في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر، يأتي دعم الدولة للخبز كأحد الأولويات الاستراتيجية لضمان تحقيق الأمن الغذائي وتحسين جودة الحياة للمواطنين،يعتبر الخبز المدعم جزءًا أساسيًا من السياسات الحكومية لضمان توفير احتياجات الشعب الأساسية،تدرك الحكومة المصرية أن رؤية الدعم يجب أن تتجدد وتتكيف مع الظروف الجديدة لتلبية احتياجات المواطنين بشكل أفضل،لذا، تركز الجهود على تطوير آليات الدعم وتعزيز كفاءة منظومات الإنفاق الحكومي لتحقيق أقصى فائدة للمستفيدين.
الدعم في الموازنة العامة للدولة
تُمثل الموازنة العامة للدولة تجسيدًا واضحًا لجدوى وأهمية الدعم الحكومي،حيث تخصص الحكومة جزءًا كبيرًا من الإنفاق الحكومي لهذا الملف، وينتج عن ذلك تخصيص أكثر من 600 مليار جنيه مصري لمختلف أشكال الدعم،من هذا المبلغ، يتم تخصيص حوالي 98 مليار جنيه لدعم الخبز، حيث يُعد الخبز من المواد الأساسية التي يعتمد عليها المواطن المصري في حياته اليومية،توجد أيضًا بنود دعم أخرى مثل
- دعم السلع التموينية الذي يخصص له 36 مليار جنيه، لضمان توافر السلع الأساسية بأسعار منخفضة.
- دعم المواد البترولية الذي يصل إلى 154 مليار جنيه، لمساعدة المواطنين على مواجهة تقلبات أسعار الطاقة.
- دعم الأنشطة الزراعية بتخصيص 17 مليار جنيه، مما يساعد في تعزيز الأمن الغذائي.
التحول من الدعم العيني إلى النقدي
تسعى الدولة المصرية جاهدة لتحسين كفاءة نظام الدعم عبر الانتقال من الدعم العيني إلى الدعم النقدي،في هذا الصدد، أوضحت الدكتورة ريهام مصطفى أن التحول إلى الدعم النقدي يمكن أن يساعد في تقليل المعوقات التي يواجهها الدعم العيني، مثل الوساطة التي قد تعوق وصول الدعم لمستحقيه،المزايا التي يوفرها الدعم النقدي تشمل تمكين المواطنين من استخدام المساعدات المالية حسب احتياجاتهم الخاصة، مما يؤدي إلى تقليل احتمالية الهدر وسوء الاستخدام في هذه الموارد الحيوية.
الدعم المشروط وكسر دائرة الفقر
تعمل الحكومة أيضًا على تنفيذ برامج دعم مشروطة تهدف إلى كسر دائرة الفقر، كما هو الحال في برنامج “تكافل وكرامة”،يركز هذا البرنامج على ضرورة التحاق الأطفال بالمدارس كشرط أساسي للحصول على الدعم،تكمن أهمية هذا الشرط في إتاحة فرص التعليم للأطفال، مما يسهم في تطوير مهاراتهم و فرصهم المستقبلية، ويعد خطوة أساسية نحو تحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي.
أعداد المستفيدين من الدعم
تشير الإحصائيات إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة لضمان استفادة أكبر عدد ممكن من المواطنين من نظم الدعم،وفقاً للدكتورة ريهام، فإن
- يمتد دعم الخبز ليشمل نحو 70 مليون مواطن مصري.
- يستفيد حوالي 62 مليون مواطن من الدعم التمويني.
- توجه دعم المحروقات لجميع المواطنين والمقيمين داخل جمهورية مصر.
أهمية الدعم لتحقيق الاستقرار
من خلال هذه السياسات، تُظهر الدولة التزامها بتخفيف الأعباء الاقتصادية عن كاهل المواطنين،في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، تسعى الحكومة إلى تحقيق استدامة اجتماعية واقتصادية، مع التركيز على العدالة في توزيع الدعم وتحسين كفاءته لضمان وصوله إلى الفئات المستحقة،يعكس هذا التوجه جهود الدولة في بناء مجتمع متوازن يحقق رفاهية لجميع أفراده، مما يسهم في تعزيز الاستقرار الاجتماعي والنمو الاقتصادي.
0 تعليق