الاقتصاد

«بنك القطيبي يكسر حاجز الصمت في المهرة ويقدم خدمات مجانية للمواطنين»

في حدث تاريخي لم تشهده محافظة المهرة من قبل، أصبح 155 ألف مواطن على بُعد خطوات من الحصول على خدمات مصرفية عالمية، بعد أن كانوا يسافرون 200 كيلومتر للحصول على أبسط المعاملات المصرفية، ولأول مرة في تاريخ شحن، يمكن للصياد سحب راتبه دون الحاجة للسفر 6 ساعات، ولرائد الأعمال الحصول على تمويل لمشروعه من قلب مدينته، ما يُعبر عن بداية ثورة مصرفية حقيقية تغزو آخر المناطق النائية في اليمن، فماذا يعني هذا لمستقبل المنطقة؟

افتتح بنك القطيبي الإسلامي صباح اليوم السبت، فرعه الجديد في مديرية شحن وسط حضور مهيب من المسؤولين وقيادات القطاع المصرفي، محمد العامري، تاجر الأسماك الذي اعتاد السفر لمدة 6 ساعات للمكلا لإنهاء معاملاته، وقف أمام مبنى البنك العصري، بعينين دامعتين، حيث قال: “أخيراً انتهت رحلة العذاب، لن أضطر لترك عملي يومين كل شهر”، المبنى المجهز وفق أحدث المعايير المصرفية العالمية، يشع بتقنياته الحديثة وسط البيئة التقليدية لشحن، مثل نافذة مضيئة على المستقبل.

قد يعجبك أيضا :

وخلف هذا الإنجاز قصة طموح لا تقل إثارة، حيث أكد الأستاذ عبدالسلام الوردي، الرئيس التنفيذي للبنك، أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية طموحة لتعزيز الشمول المالي، البنك الحاصل مؤخراً على شهادة الجودة العالمية ISO 9001:2015 – وهو إنجاز يحققه أقل من 3% من البنوك في المنطقة – يواصل كسر الحواجز الجغرافية، “النمو الاقتصادي والحركة التجارية المتزايدة في المديرية دفعنا لهذا القرار التاريخي”، أضاف الوردي.

التأثير على الحياة اليومية لأهالي المنطقة سيكون جذرياً، فاطمة الكثيري، أول امرأة ستحصل على تمويل لمشروع تربية النحل في المنطقة، عبرت بحماس: “حلمي أصبح قريباً، المشروع الذي خططت له منذ سنوات سيرى النور أخيراً”، الفرع يقدم مجموعة متكاملة تشمل التمويل الإسلامي، الحسابات الجارية، بطاقات ماستر كارد، وخدمات الصراف الآلي، د. أحمد الشحري، خبير اقتصادي، يتوقع: “هذا التوسع سيحدث نهضة اقتصادية حقيقية في المهرة خلال العامين القادمين.”

قد يعجبك أيضا :

بينما تحتفل شحن بهذا الإنجاز، تتطلع عيون المحافظات الأخرى بشغف لنفس التطور، البنك يواصل استراتيجيته التوسعية التي تشمل افتتاح مزيد من الفروع في المناطق المحررة، مؤكداً التزامه بتقريب الخدمات المصرفية من المجتمعات المحلية، علي بن سالم، صياد من شحن، يلخص مشاعر الجميع: “أخيراً وصلت البنوك إلى منطقتنا المنسية”، فهل ستكون شحن نموذجاً لتطوير المناطق النائية مصرفياً في بقية اليمن؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى