الاحد 10 نوفمبر 2024 | 08:06 مساءً
حقق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فوزًا تاريخيًا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بعد أن هزم منافسته الديمقراطية، نائبة الرئيس الأمريكي الحالي كامالا هاريس.
لكن هذه العودة إلى الساحة السياسية تأتي وسط العديد من القضايا الشائكة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تبقى القضية الفلسطينية أحد أبرز الملفات المعقدة في سياسة ترامب الخارجية.
سجل ترامب في القضية الفلسطينية
منذ توليه منصب الرئاسة، كان لترامب موقفً صعب تجاه القضية الفلسطينية، ففي عام 2017، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، معترفًا بها عاصمة موحدة لإسرائيل، وهو ما أثار موجة من الانتقادات الفلسطينية والدولية.
كما أوقف تمويل الأونروا في 2018، وأغلق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، ليزيد بذلك من تعقيد عملية السلام.
وفي عام 2020، قدم "صفقة القرن" التي رفضها الفلسطينيون، معتبرين أنها تجاهل حقوقهم الوطنية ولا تشمل إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
تعهدات ترامب بإنهاء الحرب
في الأشهر الأخيرة، ومع تصاعد الأزمة في غزة، بدأ ترامب بتوجيه تصريحات تدعو إلى إنهاء سريع للحرب، حيث قال في أكثر من مناسبة إنه إذا كان في الحكم لما كانت قد وقعت هجمات السابع من أكتوبر.
كما طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنهاء الحرب بسرعة، قائلاً: "الحرب يجب أن تتوقف، يجب أن يتوقف القتل".
هذه التصريحات تعكس رغبة ترامب في تقليص التوترات في المنطقة، رغم ما يبدو من تعارض بينها وبين مواقفه السابقة التي كانت تميل بشكل أكبر إلى دعم إسرائيل بشكل غير مشروط.
تحليلات سياسية حول مواقف ترامب
قال الدكتور محمد فايز، رئيس مؤسسة الأهرام في تصريحات خاصة لبلدنا اليوم، إن ترامب خلال ولايته الأولى كان شديد التأييد لإسرائيل، وأنه في حال عودته إلى السلطة، قد يواجه تحديًا كبيرًا في التوازن بين دعم إسرائيل من جهة، وضرورة تقديم خطوات أكثر توازناً لتجنب تفاقم الصراع الإقليمي.
وأضاف أن الفلسطينيين لا يثقون في الوساطة الأمريكية بقيادة ترامب، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة التوترات في المنطقة.
وفي السياق نفسه، أشار المحلل السياسي إكرام بدر الدين في تصريحه لبلدنا اليوم إلى أن ترامب قد يسعى لإيقاف الحرب سريعًا، بسبب تأثيراتها الاقتصادية والسياسية على الولايات المتحدة وحلفائها.
لكنه أضاف أن الوضع في غزة قد يكون معقدًا للغاية، ويصعب على إدارة ترامب تحقيق حل دائم في ظل غياب توافق دولي وإقليمي.
ملف إيران.. تحديات إقليمية مستمرة
من جانبه، أكد الباحث السياسي أسامة حمدي لبلدنا اليوم أن إيران تلعب دورًا محوريًا في دعم جماعات مثل حزب الله في لبنان، مما يزيد من تعقيد الوضع في الشرق الأوسط.
وأضاف أن ترامب قد يجد نفسه مضطراً للتعامل مع هذه التحديات بشكل يتماشى مع مصالح الولايات المتحدة، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط صراعات متعددة.
تساؤلات حول الملف اللبناني
وسط هذه التحولات، تثار تساؤلات حول كيفية تعامل ترامب مع الملف اللبناني.
هل سيدعم سحب القوات الإسرائيلية من لبنان ويحث على وقف إطلاق النار؟ أم سيدعو إلى هجوم بري واسع النطاق بهدف القضاء على حزب الله بشكل نهائي؟
وفقًا للخبير السياسي أكرم البرديسي لبلدنا اليوم، يمكن أن يتخذ ترامب موقفًا يدعم إسرائيل في قرارها بشأن الحرب، لكنه سيحرص في الوقت نفسه على تجنب التصعيد الشامل.
وأشار البرديسي إلى أن تصريحات ترامب السابقة، التي سخرت من دعوات كامالا هاريس لوقف إطلاق النار، تعكس موقفه الميال إلى دعم إسرائيل في مواجهة التحديات العسكرية.
التحديات المستقبلية
في النهاية، يرى المحللين أن سياسات ترامب قد تزيد من تعقيد الأزمة في الشرق الأوسط، خاصة إذا استمر في تقديم دعم غير مشروط لإسرائيل، هذه السياسات قد تؤدي إلى تفاقم الصراع وتضعف فرص التوصل إلى حلول سلمية، مما يعقد المشهد الإقليمي في السنوات القادمة.
0 تعليق