في ظل تزايد التحديات ..
الاثنين 09 ديسمبر 2024 | 03:47 مساءً
طائرات مقاتلة من طراز ميراج 2000 تابعة للقوات الجوية التايوانية
تتزايد التوترات في مضيق تايوان والمنطقة المحيطة به، مع بدء الصين تحركات عسكرية بحرية وجوية واسعة النطاق، وصفتها تايوان بأنها استفزازية وخطيرة. تأتي هذه التطورات بعد زيارة رئيس تايوان لاي تشينغ-تي للولايات المتحدة، التي أثارت غضب بكين، في ظل تزايد التحديات حول سيادة الجزيرة وتعميق العلاقات مع الدول الديمقراطية.
تحركات عسكرية مكثفة
ذكرت وزارة الدفاع التايوانية أن سفنًا من البحرية الصينية وخفر السواحل، مدعومة بتشكيلات من قيادة المسرح الشرقي والشمالي والجنوبي لجيش التحرير الشعبي الصيني، تم رصدها تتحرك في مياه مضيق تايوان وغرب المحيط الهادئ. كما أُعلنت مناطق جوية محظورة مؤقتًا قرب السواحل الصينية المواجهة لتايوان.
ردًا على هذه التحركات، أعلنت القوات المسلحة التايوانية بدء تدريبات جاهزية قتالية، مؤكدة أنها في حالة تأهب قصوى لمراقبة الأنشطة الصينية. وجاء في بيان الوزارة: "أي استفزازات أحادية الجانب تهدد السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ ستتم مواجهتها بحزم".
دوافع الصين ورسائلها
ونقلت وكالة سى إن إن الأمريكية تزامن التحركات العسكرية الصينية مع إعلان بكين معارضتها لزيارة لاي تشينغ-تي، التي تضمنت توقفات غير رسمية في هاواي وجوام. وصفته الصين بأنه "انفصالي"، متهمةً تايوان بالسعي للاستقلال بدعم أمريكي. وفي المقابل، تؤكد تايوان رفضها للمطالب الصينية، معتبرة نفسها دولة مستقلة ذات سيادة.
ويبدو أن الصين تسعى من خلال هذه التحركات إلى إرسال رسالة حازمة لتايوان وحلفائها، خاصة بعد موافقة الولايات المتحدة على مبيعات أسلحة جديدة لتايوان. ووفقًا لمصادر تايوانية، فإن الانتشار البحري الصيني الحالي أكبر من التدريبات السابقة، ما يشير إلى تصعيد واضح.
سياق استراتيجي وتحذيرات من التصعيد
تشير تقارير نشرتها شبكة سى إن إن الأمريكية إلى أن التحركات الأخيرة تختلف عن التدريبات السابقة التي كانت تهدف إلى تطويق تايوان. تسعى الصين الآن إلى تعزيز سيطرتها داخل "سلسلة الجزر الأولى"، وهي منطقة استراتيجية تشمل تايوان وأجزاء من اليابان والفلبين وإندونيسيا.
في مواجهة ذلك، شدد الرئيس التايوانى على التزام تايوان بالدفاع عن ديمقراطيتها. وقال خلال زيارته لغوام: "علينا أن نعمل جميعًا مع الدول الديمقراطية لحماية القيم المشتركة وعدم الرضوخ للاستبداد".
تحذير من عواقب التصعيد
بينما تواصل الصين تعزيز وجودها العسكري، تبقى الأنظار على ردود الأفعال الدولية. من جانبها، دعت تايوان المجتمع الدولي إلى دعمها ضد ما وصفته بمحاولات الصين لتقويض السلام والاستقرار في المنطقة. ومع تصاعد التوترات، يظل السؤال الأهم: هل ستبقى هذه التحركات في إطار الاستعراض، أم أنها مقدمة لتصعيد أكبر قد يغير ملامح المنطقة؟
0 تعليق