خلال جولة تفقدية لزيارة مدرسة العائلة المقدسة
الخميس 12 ديسمبر 2024 | 02:31 مساءً
قام الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم ، بحضور السفير إريك شوفالييه، سفير فرنسا بالقاهرة، بجولة تفقدية لزيارة مدرسة العائلة المقدسة لتفقد سير العملية التعليمية بها.
ورافق الدكتور محمد عبد اللطيف والسفير إريك شوفالييه، خلال زيارتهما، دانييل ريجنو، ملحق التعاون التربوي بسفارة فرنسا، وفرانك توريس، ملحق تعاون اللغة الفرنسية بالمعهد الفرنسي، ومنال جندي، مساعدة قطاع التعليم بالمعهد الفرنسي، والأب رومان أمين، مدير مدرسة العائلة المقدسة "الجزويت".
حضور طابور الصباح وتحية العلم
وقام وزير التربية والتعليم والسفير الفرنسي بحضور طابور الصباح وتحية العلم، كما ألقى وزير التربية والتعليم كلمة عبر من خلالها عن سعادته بوجوده داخل مدرسة العائلة المقدسة بالقاهرة، والتي تمثل صرحًا تعليميًا عريقًا، حيث تعود جذورها إلى قرن ونصف من الزمن، حتى أصبحت علامة فارقة في تاريخ التعليم، ورمزًا للتعليم الهادف الذي يمزج بين الأصالة والمعاصرة.
وأشار وزير التربية والتعليم إلى عمق العلاقات المصرية الفرنسية، حيث تربط البلدين روابط جغرافية وتاريخية وحضارية وثقافية، موضحًا أن هذه العلاقات المتميزة قد شهدت تطورًا ملموسًا منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية، انطلاقًا من إرادة سياسية مشتركة من الجانبين.
وأوضح وزير التربية والتعليم أن العلاقات الثقافية بين مصر وفرنسا تتميز بتاريخ طويل من التعاون والتفاعل الإيجابي الذي عزز التفاهم المشترك بين البلدين الصديقين، وساهمت ثقافة البلدين بدور محوري في بناء جسور التواصل بين الدولتين. وأضاف أن هذه العلاقات اليوم تتواصل من خلال المبادرات الثقافية المشتركة مثل برامج تعليم اللغة الفرنسية، والتبادلات الطلابية، وإقامة المعارض الفنية، بالإضافة إلى مشاركة المؤسسات الثقافية المصرية في الفعاليات الثقافية الفرنسية، مما يعكس تلك الشراكات الناجحة بين البلدين والتزامهما بتعزيز الحوار الحضاري والحفاظ على التراث الثقافي.
ولفت وزير التربية والتعليم والتعليم إلى أن "لقد ساهمت المدارس الفرنسية، منذ نشأتها في مصر، في تعزيز الثقافة ونشر التعليم باللغة الفرنسية، وذلك بالحفاظ على الهوية الوطنية، والاهتمام بالقيم الثقافية والإنسانية التي تبرز التنوع والانفتاح، والتفاعل العميق بين الثقافتين. حيث تخرجت منها أجيال تملك رؤية عالمية، وتمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون التربوي، والتعليمي، والثقافي المثمر، مما يسهم في إيجاد بيئة تعليمية تثري الطلاب بتجارب حضارية متعددة، وتشحذ الفكر النقدي البناء".
وأضاف وزير التربية والتعليم أن مدارس العائلة المقدسة تُعتبر نموذجًا مهمًا للمدارس الفرنسية في مصر، والتي تساهم بشكل ملموس في تعزيز الثقافة ونشر اللغة الفرنسية في مصر، مؤكدًا على الإسهامات التعليمية الرائدة التي أتاحت للجمع بين جودة التعليم وتنمية الهوية الوطنية، والتي تعزز من فرص التواصل الثقافي، وقيم روح التسامح والتفاهم بين الطلاب، بالإضافة إلى تشجيعهم على التفكير النقدي والإبداع، وجعلهم أكثر احترامًا وقبولًا لثقافة الآخر. كما أعرب عن فخره بخريجي هذه المدارس ونجاحاتهم في حياتهم العملية على مدار 145 عامًا، حيث دعا الوزير الطلاب إلى مواصلة مسيرة التعلم، والاجتهاد، والتفوق، واحترام معلميهم، واستثمار فرص جديدة للاطلاع والمعرفة والإبداع واكتشاف الذات.
