تصب مصر جهودها خلال السنوات المقبلة نحو تحقيق نهضة زراعية وتنموية غير مسبوقة، تتجلى في استثمارات ضخمة تمتد لمليارات الدولارات في مشروعات البنية التحتية،تهدف هذه المشاريع إلى إعداد الأراضي الصحراوية القاحلة لتحويلها إلى مناطق خضراء نابضة بالحياة،تتضمن الجهود الحكومية إنشاء أنهار صناعية تهدف لتوجيه تدفقات المياه إلى المناطق المستصلحة، بالإضافة إلى تجميع مياه المصارف الزراعية واستخدام تقنيات مبتكرة لمعالجة وإعادة استخدامها في استصلاح الأراضي الزراعية، وذلك لتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق تنمية مستدامة.
النهر الصناعي الشمالي بالدلتا الجديدة
يعتبر النهر الصناعي الشمالي الأطول في مصر حيث يمتد بطول 170 كيلومتر، ويعد جزءًا أساسيًا من مشروع الدلتا الجديدة،يساهم هذا النهر في نقل 7.5 مليون متر مكعب من المياه يوميًا إلى محطة معالجة الحمام،تتمثل نسبة المياه المنقولة في 6.5 مليون متر مكعب من مياه المصارف الزراعية التي تم تجميعها من مناطق متعددة، بالإضافة إلى مليون متر مكعب من ترعة النصر،يتكون المسار من 12 محطة رفع، ويدعم إنشاء 81 عمل صناعي متنوعة تشمل القناطر والسحارات والهدارات، مما يعكس تعقيد وتنوع هذا المشروع الحيوي.
النهر الصناعي الثاني بالدلتا الجديدة
تواصل مصر جهودها بتشييد نهر صناعي ثانٍ لتغذية مشروع الدلتا الجديدة، حيث يسعى هذا المشروع لاستصلاح وزراعة حوالي 2.2 مليون فدان،يتطرق هذا النهر إلى نقل مياه نهر النيل من فرع رشيد إلى موقع المشروع الواقع جنوب محور الضبعة، ويبلغ طوله 42 كم، منها 16 كم على شكل ترع مكشوفة و26 كم بواسطة مواسير،كما يتضمن المشروع 12 عمل صناعي و6 محطات رفع لضمان استمرارية تدفق المياه، مما يشير إلى التزام مصر بتطوير التقنيات الزراعية المستدامة.
النهر الصناعي في سيناء
في خطوة جديدة نحو تطوير شبه جزيرة سيناء، تطلق مصر نهرًا صناعيًا يتكون من مسارين لنقل المياه المعالجة من محطة بحر البقر،يستهدف هذا المشروع دعم استصلاح وزراعة نحو 400 ألف فدان في شمال ووسط سيناء، يمتد بطول 108 كم، ويستخدم 18 محطة رفع ضخمة،يضم المسار الأول طوله 80 كم ويحتوي على مواسير بأقطار متنوعة، بينما يتضمن المسار الثاني قنوات مائية مكشوفة مع 3 محطات رفع لمزيد من الفعالية في نظام النقل.
أنهار توشكى الصناعية
تتواجد في أقصى جنوب مصر، حيث تم إنشاء عدة أنهار صناعية ضمن مشروع تنمية جنوب الوادي في توشكى،تتضمن هذه الأنهر استكمال قنوات الري الرئيسية وضمان توفير الاحتياجات المائية الزراعية، حيث تم شق عدد من التفريعات بقوة تصل إلى 5.5 مليار متر مكعب من المياه،من خلال هذه الجهود، يتم استصلاح الأراضي بهدف زراعة أكثر من 600 ألف فدان، مما يعكس النجاح الذي حققته الدولة في تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.
باختصار، يمثل التحول الزراعي العملاق الذي تشهده مصر نقطة تحول في تاريخ التنمية الزراعية، حيث يُظهر التزام الحكومة باستدامة الموارد المائية واستغلالها بشكل فعال،من خلال مشاريع الأنهار الصناعية، تهدف الدولة إلى خلق بيئة صحراوية مثمرة تعزز من الأمن الغذائي وتدعم الاقتصاد الوطني،تتطلب هذه المشاريع الكبيرة التعاون بين مختلف الهيئات والمجتمع للنجاح في تحقيق الأهداف المرجوة، مما يمهد الطريق لمستقبل زراعي مشرق لمصر.
0 تعليق