الاحد 15 ديسمبر 2024 | 10:44 صباحاً
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يتحدث مع أنتوني بلينكين وزير الخارجية الأمريكي خلال محادثات حول مستقبل سوريا في العقبة بالأردن.
أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، أن الولايات المتحدة أجرت "اتصالًا مباشرًا" مع هيئة تحرير الشام (HTS) التي قادت الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك على الرغم من تصنيف واشنطن الجماعة كمنظمة إرهابية منذ عام 2018.
جاءت تصريحات بلينكن خلال اجتماع رفيع المستوى عقد في مدينة العقبة الأردنية، حضره دبلوماسيون من الولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي ودول عربية. وقال بلينكن: "لقد تواصلنا مع هيئة تحرير الشام وأطراف أخرى"، دون الخوض في تفاصيل آلية هذا التواصل.
تغيرات دبلوماسية بارزة
أعلنت تركيا إعادة فتح سفارتها في دمشق بعد 12 عامًا من إغلاقها، وذلك بعد أسبوع فقط من سقوط نظام الأسد. وتمثل هذه الخطوة تطورًا كبيرًا في المشهد الدبلوماسي، حيث كانت تركيا لاعبًا رئيسيًا في الأزمة السورية، داعمةً لجماعات المعارضة المسلحة ومحتفظةً بعلاقات عملية مع هيئة تحرير الشام التي قادت الهجوم على دمشق.
بيان مشترك يدعو لمرحلة انتقالية شاملة
في بيان مشترك عقب الاجتماع، دعا دبلوماسيون من الولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي ودول عربية إلى دعم الشعب السوري في هذه المرحلة التاريخية لبناء مستقبل أكثر أملًا وأمانًا. وأكد البيان أهمية انتقال سياسي بقيادة سورية يفضي إلى تشكيل حكومة شاملة وغير طائفية من خلال عملية شفافة تحترم حقوق الإنسان.
وأشار البيان إلى أن "سوريا لديها فرصة لإنهاء عقود من العزلة"، مؤكدًا دعمًا دوليًا لتحقيق هذا الهدف.
أصوات داعمة للحوار والمساعدات
من جهة أخرى، دعا قائد قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة أمريكيًا، الأكراد في شمال شرق سوريا إلى تبني موقف إيجابي تجاه الحوار السوري. كما حث المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، جير بيدرسن، المشاركين في الاجتماع على تقديم المساعدات الإنسانية وضمان عدم انهيار المؤسسات الحكومية في البلاد.
وفي خطوة إضافية، أعلنت قطر عن إرسال وفد رسمي إلى دمشق لإجراء محادثات مع الحكومة الانتقالية بشأن المساعدات الإنسانية وإعادة فتح سفارتها، وهو ما يمثل تحولًا بعد سنوات من القطيعة مع النظام السابق.
الاتحاد الأوروبي وموقفه من إعادة الإعمار
أعربت كاجا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، عن استعداد الاتحاد لدعم جهود إعادة الإعمار في سوريا، مؤكدة أن الاتحاد لا يزال أكبر مزود للمساعدات الإنسانية في البلاد.
مرحلة جديدة في سوريا
وعلى الرغم من ارتباط هيئة تحرير الشام بتنظيم القاعدة وتصنيفها كجماعة إرهابية من قبل العديد من الدول، إلا أنها بدأت في تقديم رسائل أكثر اعتدالًا في خطابها السياسي.
وقال بلينكن: "سمعنا بعض التصريحات الإيجابية في الأيام الأخيرة، لكن ما يهم الآن هو تحويل هذه الكلمات إلى أفعال مستدامة". وأكد أن أي تقدم في المرحلة الانتقالية قد يدفع واشنطن لإعادة النظر في العقوبات المفروضة على سوريا.
التحديات الأمنية مستمرة
رغم التطورات الأخيرة، حذر خبراء من هشاشة الوضع الأمني في البلاد. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن كمينًا نصبه عناصر موالية للنظام السابق أسفر عن مقتل أربعة مقاتلين معارضين بالقرب من الساحل السوري.
وفي أبو ظبي، أشار أنور قرقاش، المستشار الرئاسي الإماراتي، إلى ضرورة الحذر في التعامل مع المرحلة الحالية، مشددًا على أن استقرار سوريا يتطلب جهودًا جماعية.
عودة الحياة تدريجيًا
بدأت بعض مظاهر الحياة تعود تدريجيًا إلى دمشق، حيث أعيد فتح المحلات والمتاجر التي كانت أغلقت بعد سيطرة المعارضة، في مؤشر على سعي السوريين للتأقلم مع الواقع الجديد.
وقال أحد أصحاب المحلات في المدينة القديمة: "أخبرنا المقاتلون أن لدينا الحق في العمل والعيش كما كنا قبل ذلك".
ورغم عودة بعض مظاهر الحياة، يبقى المستقبل السياسي والاقتصادي لسوريا مرهونًا بقدرتها على تجاوز تحديات المرحلة الانتقالية وتحقيق توافق داخلي ودعم دولي مستدام.
0 تعليق