في سياق الجهود المستمرة لتعزيز الاستدامة في القطاعات الصناعية، شهدت مصر توجهاً ملحوظاً نحو تحسين كفاءة استخدام الطاقة وتقليل الانبعاثات الكربونية،تعد صناعة الأسمدة من القطاعات الحيوية التي تسعى لتحقيق هذا الهدف،من بين المبادرات الرائدة في هذا السياق، تأتي توقيع ثلاث اتفاقيات هامة لتطوير مصانع شركة أبوقير للأسمدة،يتناول هذا البحث دور هذه الاتفاقيات في تعزيز الاستدامة وكفاءة الطاقة، بالإضافة إلى الآثار الاقتصادية المحتملة.
الاتفاقيات وتفاصيلها
وقع المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، ثلاث اتفاقيات تهدف إلى تطوير مصانع شركة أبوقير للأسمدة،الاتفاقية الأولى تتعلق بتوريد الهيدروجين الأخضر، حيث تم التوقيع بين المهندس عابد عزالرجال، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة أبوقير للأسمدة والممثل التنفيذي لشركة MPS الأمريكية،تشمل هذه المبادرة إنتاج الهيدروجين الأخضر باستعمال وحدات التحليل الكهربائي للمياه المعتمدة على الطاقة المتجددة،يتميز الهيدروجين الأخضر بقدرته على استبدال الغاز الطبيعي جزئياً في العمليات الإنتاجية.
أهمية الهيدروجين الأخضر في الصناعة
يساهم مشروع الهيدروجين الأخضر في تقليل استهلاك الغاز الطبيعي، مما يسهم في تقليص الانبعاثات الكربونية،هذا التوجه يعد محورياً في تحقيق التوافق مع المعايير الأوروبية للانبعاثات، خاصة مع تطبيق آلية CBAM،كما يُتوقع أن يزيد هذا النظام الإنتاجية لمصنع الأمونيا أبو قير 1، وبالتالي تعزيز القدرة التنافسية للشركة عالمياً.
التحديثات التكنولوجية في مصنع أبو قير
في إطار جهود التطوير المستمر، تم توقيع الاتفاقية الثانية والتي تتعلق بتركيب نظام تحكم آلي متقدم في مصنع الأمونيا، بتوقيع المهندس أحمد الشربيني من مجموعة ABB مع المهندس عابد عزالرجال،تهدف هذه الاتفاقية إلى تقليل استهلاك الغاز الطبيعي المستخدم في غلايات البخار بنسبة تتراوح بين 2-4%، وهو ما يعد إنجازاً كبيراً في مجال تحسين الكفاءة التشغيلية،هذا النظام المتطور يوفر إمكانيات جديدة للتحكم في العمليات، مما يعني تحسيناً كبيراً في كفاءة استخدام الموارد.
الإستراتيجية المستقبلية لشركة أبوقير
وَفَقًا لما ذكره المهندس عابد عزالرجال، فإن هذه المشروعات تمثل خطوة استراتيجية لتحسين كفاءة استخدام الطاقة، وتقليل الانبعاثات، مما يسهم في تعزيز تنافسية منتجات شركة أبوقير للأسمدة في الأسواق الدولية،من المعلوم أن تقديم منتجات منخفضة الكربون يمكن أن يساعد في تفادي الضرائب الكربونية المستقبلية، بما يعزز مكانة الشركة في السوق العالمية.
لا شك أن هذه الاتفاقيات تعد بشائر إيجابية لشركة أبوقير للأسمدة، ليس فقط على مستوى النمو الاقتصادي وإنما أيضًا على مستوى الالتزام بالمسؤولية البيئية،من خلال تبني تقنيات حديثة ومبادرات مستدامة، تسعى الشركة إلى تحقيق التوازن بين تحقيق الأهداف الاقتصادية وتقليل الآثار البيئية السلبية.
0 تعليق