الخميس 12 ديسمبر 2024 | 02:42 مساءً
رصدت بلدنا اليوم أبرز التطورات على الساحة الإقليمية والدولية، وخاصة الأحداث المتعلقة بالشقيقة سوريا. في تقرير جديد، ألقى الضوء على التحولات الأخيرة التي شهدتها البلاد، بما في ذلك انهيار النظام السوري بقيادة بشار الأسد، استنادًا إلى تحليل قدمته الكاتبة والمحللة في مركز كارنيغي لبحوث الشرق الأوسط، نيكول غرايفسكي.
سقوط النظام السوري: أحداث متسارعة
خلال أيام معدودة، انهار النظام السوري بعد هجوم واسع النطاق شنّته فصائل المعارضة المسلحة من الشمال الغربي، متزامنًا مع هجوم آخر من الجنوب. هذا التقدّم المفاجئ أجبر الجيش السوري على الانسحاب، تاركًا وراءه كميات كبيرة من العتاد العسكري، مما كشف عن هشاشة بنية النظام.
مع تراجع النظام، انسحبت القوات الروسية إلى معاقلها في اللاذقية وطرطوس، بينما أعادت القوات الإيرانية تمركزها شرقًا باتجاه العراق، في مشهد بدا فيه الأسد وحيدًا أمام انهيار حكمه.
التدخل الإيراني: من الدعم إلى الانسحاب
بدأت إيران تدخلها العسكري في سوريا عام 2012، استجابة لتوصيات قائد فيلق القدس آنذاك، قاسم سليماني، الذي رأى ضرورة دعم النظام للحيلولة دون انهياره. خصصت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد، إلى جانب إنشاء ميليشيات موالية مثل قوات الدفاع الوطني، وتعزيز نفوذها داخل تشكيلات الجيش السوري.
لكن التدخل الإيراني لم يقتصر على الجانب العسكري؛ إذ سعت طهران لتعزيز حضورها الثقافي والديني في سوريا. ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة تغييرات جوهرية، أبرزها انسحاب إيران من مواقع استراتيجية مثل معبر البوكمال، نتيجة خسائرها البشرية وضغوطها الداخلية، مما يشير إلى تغير واضح في استراتيجيتها.
الانقسام الروسي والتحديات المشتركة
واجهت روسيا وإيران تحديات متزايدة بسبب سياسات الأسد الرافضة لأي حلول سياسية. عبّرت موسكو عن استيائها من تعنّت النظام، بينما سحبت طهران تدريجيًا قواتها بسبب خسائرها وتراجع جدوى دعمها المستمر. أظهر هذا الانسحاب محدودية التحالف الإيراني-الروسي في مواجهة نظام غير متعاون.
دروس سقوط الأسد: نهاية مرحلة وبداية أخرى
يُعد سقوط الأسد ضربة قاسية لمحور المقاومة الذي استثمرت فيه إيران مليارات الدولارات. كما يُظهر انهيار النظام فشل النموذج الإيراني في استغلال الدول الهشة لتحقيق النفوذ الإقليمي. ومع ذلك، لا يُمكن استبعاد احتمال عودة إيران لاستغلال أي فوضى جديدة في المنطقة.
على الجانب الآخر، فإن انهيار الأسد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة في سوريا، محفوفة بالتحديات والفرص. الفصائل المسلحة تتنافس على النفوذ، والدور التركي والروسي والإيراني لا يزال غامضًا.
المستقبل الغامض لسوريا
مع انتهاء عهد الأسد، تجد سوريا نفسها أمام واقع جديد يتطلب جهودًا جبّارة لإعادة بناء الدولة. يبقى السؤال المطروح: هل يمكن للبلاد تجاوز هذا الانهيار لبناء مستقبل أفضل، أم ستظل عالقة في صراعات القوى الإقليمية؟
المرحلة القادمة ستحدد ملامح سوريا الجديدة، بين فرص إعادة الإعمار ومخاطر استمرار الفوضى.
0 تعليق