أعربت الصين عن رفضها لتهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بفرض تعريفات جمركية إضافية على الواردات الصينية، متهمة إياه باستخدام أزمة مخدر الفنتانيل كذريعة لتصعيد النزاع التجاري مع بكين.

وفي مقالات افتتاحية للصحف الصينية، من بينها "تشاينا ديلي" و"جلوبال تايمز"، تم رفض مبررات ترامب لفرض الرسوم الجديدة التي ستضيف 10% إضافية على التعريفات الجمركية الحالية. ووصفت الصحف سياسة ترامب بأنها محاولة لإلقاء اللوم على الصين في أزمة الفنتانيل والأزمات الاقتصادية في الولايات المتحدة، مؤكدة أن المشكلة تكمن في الداخل الأمريكي، وداعية واشنطن للتخلي عن "تسييس" القضايا الاقتصادية واستخدام التعريفات كأداة ضغط سياسي.

وأشارت الصحيفتان إلى أن التعريفات التي وعد ترامب بفرضها قد تزيد من توتر التجارة السنوية بين الصين والولايات المتحدة، التي تقدر بنحو 400 مليار دولار، إلى جانب تأثيرها على سلاسل التوريد التي تربط السلع الصينية بالمستهلكين الأمريكيين.

وقد أثارت تهديدات ترامب بفرض التعريفات الجمركية قلق المجمع الصناعي في الصين، حيث بدأ الاقتصاديون في خفض توقعاتهم للنمو الاقتصادي في الصين بعد تهديدات ترامب. فقد قام محللون من وكالة "إس آند بي جلوبال" بمراجعة توقعاتهم للنمو الاقتصادي في الصين لعامي 2025 و2026، متوقعين تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 4.1% في 2025 و3.8% في 2026.

وفي مقال افتتاحي لصحيفة "تشاينا ديلي"، تم انتقاد خطاب ترامب، حيث اتهمت الولايات المتحدة بإلقاء اللوم على الصين في معركتها ضد انتشار الفنتانيل. وقالت الصحيفة: "إلقاء اللوم على الآخرين لن ينهي أزمة المخدرات في الولايات المتحدة"، مؤكدة أن جذور أزمة الفنتانيل تكمن داخل الولايات المتحدة نفسها.

وفي سياق مشابه، حذرت صحيفة "جلوبال تايمز" واشنطن من أخذ تعاون الصين في مكافحة المخدرات كأمر مسلم به، مشيرة إلى أن استمرار الولايات المتحدة في تسييس القضايا الاقتصادية والتجارية من خلال استخدام التعريفات الجمركية كسلاح سيؤدي إلى نتائج غير مفيدة لأي طرف.

وفي خطاب له في 25 نوفمبر، أعلن ترامب أيضًا خططًا لفرض تعريفات بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا ما لم يتم التعامل مع قضايا المخدرات والمهاجرين عبر الحدود.

على الرغم من التهديدات بفرض التعريفات، أشار لويس كويجس، كبير الاقتصاديين الآسيويين في "إس آند بي جلوبال"، إلى أن "المخاطر في هذا المجال مرتفعة"، حيث لا يزال من غير الواضح مدى شدة الإجراءات التي قد يتخذها ترامب. ومع تصاعد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، يبدو أن الآفاق الاقتصادية العالمية أصبحت أكثر هشاشة.