شهدت محكمة جنايات مستأنف القاهرة يوم الخميس الموافق 29 نوفمبر 2025 أحداثًا غير مسبوقة عندما أحالت أوراق المتهم “كريم سليم” المعروف إعلاميًا بلقب “سفاح التجمع” إلى مفتي الديار المصرية،هذه الخطوة تأتي كجزء من الإجراءات القانونية الرئيسية التي تعكس تصاعد القضية وتوجهها نحو الإعدام، حيث حددت المحكمة موعد جلسة النطق بالحكم في 25 ديسمبر،تعتبر هذه الإحالة هي الثانية بعد استئناف المتهم على حكم الإعدام الصادر عن محكمة الدرجة الأولى، مما يبرز التعقيد القانوني الذي يحيط بالقضية.

الدفاع عن المتهم أسباب نفسية وراء الجرائم

خلال المحكمة، قدم دفاع المتهم مرافعة مثيرة للاهتمام توضح أن موكله يعاني من مجموعة من الأمراض النفسية، مثل النيكروفيليا ومرض اضطراب ثنائي القطب،أكد المحامي أن المتهم “سيكوباتي” ويستمتع بتعذيب نفسه والآخرين،كما ادعى الدفاع أن طليقة المتهم هي المسؤولة عن تصرفاته الإجرامية، حيث ترك المتهم الولايات المتحدة للعودة إلى مصر نتيجة حبه لزوجته، إلا أنها اتهمته بالعجز الجنسي ثم تركته، مما أثار رغبته في الانتقام.

دليل إضافي سقوط المتهم في المحكمة

في السياق ذاته، شهدت الجلسة لحظات مؤثرة عندما سقط المتهم مغشيًا عليه داخل قفص الاتهام إثر نوبة بكاء شديدة،أما الدفاع، فقد أصر على أن الضحية الثالثة “أميرة” قد طلبت ممارسة العنف خلال العلاقة، مما يجعل الحادث لا يندرج تحت بند القتل العمد،وفي محاولة لتحدي الاعترافات السابقة، تمسك الدفاع بحقوق موكله وطالب بابطالها بسبب اعتقاله تحت تأثير المخدرات.

جرائم التصوير التوثيق الذاتي للجرائم

على الرغم من الفظائع المرتكبة، أثبت المتهم اعترافه بتوثيق الجرائم عبر تصوير مقاطع فيديو لنفسه أثناء ارتكابها،ومع ذلك، سعى الدفاع لتغيير التهمة من القتل العمد إلى “ضرب أفضى إلى موت”، مستندًا إلى عدم وجود دليل مادي يؤكد القتل،وأوضح الشاهد الشرعي أن تعفن الجثث لم يسمح له بتحديد سبب الوفاة بدقة، لكنه أكد أن ما رآه يتماشى مع اعترافات المتهم.

أدلة قاطعة تطابق الخلخال والوشم

قد قامت فحوصات الشرعي بأدلة قوية أثبتت تطابق الخلخال والوشم على جثمان الضحية الثانية “رحمة”،وأوضح الشرعي أن الإصابات التي تعرضت لها الضحايا كانت واضحة، وأن بعضها توفي نتيجة تعاطي المخدرات، في حين أشار إلى أن أغلب الضحايا لم تتمكن من المقاومة بسبب تأثير المواد المخدرة.

الإرهاب والعنف تجارب فظيعة في بلادنا

تعتبر جرائم “سفاح التجمع” من أبشع ما شهدته مصر في السنوات الأخيرة،ارتكب المتهم الذي يعد مدرس لغة إنجليزية، جرائمه بطريقة ممنهجة من خلال استدراج الفتيات وإجبارهن على تعاطي المخدرات قبل ارتكاب الفظائع بحقهن،ما يؤكد عمق هذه الجرائم هو اعترافاته بتصوير أكثر من 300 مقطع فيديو لضحاياه أثناء ارتكاب الجرائم، مما يعكس جانبًا مقلقًا من سلوكياته.

ختامًا، تبقى قضية “كريم سليم” هي واحدة من أكثر القضايا إيلامًا وتعقيدًا في تاريخ القضاء المصري،هذا النوع من الجرائم ليس مجرد انتهاك للقانون، بل هو إخفاق في حماية المجتمع ككل،وبانتظار حكم المحكمة النهائي، يظل التركيز على أهمية تحسين آليات العدالة الاجتماعية والنفسية لمنع وقوع مثل هذه الجرائم في المستقبل وخلق بيئة آمنة للجميع.