في عالم السينما، يعتبر الفيلم وسيلة فعالة للتعبير عن القضايا الإنسانية، وقد برز الفيلم الفلسطيني “سن الغزال” للمخرج سيف هماش كأحد الأعمال المهمة التي تمثل القصة الفلسطينية،يسلط الفيلم الضوء على حياة اللاجئين الفلسطينيين من خلال رحلة مؤثرة لأخوين في مخيم لاجئين، مما يتيح للمشاهدين فهم جزء من المعاناة المستمرة التي يعيشها الفلسطينيون،فاز الفيلم بجائزة تنويه خاص ضمن جوائز اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي في دورته الـ 45، ما يعكس اعترافًا دوليًا بقصته ولمساته الإنسانية.
القصة والمضمون
يتناول الفيلم “سن الغزال” قصة شاب من مخيم للاجئين ينطلق في رحلة محفوفة بالمخاطر لتحقيق رغبة أخيه الصغير، وهي رمي إحدى أسنانه اللبنية في البحر،تعتبر هذه القصة رمزية، حيث تعكس الأمل والبراءة في خضم الظروف الصعبة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون،يساهم الفيلم في تقديم صورة إنسانية عن شباب المخيمات، ويرسم ملامح حياتهم اليومية وما يتعرضون له من تحديات وصعوبات.
التوزيع والجوائز
حظي الفيلم بعرض عالمي أول استثنائي في مسابقة الطلبة للأفلام القصيرة بمهرجان كان السينمائي الدولي، حيث أثار إعجاب العديد من النقاد والجماهير،ولقد تبع ذلك جولة طويلة في العديد من المهرجانات الدولية، منها مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي في الجزائر، ومهرجان بوسطن للأفلام الفلسطينية في إنجلترا، والمهرجان الدولي للفيلم القصير في قبرص، ومهرجان إدنبره للفيلم القصير في اسكتلندا،تعكس هذه المشاركات نجاح الفيلم في جذب انتباه الجماهير والمهتمين بالأفلام الوثائقية والقصص الإنسانية.
التصوير والإنتاج
تم تصوير فيلم “سن الغزال” في مخيم الدهيشة، الذي أُنشئ عام 1949 فوق مساحة من الأرض تبلغ 0.31 كيلومتر مربع ضمن حدود بلدية بيت لحم في الضفة الغربية،يعتبر المخيم موطنًا للكثير من العائلات الفلسطينية النازحة من أكثر من 45 قرية غرب القدس والخليل، وقد تم تأسيسه كحل إنساني مؤقت لمشكلة توفير المأوى،يقوم الفيلم بإبراز الظروف القاسية التي تعيشها تلك العائلات، بالإضافة إلى تقديم لمحة عن التنوع الثقافي الذي يتمتع به سكان المخيم،كل تلك العناصر تشكل خلفية غنية تساهم في تأصيل القصة المطروحة.
الإخراج والإبداع
فيلم “سن الغزال” من تأليف وإخراج ومونتاج سيف هماش، الذي يجمع بين الفطنة الفنية والعمق الإنساني،وقد نال الفيلم دعم الإنتاج من دار الكلمة، بينما أسهم إبراهيم حنضل كمدير تصوير، وكان الموسيقى من توقيع فيكتور قواس، تحت إشراف مجدي العمري،يجسد هذا التعاون الفني الجهود المميزة التي تهدف إلى تقديم قصة فلسطينية تتجاوز الحدود بحيث تتمكن من الوصول إلى جمهور عالمي.
في الختام، يسهم فيلم “سن الغزال” في تعزيز الوعي بقضية اللاجئين الفلسطينيين من خلال سرد قصص إنسانية مؤثرة،تعتبر هذه الأعمال السينمائية مهمة لتأكيد الهوية الفلسطينية وإحياء الثقافة والتاريخ،يتجلى في الفيلم الفن والإبداع، مما يجعل من “سن الغزال” عملاً ملهمًا يستحق المشاهدة والتقدير على الساحة الدولية.
0 تعليق