وتقدم وزير التربية والتعليم، في ختام كلمته، بعبارات الشكر والتقدير للسفارة الفرنسية، وكل من يسهم في وضع لبنة في هذا الصرح التعليمي العريق، ولإدارة المدرسة المتميزة، مشيرًا إلى أعضاء هيئة التدريس الأكفاء الذين قدموا نموذجًا مشرفًا في التفاني والإخلاص، متمنيًا لهم المزيد من التوفيق والنجاح.
من جانبه، أشاد السفير الفرنسي معبرًا عن سعادته بهذه الزيارة، لافتًا إلى أنها فرصة لتعزيز العلاقة بين السفارة الفرنسية ووزارة التربية والتعليم في مصر، وتعزيز أيضًا أواصر التعاون القائم بينهما.
وأشار السفير إريك شوفالييه إلى أن مدرسة العائلة المقدسة تعتبر من أقدم المدارس الفرنسية في مصر، حيث نشأت منذ 145 عامًا، وتقوم بتقديم تعليم مميز يؤهل الطلاب لدراسة ثلاث لغات بشكل عالي الجودة، مؤكدًا أن الطلاب يتقنون لدى تخرجهم اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، وأحيانًا لغات أخرى مثل الإسبانية وغيرها.
ولايفت السفير إريك شوفالييه إلى مواصلة تقديم الدعم اللازم لكل المدارس الفرنسية في مصر، كما أنه يحرص على زيارتها بشكل مستمر، والعمل على دعم المبادرات التعليمية وبرامج التبادل الثقافي، مما يعود بالنفع على المجتمع المدرسي.
من جهته، رحب الأب رومان أمين، مدير المدرسة، بالحضور، مؤكدًا أن مدرسة العائلة المقدسة، المعروفة أيضًا باسم مدرسة "الجزويت"، تقوم بتنشئة أبنائها تنشئة متكاملة صحيحة تمكنهم من خدمة مجتمعهم وانفتاحهم على العالم المحيط بهم ثقافيًا وعلميًا وإنسانيًا. مضيفًا أن المدرسة تعتبر واحدة من بين 3730 مدرسة يدرس فيها مليونان ونصف مليون طالب من مختلف أنحاء العالم، فضلًا عن 189 جامعة ومعهد متخصص عالميًا.
وأشار الأب رومان إلى أن مدرسة العائلة المقدسة تقدم رسالتها التي تندرج في إطار سياسة مصر التي تضع ضمن أولوياتها التربوية والوطنية الإنسان قبل أي اعتبار آخر، وتعتبر هذه تحديدًا رسالة المدرسة الأولى، وهي تكوين عناصر فعالة في المجتمع، تتسم بالكفاءة الدراسية، ونزاهة الضمير، وأمانة الالتزام.
وأكد أمين مدير المدرسة أن هذه المبادئ التربوية، التي تضع الشخص محور التربية والتعليم، يتم ترجمتها على أصعدة متعددة في إطار اليوم الدراسي منها استخدام الطرق والأدوات والأساليب والوسائل التربوية المتجددة في العصر الرقمي الذي نعيشه ويعيشه أبناؤنا، كما يهدف إلى اكتشاف القدرات العقلية للطلاب ليكونوا قادرين على التحليل والفهم والنقد واتخاذ القرار والابتكار.
وخلال زيارة وزير التربية والتعليم والسفير الفرنسي للمدرسة، قام مجموعة من الطلاب بتقديم الأنشطة الدراسية الصفية واللاصفية، من رحلات ثقافية، ومعسكرات تكوينية، ورحلة الدراجات السنوية، بالإضافة إلى الرحلات العلمية. كما تم استعراض الأعمال الخيرية التي يقوم بها طلاب المدرسة في خدمة المجتمع.
كما نوه وزير التربية والتعليم بضرورة عرض الطلاب الأنشطة التي يقومون بها، حيث أثنى على أدائهم في العرض، وتحدث معهم عن تطلعاتهم المستقبلية، وقال لهم: "أنتم وجه مشرف للطلاب وعليكم مسؤولية كبيرة في بناء الوطن".
وخلال الزيارة، تفقد وزير التربية والتعليم والسفير الفرنسي مكتبة المدرسة التي تضم كتبًا عريقة، وأهم الكتب مثل "وصف مصر"، وبعض الأحجار التي ترجع تاريخها إلى العصور المختلفة.
كما تفقد وزير التربية والتعليم والسفير الفرنسي مجموعة من الفصول بالمدرسة للمرحلة الثانوية والإعدادية، وتابع شرح المعلمين أثناء حصص التاريخ، والعلوم، والرياضيات. كما قاما بتفقد معرض يضم أعمال الطلاب الفنية، والرسومات، وكتب فنون الخط العربي، وأعمال من الصلصال، وفن طي الورق، والرسم على الزجاج والنحاس.
0 تعليق