اختتمت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اليوم السبت، 14 ديسمبر 2025، أعمال اجتماعات وزراء التجارة والصناعة والتعدين الأفارقة، التي نظمتها مفوضية الاتحاد الأفريقي،هذه الاجتماعات تأتي في وقت محوري يعكس التزام الدول الأفريقية بدفع التكامل الإقليمي وتعزيز تطبيق اتفاقية التجارة الحرة القارية، والتي دخلت مرحلة التنفيذ،وتفخر القارة بتنوع مستويات التكامل بين التكتلات الاقتصادية والجماعات الإقليمية، مما يتطلب جهودًا متواصلة لتحقيق أهدافها التنموية.
أكد الوزراء خلال الاجتماعات على أهمية التصنيع كركيزة أساسية لدعم التجارة البينية في القارة الأفريقية، خصوصًا مع قرب انتهاء “العقد الثالث للتنمية الصناعية في أفريقيا”، الذي بدأ في 2015،وتم التشديد على ضرورة الاستعداد الكامل لإطلاق “العقد الرابع للتنمية” في عام 2026، بهدف الإنتاج الصناعي ورفع القيمة المضافة في سلاسل الإنتاج الأفريقية، وهو ما يعكس أهمية الاستراتيجية الصناعية في تحقيق النمو الاقتصادي.
تحقيق التكامل الإقليمي والتنفيذ الشامل لاتفاقية التجارة الحرة
ناقشت الاجتماعات ضرورة اتباع نهج متوازن في التكامل الإقليمي لضمان انخراط جميع الدول الأفريقية في اتفاقية التجارة القارية، قبل الانتقال إلى مستويات أعلى من التكامل مثل إنشاء سوق أفريقية مشتركة أو اتحاد جمركي،تم الاتفاق على عقد مؤتمر وزاري لتقييم استعداد الدول لهذه الخطوة، طبقًا لاتفاقية أبوجا التي تعتبر حجر الأساس للاندماج القاري.
تعمق الوزراء في أهمية استغلال الموارد المعدنية للقارة بشكل مستدام، مع مراعاة الأبعاد البيئية،وتم التأكيد أيضًا على أهمية التصنيع المحلي للمواد الخام ل القيمة المضافة والحد من تصديرها بشكلها الأولي، مما يعزز الاستفادة الاقتصادية للقارة ويضمن تحقيق تنمية مستدامة.
دور مصر في دعم التجارة البينية الأفريقية
أشاد الأمين العام لاتفاق التجارة الحرة القارية، وامكيلي ميني، بالدور البارز لمصر في تعزيز التجارة الأفريقية،وأشار إلى أن مصر تصدرت قائمة الدول التي أصدرت شهادات منشأ لاتفاقية التجارة الحرة خلال الفترة الأخيرة، مما يعكس التزامها بتعهداتها القارية ودعمها النشط للتجارة البينية،
إطلاق استراتيجية المعادن الخضراء
استعرض الاجتماع مشروع “استراتيجية المعادن الخضراء في أفريقيا”، التي تهدف إلى تحقيق تحول عادل ومستقبل خالٍ من الكربون،تم اعتماد المشروع بما يتماشى مع الخطة العشرية الثانية لأجندة 2063، التي تهدف إلى تطوير الاقتصاد الأخضر وتعزيز الاستدامة البيئية،وصدر عن الاجتماع بيان ختامي يتضمن توصيات رئيسية سيتم رفعها لأجهزة صنع القرار في الاتحاد الأفريقي لاعتمادها خلال قمة رؤساء الدول والحكومات المقررة في فبراير 2025،
مثل مصر في الاجتماعات وفد رفيع المستوى ترأسه الوزير المفوض التجاري فاضل يعقوب، ممثلًا عن وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، المهندس حسن الخطيب، إلى جانب أعضاء من البعثة الدائمة لمصر لدى الاتحاد الأفريقي.
تسلط هذه الاجتماعات الضوء على أهمية التكامل الإقليمي وتعزيز التجارة البينية في القارة الأفريقية، من خلال استعراض تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة والتوجه نحو التصنيع واستغلال الموارد المحلية،تعتبر هذه المبادرات ضرورية لدعم التنمية الاقتصادية المستدامة في أفريقيا وتعزيز القدرة التنافسية لدولها.
في ختام هذه الاجتماعات، يبدو أن الدول الأفريقية قد اتخذت خطوات هامة نحو بناء علاقة تجارية أكثر تماسكًا وقوة،يتطلب نجاح هذه الجهود استعدادًا شاملًا من جميع الأطراف المعنية للانتقال إلى مراحل أعلى من التكامل والتنمية، مما يعزز من آفاق المستقبل التجاري والاقتصادي للقارة.
0 تعليق