تشهد أسواق الذهب المحلية تغييرات ملحوظة خلال الفترة الأخيرة، حيث ارتفعت الأسعار مع تزامن العطلة الأسبوعية للبورصة العالمية،يأتي هذا الارتفاع بعد تحقيق الأوقية لأفضل أداء أسبوعي لها منذ مارس 2025، مما يعكس الطلب على الذهب كملاذ آمن نتيجة للتوترات الجيوسياسية والتحولات في توقعات أسعار الفائدة في بنك الاحتياطي الفيدرالي،يتناول هذا البحث العوامل المؤثرة في أسعار الذهب وآفاقه المستقبلية.
أسعار الذهب في الأسواق المحلية
سجلت أسعار الذهب في الأسواق المحلية ارتفاعًا بنحو 10 جنيهات خلال تعاملات اليوم السبت، حيث تجاوز سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 3775 جنيهًا،في الوقت نفسه، اختتمت الأوقية في البورصة العالمية تعاملات الأسبوع عند 2716 دولارًا، محققة ارتفاعًا قدره 153 دولارًا، وبنسبة 6% خلال الأسبوع،وتزامن هذا الارتفاع مع تسجيل جرام الذهب عيار 24 حوالي 4314 جنيهًا، وجرام الذهب عيار 18 نحو 3236 جنيهًا، فيما سجل جرام الذهب عيار 14 نحو 2517 جنيهًا، بينما بلغ سعر الجنيه الذهب حوالي 30200 جنيه.
ارتفعت أسعار الذهب في السوق المحلية بشكل ملحوظ، حيث سجلت قدرها 27 جنيهًا خلال تعاملات يوم الجمعة،وقد افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند 3738 جنيهًا، واختتمها عند 3765 جنيهًا،كما شهدت الأوقية ارتفاعًا بنحو 44 دولارًا، حيث بدأت التعاملات عند 2672 دولارًا وانتهت عند 2716 دولارًا. ولكن ينبغي الإشارة إلى أن أسعار الذهب في البورصة العالمية قد عوضت الخسائر التي تكبدتها في الأسبوع السابق، والذي شهد أسوأ أداء له منذ يونيو 2021.
التوترات الجيوسياسية والتأثير على الذهب
أشار المهندس سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إلى أن تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، خصوصًا الصراع بين روسيا وأوكرانيا، ساهم بشكل كبير في الطلب على الذهب،حيث يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا خلال فترات عدم اليقين، مما أدى إلى إقبال المستثمرين عليه خاصة مع تقارير تشير ل الضغوط على الولايات المتحدة.
أثرت الضربات الصاروخية والمخاوف من تصعيد الصراع النووي على الاهتمام بالذهب، حيث أن هذا النوع من الأصل يعتبر الحماية المفضلة في أوقات الأزمات. كما شهدت الأسواق العالمية تحولًا واضحًا في اتجاهات الاستثمارات، حيث ارتفعت مبيعات الدولار الأمريكي بشكل متزامن مع ارتفاع أسعار الذهب، مما يدل على المستوى العالي للقلق بين المستثمرين.
توقعات أسعار الذهب المستقبلية
توقع إمبابي أن تصل أسعار الذهب لمستويات جديدة في حال استمر التصعيد بين روسيا وأوكرانيا، ودخول الولايات المتحدة الأمريكية كطرف رئيسي،تعتبر هذه الديناميكيات مهمة نظرًا لاستمرار البنوك المركزية العالمية في شراء الذهب، مما يعمل على تعزيز الطلب على هذا المعدن النفيس.
مؤخراً، تراجعت توقعات أسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي بسبب التصريحات الحذرة للمسؤولين، وهو ما أثر بشكل إيجابي على أسعار الذهب،تشير البيانات الاقتصادية، مثل مطالبات البطالة القوية، إلى قوة سوق العمل، وهو ما ساعد على تقليل مكاسب الدولار و الزخم في أسعار الذهب.
شملت البيانات الإيجابية أيضًا مؤشرات مديري المشتريات التي أظهرت نمواً ملحوظًا، حيث سجل مؤشر مديري المشتريات للخدمات ارتفاعًا إلى 57.0، بينما تمت الإشارة إلى تحسن مؤشرات الثقة من جامعة ميشيجان،المعطيات الحالية توحي بأن الأسواق تتجه نحو مزيد من الاستقرار النسبي، مما يجعل الذهب خيارًا مثيرًا للعديد من المستثمرين.
مع اقتراب عطلة عيد الشكر والمبيعات المرتبطة بها، تنتظر الأسواق العالمية تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكي، الذي قد يؤثر على توجهات بنك الاحتياطي الفيدرالي،إذا جاءت البيانات داعمة لخفض أسعار الفائدة، فقد يشهد الذهب مزيدًا من عمليات الشراء، مما يدفع أسعاره لمستويات أعلى.
0 تعليق