يمثل الذهب أحد أهم المعادن النفيسة على مستوى العالم، حيث يستخدم كملاذ آمن للمستثمرين في أوقات التوترات الاقتصادية والسياسية،تتأثر أسعار الذهب بمجموعة من العوامل، بما في ذلك التضخم، والسياسات النقدية، بالإضافة إلى الأزمات الجيوسياسية،في الآونة الأخيرة، كانت هناك ملحوظة في أسعار الذهب، مما يطرح تساؤلات حول الأسباب وراء ذلك وتوقعات السوق المستقبلية، ليصبح هذا الموضوع محور اهتمام واسع في الأوساط الاقتصادية،
سعر أونصة الذهب
شهد سعر أونصة الذهب العالمي تذبذبات ملحوظة، حيث انخفض اليوم بنسبة 0.1% بعد أن سجل أعلى مستوى خلال أسبوعين عند 2704 دولارات للأونصة،وافتتح التداولات عند سعر 2695 دولار للأونصة، ليستقر حالياً عند 2690 دولار،وعلى الرغم من هذا الانخفاض الطفيف، إلا أن الذهب استمر في تحقيق مكاسب خلال ثلاث جلسات متتالية، حيث تجاوز مستوى 2700 دولار،
يعتبر هذا المستوى مؤشراً إيجابياً بعد فترة من التذبذب،ويرجع ذلك بشكل كبير إلى انتظار الأسواق بيانات التضخم الأمريكية، التي تلعب دوراً حاسماً في توجيه سياسات البنك الفيدرالي الأمريكي المرتقبة،فإذا كانت معدلات التضخم في تراجع، فهذا قد يؤدي إلى خفض أسعار الفائدة، ما يعد مفيداً بأسعار الذهب، حيث يقلل من تكلفة الفرصة البديلة له،
التحليل الفني لأسعار الذهب
تظهر التوقعات الحالية أن هناك احتمالاً بنسبة 90% لخفض البنك الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مما يشير إلى دخول البنك في مرحلة من الانتظار خلال النصف الأول من عام 2025،وقد ساعدت الزيادات في أسعار الذهب بشكل كبير على الرغم من ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي، الذي شهد أربع جلسات متتالية من الانتعاش، حيث يتم تداوله بالقرب من أعلى مستوياته في عامين،
الطلب المتزايد على الملاذ الآمن كان له تأثيرات كبيرة على سعر الذهب، خاصة في ظل ارتفاع التوترات الجيوسياسية في مناطق مثل الشرق الأوسط وشرق آسيا، مما يوجه المستثمرين نحو الذهب كخيار استثماري آمن،
أسعار الذهب في مصر
في مصر، شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً حيث افتتح عيار 21 تداولات اليوم عند 3810 جنيه للجرام، ليصل حالياً إلى 3815 جنيه،جاء هذا الارتفاع مدعوماً ب أسعار الأونصة العالمية وثبات سعر الدولار مقابل الجنيه المصري،هذه الديناميكية توضح التحركات التراكمية للأسعار في الأسواق مصر، وتجعل من الذهب خياراً مغرياً للمستثمرين،
التوقعات تشير إلى إمكانية ارتباط أسعار الذهب بمستويات قياسية في عام 2025، لا سيما مع استمرار التوترات الجيوسياسية، مما يعطي دفعة إضافية ل أسعار المعدن النفيس،
البنك المركزي المصري والتضخم
في سياق آخر، أعلن البنك المركزي المصري عن تراجع معدل التضخم الأساسي إلى 23.7% في نوفمبر، مقارنةً بـ 24.4% في أكتوبر،وهي تطورات تعكس مدى تأثير السياسة النقدية على أسواق الذهب،تواصل التضخم بالتباطؤ يتماشى مع تزايد توقعات المستثمرين بأن أسعار الذهب قد تستمر في الارتفاع بناءً على عدة عوامل مرتبطة بالاقتصاد الكلي،
في الختام، تتطور أسعار الذهب بشكل متسارع في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الحالية قائمة على تفاعلات سياسية واقتصادية معقدة،إن ما يشهده الذهب من ارتفاعات يؤكد على دوره كملاذ آمن للمستثمرين التي تسعى إلى الحفاظ على قيمة أموالهم،يتطلب الأمر متابعة دقيقة للتوجهات الاقتصادية وتضخم الأسعار عند تحليل الأسواق وإتخاذ قرارات استثمارية مناسبة،
0 تعليق