تعد أزمة سد النهضة من أبرز التحديات التي تواجه منطقة شرق أفريقيا، حيث تلعب هذه المنشأة المائية دورًا حيويًا في الموارد المائية لدول حوض النيل،مؤخرًا، أشار الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، إلى عودة تشغيل توربينات السد بعد توقف استمر نحو 100 يوم،في هذا البحث، سنتناول تأثير هذه العودة على تدفق المياه لمصر، وسنستعرض مقدار الإيراد المائي اليومي عند سد النهضة وأبعاده المستقبلية.
تأثير تشغيل توربينات سد النهضة على مياه مصر
أوضح الدكتور شراقي عبر صفحته الرسمية، أن إيراد المياه من النيل الأزرق عند سد النهضة يصل حاليًا إلى نحو 50 مليون م3/يوم، وهي كمية كافية لتشغيل اثنين من التوربينات لمدة 12 ساعة لكل منهما،لكن في حال تم تشغيل توربين آخر، فإن ذلك سيسحب من المخزون الأصلي للبحيرة، والذي ظل ثابتًا عند 60 مليار م3 بمستوى 638 مترًا فوق سطح البحر منذ 5 سبتمبر الماضي،وهنا تجدر الإشارة إلى أهمية هذه المسألة في سياق الموارد المائية لمصر، حيث أن أي سحب إضافي قد يؤثر على نسبة المياه المتاحة للنيل.
الإيراد اليومي للمياه
في سياق الإحصاءات الحديثة، أظهرت التقارير أن الإيراد اليومي للمياه عند سد النهضة بلغ أقل من 50 مليون متر مكعب، وهو ما يعني أن هذه الكمية تكفي لتشغيل توربين واحد فقط من الأربعة المفترض أن تكون جاهزة للتشغيل،ومع غلق بوابات المفيض، لم يتم تشغيل إلا ثلاثة أو أربعة بوابات أثناء موسم الأمطار، مما أدى إلى نقص في مياه النيل،وبالفعل، مع تراجع كميات الأمطار، تم فتح بوابة واحدة في 19 نوفمبر، وتليها بوابة أخرى في ديسمبر، ليصبح التصريف اليومي من سد النهضة بين 100-150 مليون م3،وهذا التسريب من المياه يشير بوضوح إلى أن هناك حاجة ملحة للتخطيط لاستخدام هذه المياه لمواجهة الفجوات المستقبلية.
التخزين والمطلوب للموسم القادم
هناك ضرورة ملحة للتخلص من 25 مليار م3 على الأقل قبل دخول موسم الأمطار القادم،يمكن أن يتم ذلك عن طريق استفادة إثيوبيا من تلك الكمية عبر تحويلها لتوليد الكهرباء، أو من خلال فتح بوابات المفيض بشكل تدريجي،لذلك، تطرح التساؤلات حول ما إذا كانت إثيوبيا قد فقدت الأمل في تشغيل جميع التوربينات قريبًا، مما يدفعها للاعتماد على التفريغ التدريجي لمخزون السد.
في الختام، يعكس الوضع الراهن لتوربينات سد النهضة تحديات حقيقية تتعلق بتوزيع الموارد المائية واستمرارية إمدادات المياه لمصر،لذا، يجب على الدول المعنية بحث سبل للتعاون وتبادل المعلومات حول إدارة مياه النيل لمواجهة التحديات المشتركة،إن فهم هذه الديناميكيات المائية سيكون ضرورياً لضمان الأمن المائي للمنطقة في المستقبل.
0 تعليق