يُعد كتاب “قصة الحضارة” واحداً من أهم الكتب التاريخية التي اكتسبت شهرة واسعة، فهو يمثل موسوعة تاريخية شاملة تمتد عبر العصور المختلفة،يؤرخ الكتاب لمراحل عديدة من تطور الحضارات الإنسانية، بداية من فجر التاريخ وحتى القرن التاسع عشر،سنتناول في هذا المقال معلومات هامة عن هذا الكتاب وأهميته في سياق التاريخ، بالإضافة إلى سرد لأبرز مجلداته ونقد لبعض ما كتب فيه، مع تقديم نبذة عن مؤلفه الرائد ويل ديورانت وزوجته أرئيل ديورانت.
كتاب قصة الحضارة
يعتبر كتاب “قصة الحضارة” أحد أكبر المجلدات التاريخية التي تجسد تطور الحضارات البشرية بدءاً من العصور القديمة ومراحلها المختلفة،يتكون الكتاب من 11 مجلداً تحتوي على ما يقرب من 10,000 صفحة، وتوزعت كلماته لتصل إلى حوالي 4 مليون كلمة،ومؤلف هذا العمل الضخم هو الكاتب والفيلسوف الأمريكي ويل ديورانت، الذي تعاونه زوجته أرئيل، والتي كانت تدعمه بشكل كبير في كتابة هذا المشروع التاريخي الكبير.
تظهر أهمية هذا الكتاب في كونه يقوم بتوفير نظرة شاملة على تطور الحضارات البشرية، حيث ينتهي عند القرن التاسع عشر،كان لدى الكاتب طموحات لإكمال السلسلة لتمتد إلى القرن العشرين، لكنه لم يتمكن من ذلك لأسبابٍ شخصية، خاصة بعد وفاة زوجته، مما أدى إلى توقفه عن الكتابة،توفي ويل ديورانت في التسعينيات بعد أن ترك وراءه إرثاً ثقافياً كبيراً.
أسماء مجلدات كتاب قصة الحضارة التاريخي
يتضمن الكتاب عدة مجلدات تحمل كل منها عناوين خاصة، تعكس مواضيع محددة في التاريخ،وفيما يلي قائمة بأسماء تلك المجلدات بالتواريخ التي صدرت فيها
- تراثنا الشرقي، نُشر في عام 1937.
- حياة اليونان، نُشر في عام 1939.
- قيصر والمسيح، نُشر في عام 1944.
- عصر الإيمان، نُشر في عام 1950.
- عصر النهضة، نُشر في عام 1953.
- عصر الإصلاح الديني، نُشر في عام 1957.
- عصر العقل، نُشر في عام 1961.
- عصر لويس الرابع عشر، نُشر في عام 1963.
- عصر فولتير، نُشر في عام 1965.
- روسو والثورة، نُشر في عام 1967.
- عصر نابليون، نُشر في عام 1975.
ملخص كتاب قصة الحضارة التاريخي
يتناول الكتاب مجموعة من المعلومات التي توفر للقارئ فهماً واضحاً لمسار الحضارة البشرية،حيث يبدأ بالتاريخ البدائي، ويغطي تطورات كبيرة خلال العصور المختلفة، ويقوم الكاتب بتلخيص الأحداث والتطورات في قصة ممتعة ومشوقة،يتطلب هذا العمل الكبير جهوداً استمر لأكثر من أربعين عاماً، حيث تم بحث المعلومات لجعل الكتاب دقيقاً وشاملاً.
كما يحتوي الكتاب على تفاصيل هامة تخص اكتشافات مثل الزراعة، وتعليم الكتابة، وتداول الحرف والمهن، مما يدلل على تطور المجتمعات عبر العصور،ويبدأ الكتاب بالتاريخ القديم للحضارات في الشرق الأوسط والهند ويستعرض الحضارات المختلفة في شرق آسيا، وخاصة الصين واليابان.
النقد الموجه للكتاب
على الرغم من شهرة الكتاب، فقد تعرض لعدة انتقادات،بعض النقاد يرون أن الكاتب ويل ديورانت قد تناول عدة مواضيع في وقت واحد، مما أدى إلى فقدان التركيز في بعض النقاط،كما يتم انتقاد الكتاب بسبب اعتماده على ما تقوله بعض القبائل البدائية دون تقديم الأدلة والبراهين الكافية.
- اعتمد الكتاب بشكل كبير على العواطف الشخصية للكاتب، مما أثر على موضوعيته.
- استخدم الكاتب أوصافاً غير موضوعية لبعض الشعوب، مما أعطى انطباعاً متحيزاً.
- ظهر موقف غير حيادي تجاه الدين في العديد من النقاط، مما جعل البعض يعتبر الكتاب غير محايد.
معلومات عن الكاتب ويل ديورانت
ويل ديورانت، كاتب وفيلسوف أمريكي، عُرف بأعماله وتأليفه لكتاب “قصة الحضارة”،وُلِد عام 1885 في ماساتشوست، ودرَس في جامعة كولومبيا، حيث أظهر اهتماماً كبيراً بالتاريخ والفلسفة،عمل كصحفي وأستاذ لغات، لكنه قرر لاحقاً التفرغ للكتابة والبحث، الأمر الذي أدى به إلى تأليف هذا الكتاب التاريخي العظيم.
حصل على العديد من الجوائز خلال مسيرته المهنية، وتوفي في عام 1981، دون أن يكمل السلسلة التي بدأها مع زوجته، مما يضفي بعداً إنسانياً على عمله الدائم،ورغم وفاته، لا يزال الكتاب يمثل مصدراً مهماً لدراسة التاريخ.
في الختام، تظل “قصة الحضارة” كتاباً مرجعياً تاريخياً يعكس تجارب الشعوب وتطوراتهم على مر العصور،يوفر هذا الكتاب نافذة لرؤية كيف تشكلت الحضارات عبر التفاعل الإنساني والثقافات المختلفة،يتطلب فهم هذا الكتاب قراءة عميقة ونقد موضوعي، كما أن رغبة المؤلف في تقديم قصة تاريخية تجريبية تضفي عليه طابعاً مميزاً،تبقى أعمال ويل ديورانت وزوجته جزءاً مهماً من التراث الأدبي والفكري الذي لا يُنسى.
0 تعليق