اخبار الخليج

«زيارة تاريخية: ترامب يلتقي بن سلمان ويعلن عن بيع طائرات “إف-35” للسعودية»

Published On 18/11/202518/11/2025

|

آخر تحديث: 19/11/2025 02:39 (توقيت مكة)آخر تحديث: 19/11/2025 02:39 (توقيت مكة)

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في البيت الأبيض بواشنطن، حيث تعد هذه الزيارة الأولى له منذ عام 2018.

أثناء زيارته للبيت الأبيض، أجرى ابن سلمان محادثات مع ترامب في المكتب البيضاوي، وتناول الغداء في غرفة اجتماعات الرئيس، بالإضافة إلى حضوره عشاءً رسميًا في المساء.

قال ترامب للصحفيين بعد اللقاء إنه عقد اجتماعًا ناجحًا مع ولي العهد السعودي، “وهو صديق مقرب لي ويحظى باحترام كبير في البيت الأبيض”، وشكر السعودية على استثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، معربًا عن آماله أن يصل هذا الاستثمار إلى تريليون دولار.

وأضاف ترامب أنه حقق استثمارات قدرها 17 تريليون دولار، ويتوقع أن تصل إلى 21 تريليون دولار بنهاية العام الأول من ولايته، موضحًا أنه يعمل على إعادة بناء الاحتياطي النفطي في الولايات المتحدة، حيث انخفضت أسعار النفط بشكل كبير في عهده.

وكشف عن توصل الولايات المتحدة إلى اتفاق دفاعي مع المملكة، كما يعبر عن إمكانية إبرام صفقة نووية مدنية معها، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستقوم ببيع مقاتلات إف-35 للسعودية، ضمن اتفاق مماثل لذلك الذي وُقع مع إسرائيل.

وأكد ترامب تلقي رد إيجابي من السعودية بشأن اتفاقيات إبراهيم.

في المقابل، ذكر ولي العهد السعودي أن بلاده ستعلن عن زيادة استثماراتها في الولايات المتحدة لتصل إلى نحو تريليون دولار، مؤكدًا على إيمان السعودية بمستقبل مشترك مع الولايات المتحدة، وأنها تصنع فرصًا حقيقية في مجال الذكاء الاصطناعي، وتحتاج إلى أشباه الموصلات.

أوضح بن سلمان أنه “يرغب في أن نكون جزءًا من الاتفاقيات الإبراهيمية، ولكننا نريد أيضًا التأكد من أن الطريق نحو حل الدولتين مرسوم بوضوح”، وأضاف أنه أجرى “مناقشة بنّاءة” بشأن هذا الملف مع ترامب، مؤكدًا “سنعمل على ذلك لضمان تهيئة الظروف المناسبة في أقرب وقت لتحقيق هذا الهدف”.

يأمل ترامب خلال الزيارة في الإعلان عن خطوات للوفاء بالتعهد الاستثماري السعودي بقيمة 600 مليار دولار، الذي تم تقديمه خلال زيارته للسعودية في مايو/أيار.

اتفاقات مرتقبة

المقرر أن يوقع الرئيس الأميركي وولي العهد السعودي اتفاقات عسكرية واقتصادية، تشمل مبيعات في مجال الدفاع، والتعاون في الطاقة النووية المدنية، واستثمارًا بمليارات الدولارات في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.

من المتوقع أن تدفع الزيارة قدمًا باتفاقية خاصة ببيع مقاتلات “إف-35″، رغم مخاوف إسرائيل من فقدان تفوقها العسكري في المنطقة، حيث قال ترامب للصحفيين “سنبيع” مقاتلات “إف-35” للسعودية، التي طلبت شراء 48 منها.

ستكون هذه أول صفقة تبيع فيها الولايات المتحدة هذه المقاتلات للسعودية، مما يمثل تحولًا كبيرًا في السياسة الأميركية، وقد يغير هذا الاتفاق التوازن العسكري في الشرق الأوسط، ويمتحن ما تعنيه واشنطن من الحفاظ على “التفوق العسكري النوعي” لإسرائيل، الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك حتى الآن مقاتلات “إف-35”.

قلق إسرائيلي

في سياق آخر، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم أن إسرائيل تعتبر خطوة الولايات المتحدة ببيع طائرات “إف-35” للسعودية خطوة خطيرة، حيث عرضت فحوى وثيقة رفعها سلاح الجو الإسرائيلي إلى القيادة السياسية، تحذر فيها من أن هذه الخطوة قد تهدد التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة.

نقلت الصحيفة الإسرائيلية عن الوثيقة أن “التفوق الجوي الإسرائيلي في الشرق الأوسط يعتمد على الحفاظ على الوصول الحصري إلى طائرات الشبح من الجيل الخامس (مقاتلات إف-35)”، وأكد مسؤولو سلاح الجو أن أنظمة الكشف ومعالجة البيانات والشبكات المتقدمة لطائرة “إف-35” تمنح إسرائيل ميزة تفوق لا مثيل لها في المنطقة، وأضافت الصحيفة أن العمليات بعيدة المدى التي تُنفذ بواسطة أسطول “إف-35” الإسرائيلي تعتمد على هذه الميزة الحصرية، مما يتيح القيام بمهام سرية بعيدًا عن الحدود الإسرائيلية.

وذكرت الصحيفة أن تقييمات تشير إلى أن نشر طائرات مماثلة في المملكة قد يُضعف هذه الميزة العملية.

بالإضافة إلى المعدات العسكرية، يسعى ولي العهد السعودي للحصول على ضمانات أمنية، وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وإحراز تقدم في اتفاق على برنامج نووي مدني.

قال دينيس روس، المفاوض الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط، الذي يعمل حاليًا في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إن ترامب يتطلع إلى تطوير علاقة متعددة الجوانب تبقي السعودية بعيدة عن فلك الصين.

وفقًا لوكالة رويترز، من المتوقع أن يضغط ترامب على الأمير محمد بن سلمان للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن السعودية لا ترغب في اتخاذ هذه الخطوة الكبرى دون وجود مسار واضح نحو إقامة دولة فلسطينية، وهو هدف تم تأجيله في ظل التعامل مع تداعيات الحرب على غزة.

يعتبر ترامب أن انضمام السعودية إلى اتفاقيات أبراهام هو حجر الزاوية لتحقيق سلام أوسع في الشرق الأوسط، وأكد مسؤول كبير في البيت الأبيض أنه من المهم بالنسبة لترامب أن تنضم السعودية إلى هذه الاتفاقيات خلال فترة ولايته، مما يعكس ضغطًا متزايدًا في هذا الاتجاه.

في المقابل، يعتقد جوناثان بانيكوف، النائب السابق لمدير المخابرات الوطنية لشؤون الشرق الأوسط، أن عدم إحراز تقدم في هذا الأمر من غير المرجح أن يعيق التوصل إلى اتفاقية أمنية أميركية سعودية جديدة، مشيرًا إلى أن رغبة ترامب في الاستثمار بالولايات المتحدة يمكن أن تمهّد الطريق لتوسيع العلاقات الدفاعية، حتى مع إصرار الرئيس على المضي نحو التطبيع الإسرائيلي السعودي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى