تعتبر أذكار الصباح والمساء من العبادات الجليلة التي أمرنا بها الله سبحانه وتعالى، وجعلها حصنًا للمؤمن في مواجهة تحديات الحياة، ففي كل صباح ومساء، يجد المسلم في هذه الأذكار فرصة للتواصل مع خالقه، وتجديد العهد معه، وطلب الحماية والبركة في يومه وليلته، ولقد ورد في القرآن الكريم تأكيد على أهمية الذكر في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا}، وقوله: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون * وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون}، هذه الآيات الكريمة تدل دلالة واضحة على فضل الذكر في أوقات محددة، وهي إشارة إلى ضرورة المواظبة على أذكار الصباح والمساء للحصول على الأجر والثواب العظيم.
أذكار الصباح والمساء
لا يقتصر فضل أذكار الصباح والمساء على الحماية المادية والمعنوية فحسب، بل يمتد ليشمل الأثر العميق على القلب والروح، فمن خلال المداومة على هذه الأذكار، يشعر المؤمن بالسكينة والطمأنينة، ويزداد إيمانه ويقينه بالله، كما أنها وسيلة لتطهير النفس من الذنوب والخطايا، والتقرب إلى الله بذكر أسمائه الحسنى وصفاته العلا، هذه الأذكار ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي حالة من الوعي والاتصال الدائم بالله، مما يمنح المسلم القوة لمواجهة الصعاب، والصبر على الابتلاءات، والشكر على النعم. الجدول التالي يوضح بعض أهم أذكار الصباح والمساء التي وردت في السنة النبوية الشريفة:
- آية الكرسي: تُقرأ مرة واحدة. والدليل عليها ما رواه الحاكم وابن حبان.
- سور الإخلاص، الفلق، والناس: تُقرأ كل سورة ثلاث مرات. والدليل عليها ما رواه الترمذي.
- “أصبحنا على فطرة الإسلام…”: يُقال هذا الذكر مرة واحدة. والدليل عليه ما رواه أحمد.
- “اللهم إني أسألك العفو والعافية…”: يُقال مرة واحدة. والدليل عليه ما رواه أبو داود وابن ماجه.
- “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء…”: يُقال ثلاث مرات. والدليل عليه ما رواه أصحاب السنن عدا النسائي.
- “حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت…”: يُقال سبع مرات. والدليل عليه ما رواه أبو داود.
- “سبحان الله وبحمده”: يُقال مائة مرة. والدليل عليه ما رواه مسلم.
- “لا إله إلا الله وحده لا شريك له…”: يُقال مائة مرة. والدليل عليه ما رواه الترمذي.
أهمية المواظبة على أذكار الصباح والمساء
تعتبر المواظبة على أذكار الصباح والمساء عادة إيمانية عظيمة، تجعل المسلم في معية الله ورعايته، هذه الأذكار تمنح شعورًا بالبركة في الوقت والرزق، وتطرد الهموم والضيق، وتزيد من قوة الإرادة والعزيمة، كما إنها فرصة يومية للتأمل في عظمة الخالق، والتفكر في نعمته، وتجديد التوبة والاستغفار، وإن الالتزام بهذه الأذكار يجعل من يوم المسلم وليلته سلسلة من الطاعات المتصلة، مما يرفع من درجاته في الآخرة، ويحقق له السعادة والراحة النفسية في الدنيا، لذا، اجعلوا أذكار الصباح والمساء جزءًا لا يتجزأ من روتينكم اليومي، ففيها الخير والبركة والعافية.






