في القمة العربية الإسلامية غير العادية التي تُعقد في الرياض، ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة هامة حول التطورات الإقليمية الراهنة، مشددًا على أن مصر ستقف ضد أي مخططات تصفية للقضية الفلسطينية. وقال السيسي: "إن منطقة الشرق الأوسط تواجه ظرفًا إقليميًا شديد التعقيد بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة ولبنان، وأن مستقبل المنطقة والعالم أصبح على مفترق طرق نتيجة لهذا العدوان".

القمة العربية الإسلامية بالرياض

وأعرب الرئيس السيسي عن شكره للمملكة العربية السعودية على استضافة القمة في ظل الظروف الحالية، التي تشهد عدوانًا مستمرًا منذ أكثر من عام على غزة والضفة الغربية ولبنان، مؤكدًا أن المجتمع الدولي فشل في ممارسة الحد الأدنى من واجباته تجاه هذا التهديد الخطير الذي يعصف بالسلم والأمن الدوليين. وأضاف السيسي: "يطرح المواطنين في دولنا العربية والإسلامية، بل وكل أصحاب الضمائر الحرة عبر العالم، سؤالًا مشروعًا عن جدوى الحديث عن العدالة والإنصاف، في ظل ما يشاهدونه من إراقة يومية للدماء في غزة من الأطفال والنساء والشيوخ".

وشدد السيسي على أن مصر ترفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، سواء كان ذلك عبر تهجير المدنيين الفلسطينيين أو نقلهم قسريًا أو تحويل القطاع إلى "مكان غير صالح للحياة". وقال: "هذا أمر لن نقبل به تحت أي ظرف". وأكد السيسي أن مصر تواصل العمل على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال التأكيد على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

كلمة الرئيس السيسي في القمة العربية الإسلامية بالرياض

وفيما يخص لبنان، أشار السيسي إلى التزام مصر الكامل بتقديم الدعم للأشقاء في لبنان، مؤكدًا على مواصلة دعم مؤسسات الدولة اللبنانية وفي مقدمتها الجيش اللبناني. كما أكد أن مصر ستواصل تكثيف الجهود لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، ودعم تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بشكل كامل وغير انتقائي.

وختامًا، أكد الرئيس السيسي أن مصر ستظل متمسكة بالسلام كخيار استراتيجي وحيد للمنطقة، وهو السلام القائم على العدل و استعادة الحقوق المشروعة، والالتزام بقواعد القانون الدولي. وأكد على أن مصر لا تزال متمسكة بالأمل في إيجاد حل يؤدي إلى مستقبل أفضل للأجيال القادمة، يكون عنوانه الحرية والكرامة والاستقرار والرخاء.

كما اختتم الرئيس كلمته بالدعاء قائلاً: "وفقنا الله جميعًا لإنهاء هذه المأساة المستمرة، وتحقيق آمال شعوبنا نحو عالم يسوده العدل و الأمن و السلام".