الاحد 01 ديسمبر 2024 | 05:12 مساءً
أثار ترشيح الرئيس المنتخب دونالد ترامب للدكتور ديفيد ويلدون، المعروف بتشكيكه في سلامة اللقاحات، لقيادة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) جدلاً واسعًا في الأوساط الطبية والسياسية.
ويأتي هذا الترشيح في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة تحديات صحية خطيرة، بما في ذلك تهديدات متزايدة من أنفلونزا الطيور، والحصبة، والمكورات العنقودية الذهبية، وأمراض أخرى يمكن الوقاية منها باللقاحات.
فرحة بين مناهضي اللقاحات
احتفى نشطاء مناهضون للقاحات بترشيح ويلدون، معتبرين الخطوة انتصارًا لحركتهم.
وقال أحد النشطاء من مجموعة "آباء ميسيسيبي من أجل حقوق التطعيم" على فيسبوك: "إنه واحد منا! حلم أصبح حقيقة".
وشاركت منظمة AutismOne في الاحتفاء بالخبر، واصفةً الترشيح بـ"الأخبار العظيمة"، مشيرة إلى أن المنظمة كرّمت ويلدون في عام 2013.
تاريخ مثير للجدل
وذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن ويلدون، الذي شغل منصب عضو في مجلس النواب الأمريكي بين 1995 و2009، له سجل طويل في مناهضة اللقاحات.
كان أحد مؤسسي كتلة التوحد في الكونغرس، وقدم مشاريع قوانين تسعى للحد من استخدام مادة الثيمروسال في اللقاحات، رغم أنها كانت قد أُزيلت بالفعل من معظم اللقاحات آنذاك.
كما اقترح نقل مهام سلامة اللقاحات من مراكز السيطرة على الأمراض إلى وكالة مستقلة، وهو تغيير أثار جدلاً كبيرًا.
بعد مغادرته الكونغرس، استمر ويلدون في الظهور كوجه بارز في الحملة المناهضة للقاحات، وشارك في أفلام وثائقية مثيرة للجدل مثل Vaxxed، التي أشرف عليها أندرو ويكفيلد، وهو طبيب فقد ترخيصه بعد تقديم بحث غير أخلاقي يزعم وجود علاقة بين لقاح MMR والتوحد.
مخاوف من تأثير الترشيح
يحذر خبراء من أن تعيين ويلدون قد يؤدي إلى تغييرات جذرية تهدد برامج التطعيم في الولايات المتحدة. تقول دوريت رايس، أستاذة القانون في جامعة كاليفورنيا، إن خطوة مثل إلغاء الحماية القانونية لشركات تصنيع اللقاحات قد تؤدي إلى انسحاب الشركات من السوق، مما يترك الأطفال دون حماية ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها.
كما قد يؤثر ويلدون على سياسات التطعيم الوطنية، حيث يمكنه رفض توصيات اللجان الاستشارية العلمية لمراكز السيطرة على الأمراض، مما قد يُعقد وصول اللقاحات للأطفال والبالغين في الولايات المتحدة.
رسالة ضد العلم
يعتقد منتقدون أن ترشيح ويلدون يُمثل تهديدًا للقرارات القائمة على الأدلة العلمية. وقال رايس: "هذا الترشيح يزيد من شرعية الأفكار المناهضة للعلم ويعطي منبرًا للترويج لمعلومات مضللة".
ومع انتظار تأكيد الكونغرس لترشيحه، يشير المحللون إلى أن مجرد طرح اسم ويلدون يُرسل رسالة مفادها أن إدارة ترامب السابقة مستعدة للعمل مع مناهضي اللقاحات، مما يثير تساؤلات حول مستقبل سياسات الصحة العامة في الولايات المتحدة.
0 تعليق