وانتشال الضحايا.
تصريحات متناقضة ومطالب متزايدة
في مؤتمر صحفي صباح اليوم قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري: “نواصل مهاجمة قطاع غزة حتى تلتزم حركة حماس بتعهداتها. لم يتم تسليم قائمة المختطفين العائدين، وخلافًا للاتفاق، لا نرى جدية من الطرف الآخر”.
وفي المقابل، اتهمت حركة حماس إسرائيل بـ”التنصل من الاتفاقيات”، حيث صرّح المتحدث باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع: “إسرائيل تُظهر مرة أخرى أنها ليست شريكًا في أي هدنة، وتستغل كل فرصة لتوسيع عدوانها على شعبنا”.
تهديدات نتنياهو: لا هدنة بلا قائمة
قبل ساعة واحدة فقط من الموعد المحدد لبدء وقف إطلاق النار، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانًا ناريًا يهدد بعدم تنفيذ الهدنة ما لم تقدم حركة حماس قائمة بأسماء الرهائن. وقال البيان: “لن نبدأ وقف إطلاق النار حتى نحصل على قائمة الرهائن. إسرائيل لن تساوم على أمنها القومي”.
ردود الفعل الدولية: قلق واستنكار
أثارت التطورات الأخيرة قلقًا دوليًا واسعًا. ودعت الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى الالتزام بالهدنة، محذرة من أن استمرار القصف سيؤدي إلى “كارثة إنسانية وشيكة” في غزة.
من جهته، قال الرئيس الأمريكي: “يجب أن تتوقف الأعمال العدائية فورًا، وعلى الطرفين العودة إلى طاولة المفاوضات”.
ختام المشهد: هدنة معلقة وأفق مجهول
رغم الإعلان عن الهدنة يبدو أن شبح التصعيد ما زال يخيم على الأجواء في قطاع غزة. وبينما تستمر الغارات، يبقى السؤال: هل ستنجح الضغوط الدولية في فرض هدنة حقيقية أم أن قطاع غزة على موعد مع فصل جديد من الدمار والدماء؟
في ظل هذه الأحداث يبقى الشعب الفلسطيني وحده الضحية، يعاني من حصار لا ينتهي وقصف لا يرحم، بينما تتقاذف الأطراف الدولية المسؤوليات دون حلول حقيقية.