تعتبر ظاهرة انهيارات المباني من المشكلات البارزة التي تؤثر سلبًا على المجتمعات وتمثل خطرًا يهدد سلامتها،تعكس هذه الانهيارات مستوى تدهور البنية التحتية، وهو ما يتطلب اهتمامًا عاجلاً من الجهات المعنية،وغالبًا ما تسهم عدة عوامل في حدوث هذه الحوادث، بما في ذلك عدم إجراء الصيانة الدورية ووجود عوامل بيئية أو هندسية غير آمنة،في صباح يوم الثلاثاء، شهدت منطقة العباسية بمحافظة القاهرة انهيارًا كاملًا لمبنى مكون من أربعة طوابق، مما أثار العديد من التساؤلات حول مدى سلامة المباني القديمة وملاءمتها للمعايير الهندسية المعاصرة، بالإضافة إلى الآثار الإنسانية المترتبة على هذا الحادث المأساوي.

تفاصيل انهيار العقار في العباسية

شهد حي العباسية بمحافظة القاهرة انهيار العقار الكائن في 79 شارع العباسية، خلف كلية الهندسة بحي الوايلي،يمثل هذا المبنى الذي يعود إنشاؤه إلى الستينات نموذجًا لمشكلات البناء القديمة، حيث يتكون من دور أرضي وأربعة أدوار متكررة مع وجود سطح،وفي هذا السياق، انتقل الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، برفقة اللواء طارق رشيد، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة، لزيارة موقع الحادث بغرض الإشراف على عمليات إنقاذ سكان العقار المنهار.

وجه المحافظ بنقل المصابين إلى مستشفى الدمرداش لتلقي العلاج اللازم، وأصدر توجيهات بتقديم رعاية صحية مكثفة مع توفير مساعدات عاجلة للمتضررين،كما قرر تشكيل لجنة هندسية مختصة لة حالة العقار المنهار وسلامة العقارات المجاورة، مع اتخاذ قرار بإخلاء هذه العقارات كإجراء احترازي لحماية السكان، مع إتاحة الفرصة لهم لجمع ممتلكاتهم.

الخسائر البشرية الناتجة عن الحادث

في حادث مأساوي، أسفر انهيار المبنى عن فقدان 8 أرواح، من بينهم أربعة شباب مغتربين من محافظتي البحيرة والمنيا، وهم خالد، عيد، عمر، وعيد، الذين كانوا يستأجرون إحدى الشقق في الطابق الرابع، حيث تقاسموا الإيجار وعملوا في مقهى قريب،كما تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال 8 جثث بالإضافة إلى إنقاذ 6 آخرين من تحت الأنقاض،وقامت فرق الحماية المدنية بعمليات بحث متواصلة بين الأنقاض، في حين كانت سيارات الإسعاف متواجدة لنقل الجرحى إلى المستشفى لتلقي العلاج.

تتطلب مثل هذه الحوادث المأساوية استجابة فورية من قبل الجهات الرسمية والوزارات المعنية لضمان سلامة المواطنين من مخاطر الانهيارات المستقبلية،ينبغي أن تكون هناك برامج مستدامة لصيانة المباني القديمة وة معايير البناء للتأكد من مطابقتها للمعايير الحديثة،إن الفقدان الذي ينجم عن هذه الحوادث يستوجب التفكير الجاد في وضع استراتيجيات وقائية لإنهاء هذه الظاهرة الخطيرة وإلحاق الضرر بالمدنيين.