كشفت أرقام رسمية أن تكاليف تتويج الملك تشارلز الثالث في مايو 2023 بلغت ما لا يقل عن 72 مليون جنيه إسترليني، وهو ما أثار جدلاً واسعاً حول استخدام الأموال العامة.

وفقاً لصحيفة "الجارديان"، اشتملت التكاليف على 21.7 مليون جنيه إسترليني لتأمين الحفل، بالإضافة إلى 50.3 مليون جنيه إسترليني إضافية تكبدتها وزارة الثقافة والإعلام والرياضة البريطانية.

شهد التتويج حضور نحو 20 مليون مشاهد بريطاني على شاشة التلفزيون في دير وستمنستر، وهو عدد أقل بشكل ملحوظ من 29 مليون شخص تابعوا جنازة الملكة إليزابيث الثانية في عام 2022.

كما تم إقامة حفل موسيقي ضخم في قلعة وندسور في الليلة التالية، حضره كبار الشخصيات من جميع أنحاء العالم.

وأشار التقرير السنوي لوزارة الثقافة والإعلام والرياضة، التي كانت تحت إدارة رئيس الوزراء آنذاك ريشى سوناك، إلى أن التتويج كان "لحظة تحدث مرة واحدة في الجيل"، وقد منح البلاد "فرصة فريدة للاحتفال بالهوية البريطانية الوطنية وتعزيزها".

كما اعتبر التقرير أن التتويج جذب الأنظار إلى المملكة المتحدة، معتبراً أن الاحتفالية شكلت مناسبة هامة للعالم.

ولكن منظمة "ريبابليك"، التي تدعو إلى استبدال النظام الملكي برئيس دولة منتخب، وصفت التكلفة بأنها "إهدار فاحش" لأموال دافعي الضرائب.

وقال جراهام سميث، الرئيس التنفيذي للمنظمة، لصحيفة "الجارديان": "هذه التكلفة غير معقولة خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، وكان يمكن تجنبها".

وأضاف أن الإنفاق على التتويج تجاوز 72 مليون جنيه إسترليني، مشيرًا إلى أن تقديرات أخرى تتراوح بين 100 مليون و250 مليون جنيه إسترليني تشمل التكاليف الإضافية للشرطة ووزارتي الدفاع والنقل، والسلطات المحلية.

سميث أضاف أن التتويج كان إسرافًا غير ضروري في وقت يواجه فيه الشعب البريطاني أزمة في تكاليف المعيشة، مشيرًا إلى أن "إنفاق أكثر من 70 مليون جنيه إسترليني على عرض لشخص واحد في ظل الظروف الحالية يعد أمرًا فاحشًا".

وفي السياق نفسه، أشار سميث إلى قضية ضريبة الميراث، حيث استفاد الملك تشارلز الثالث من اتفاقية تم التوصل إليها عام 1993، والتي بموجبها يُعفى الميراث الذي ينتقل من ملك إلى ملك من الضريبة بنسبة 40% على الأصول التي تتجاوز قيمتها 325 ألف جنيه إسترليني.

في الوقت الذي يواجه فيه الأطفال في المملكة المتحدة صعوبة في دفع تكاليف وجبات الطعام في المدارس، أثار الإنفاق الضخم على التتويج انتقادات من فئات واسعة في المجتمع البريطاني.