الدكتورة سلمي محمد تكتب: «سلوك الطفل والتواصل الاجتماعي» - نبض مصر

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الطفل يبدأ حياته منذ اللحظات الأولى له في الحياة كالورقة البيضاء، لا يملك سوى الإحساس وشعوره المباشر مع الأم والأب، لا يستقبل أي من أشكال التواصل الاجتماعي إلا عن طريق ما تصدره له أمه بتواصلها المباشر والحسي معه.

وبعد بضعة أشهر يبدأ في التفاعل مع البيئة من حوله، البيئة التي تصبح أمه هي المسؤول الأول عن تكوينها على حسب خلفيتها الفكرية، فتصبح تلك البيئة هي القناة الرئيسية التي يرى بها الطفل العالم من حوله ويبدأ من خلالها تنمية قدرات التواصل لديه.

فعملية الاتصال والتواصل هي عملية يتم فيها نقل الأفكار والمعلومات بطريقة هادفة، مباشرة وغير مباشرة عن طريق عدة قنوات للتواصل سواء عن طريق لفظي أو غير لفظي وحسي تكاملي، فأسرة الطفل تعتبر هي الخطوة الأولى لبرمجة عقل الطفل ونقل صورة للعالم المحيط به، وبناءً على تلك الصورة يبدأ الطفل بتكوين انطباعات أولى لذلك العالم مما يترتب عليه تكوين طريقة التفاعل معه.

لذا، يستلزم على والدي الطفل بذل مجهود في مساعدة الطفل على رسم صورة صحية للمجتمع المحيط وخلق بيئة سوية خالية من المشكلات والضغوطات النفسية، مع تدعيم السلوكيات الإيجابية وتكرارها بطريقة مباشرة وغير مباشرة، ورفض السلوكيات السلبية بعيدًا عن العنف سواء كان عنفًا لفظيًا أو جسديًا.

التواصل الاجتماعي عملية مركبة ترتبط بالنمو العصبي والمعرفي والحركي للطفل، فكلها تعتبر سلسلة مرتبطة ببعضها البعض خاصة في فترات الطفولة المبكرة، فكلما كانت عملية التواصل تتم بصورة سليمة ومنظمة كان الطفل قادرًا على ضبط أفكاره وانفعالاته الحركية بصورة واضحة.

فيظهر ذلك في قدرته على التعبير وتوضيح ما يريده بطريقة حاسمة وواضحة بدون اللجوء للصوت العالي أو البكاء المفرط أو سلوكه غير المنضبط، فتكون أفكاره مرتبة ومتناسقة مع ما يريده.

لذلك، كلما كانت الأم تتواصل بشكل جيد مع طفلها مع غمره بالمشاعر الإيجابية بصورة حسية واضحة منذ اليوم الأول له، مع منحه الكثير من الوقت مما يجعل الطفل يشعر أنه أولوية لدى والدته، يحفز لديه إحساسه بالأمان النفسي والراحة النفسية، مع تدعيم كل تلك المشاعر بالمفاهيم العقلية حتى يستطيع توظيفها بصورة إيجابية، مما يمكنه من تخزينها في عقله واسترجاعها واستخدامها في الوقت المناسب بطريقة صحية ومفهومة.

فعملية التواصل هي عملية مستمرة لا تتوقف، لكنها تتغير بحسب المجتمع والمرحلة العمرية، إلا أن أساسها هو الأم والأب، فكلما كانا قادرين على خلق بيئة حقيقية صحية هادئة لأطفالهما، كان الأطفال قادرين على استيعاب معلومات جديدة وتنسيق أفكارهم بصورة جيدة، مع منح أطفالهم الكثير من الوقت والصبر لتدعيم المفاهيم. فأساس أي نجاح في عملية التواصل الاجتماعي هما الوالدان.

إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق